قال مصدر دبلوماسي مصري إن القاهرة ستوجه قريبا دعوات رسمية للفصائل الفلسطينية للاجتماع مجددا لتذليل العقبات التي تحول دون إتمام ملف المصالحة الداخلية. فقد أعلن السفير المصري لدى السلطة الفلسطينية في رام الله ياسر عثمان أن القيادة المصرية ستدعو الفصائل الفلسطينية لعقد اجتماع في القاهرة بهدف وضع الخطوات العملية لتطبيق اتفاق المصالحة الذي تم التوصل إليه بين حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في مطلع مايو- أيار الماضي.
وجاء إعلان السفير المصري خلال لقاء عقده أمس الثلاثاء مع قيادة تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة في الضفة الغربيةالمحتلة بحث فيه المشاركون سبل تفعيل المصالحة الفلسطينية.
وأوضح رئيس التجمع ياسر الوادية أن اللقاء مع السفير المصري كان مثمرا ومفيدا حيث نوقشت فيه مختلف القضايا المتعلقة بالمصالحة الفلسطينية، وكيفية إعادتها إلى المسار الصحيح ووضع الآليات اللازمة للبدء بالتنفيذ الفعلي لبنودها، وعدم تحويلها إلى حبر على ورق فقط.
تحذير
ونقل عن الوادية أيضا في تصريح مكتوب تحذيره من موجة احتجاجات واعتصامات جديدة "إذا لم يتم الشروع في تنفيذ اتفاق المصالحة" ودعوته "الجميع إلى أن يتحمل مسؤولياته في تنفيذ اتفاق المصالحة بما يلبي رغبة الشعب الفلسطيني في استعادة وحدته الغائبة".
يشار إلى أن الاتفاق الذي وقع بين حركتي فتح وحماس تضمن إنهاء الانقسام الداخلي والإفراج عن الموقوفين والمعتقلين لدى الطرفين وتشكيل حكومة وحدة وطنية تمهد لإجراء انتخابات عامة رئاسية وبرلمانية.
بيد أن هذه الخطوات لم يتم تطبيقها على الأرض بسبب اعتراضات الجانبين على بعض النقاط منها ما تردد عن إعادة تسمية سلام فياض رئيسا للحكومة الجديدة، فضلا عن الاتهامات المتبادلة بين الطرفين باستمرار عمليات الاعتقال في صفوف بعضهما بعضا.
و قد نقل قبل أيام عن مصادر فلسطينية مطلعة تأكيدها أن فصائل فلسطينية -على رأسها حماس وفتح- ستعقد لقاء بمدينة إسطنبول التركية يومي 19 و20 يوليو/تموز الجاري لمناقشة خمسة محاور ترتبط بموضوع المصالحة.
ونقل المراسل عن مدير البحوث بالمركز الفلسطيني للأبحاث والسياسات والدراسات الإستراتيجية خليل شاهين قوله إن هناك توجها عاما للخروج من هذا اللقاء بنتائج محددة سيتم رفعها لقيادات الفصائل المشاركة فيه.
وقال شاهين قبيل مغادرته الأراضي الفلسطينية إلى إسطنبول إن المشاركين في لقاء إسطنبول سيبحثون الملف الأمني واعتماد حل يسير وفق منهج التدرج في إعادة توحيد الأجهزة في الضفة الغربية وقطاع غزة، ثم محور التمثيل الوطني وانتخابات المجلس الوطني، وأخيرا محور حقوق الإنسان واحترام الحريات العامة.
وعن الأطراف المشاركة في اللقاء بالإضافة إلى حماس وفتح، قال الأكاديمي الفلسطيني إن الاجتماع سيشمل الجبهتين الشعبية لتحرير فلسطين والديمقراطية لتحرير فلسطين وحزب الشعب، كما ستشارك في اللقاء شخصيات مستقلة وممثلون عن المجموعات الشبابية.