نفي الدكتور أشرف تادرس، رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، أن وجود مياه على سطح المريخ دليلًا على وجود حياة بشرية هناك، مشيرًا إلي أن التجارب أثبتت في الآونة الأخيرة، أن الكشف عن المياه على كوكب المريخ يرجع إلى إطلاق مجسات التصوير الدقيق وليس بنزول الروبوتات. وأضاف "تادرس"، أن المجس هو مركبة مدية تدور حول الكوكب في مدى قريب منه، وهي مجهزة بتقنية الاستشعار عن بعد؛ حيث يتم تصوير أجزاء الكوكب بالتفصيل، وفشل في ذلك الروبوتات الآلية التي تم نزولها على المريخ، التي لا تتجاوز تحركاتها على سطح الكوكب عدة كيلومترات فقط.
وأشار رئيس القسم، إلي أن الصور المأخوذة من المركبة المدية (اكتشاف المريخ)، كشفت عن وجود أخاديد ومنحدرات، يحتمل أنها تشكلت بفعل تدفق مياه مالحة دافئة على سطح الكوكب، حيث عرض علماء ناسا دراساتهم من خلال مؤتمر صحفي في الولاياتالمتحدة، الإثنين الماضي، وعلى هذا يعتقدون أن هذا دليل على وجود الماء في الأزمنة السحيقة للمريخ سواء على سطح الكوكب أو تحت سطحه.
وأضاف، أنه تدل الدراسة، على أن في مرحلة ما كان المريخ يشبه الأرض تمامًا من حيث تواجد البحار المالحة والبحيرات العذبة، ولكن شيئا ما غير معلوم قد حدث في مناخه، تسبب في فقدان هذا الكم الهائل من المياه على الكوكب الأحمر.
وأكد، أن اكتشاف الماء على المريخ أمر متوقع؛ لأن المريخ من نفس عائلة الكواكب الأرضية للمجموعة الشمسية، كما أن ذلك ليس دليلا على وجود حياة مماثلة للحياة على سطح الأرض، بل يكون مؤشرا لاحتمال وجود كائنات حية بسيطة كالميكروبات أو الطحالب أو ما شابه على سطح الكوكب، أما وجود الماء أصلا على سطح المريخ فقد يكون مشجعا ودافعا قويا لناسا؛ لإرسال رحلات مأهولة إلى الكوكب الأحمر في المستقبل القريب.
واختتم، أن البحث عن حياة شبيهة بكوكب الأرض في الفضاء السحيق، تستوجب عدم التسليم بوجود حياة بالمعنى الحرفي الذي نعرفه على سطح الأرض، فإذا كان هناك كائنات ذكية أخرى في هذا الكون، وهو من الأمور المتوقعة أيضا، فليس بالضرورة أن تتنفس هذه الكائنات الهواء أو تشرب الماء كما نفعل نحن لكي نحيا على الأرض، فقد تكون لهذه الكائنات شكل ومضمون مختلف تماما عن شكل ومضمون البشر.