لم يشارك المنتخب الأيسلندي لكرة القدم، في البطولة بعد لكن لاعبيه أصبحوا لدى مشجعيهم ومواطنيهم بمثابة الأبطال، بعدما تأهل الفريق مبكرا إلى نهائيات بطولة كأس الأمم الأوروبية المقبلة (يورو 2016) لتكون أول بطولة كبيرة يتأهل إليها الفريق. ولذا، لم يكن غريبا أن يحتفل آلاف من المشجعين بالمنتخب الأيسلندي في ميدان "إنغولفستورغ" بوسط العاصمة ريكيافيك بعدما صنع الفريق التاريخ الأحد بالتأهل إلى يورو 2016 من خلال تعادله السلبي مع كازاخستان في مباراته الثامنة بالمجموعة الأولى في التصفيات. ومع إقامة البطولة في فرنسا منتصف العام المقبل، يبدو التأهل بمذاق أفضل للمنتخب الأيسلندي نظرا لأن الفريق سبق له أن خسر صفر-8 أمام نظيره الفرنسي في التصفيات المؤهلة لبطولة كأس العالم 1958 بالسويد. وأوضح موقع الاتحاد الأيسلندي لكرة القدم على الإنترنت: "وقتها، كان من الصعب أن تتخيل تأهل المنتخب الأيسلندي لأي بطولة كبيرة وظلت هذه النظرة سائدة على مدار نصف قرن أو أكثر بعد هذه الهزيمة". ويبلغ تعداد أيسلندا 330 ألف نسمة منهم 21 ألف لاعب مقيدين في سجلات الاتحاد الأيسلندي للعبة وهو ما يجعل تأهل الفريق ليورو 2016، إنجازا كبيرا ملموسا خاصة مع المجموعة الصعبة التي خاض الفريق التصفيات من خلالها والتي تضم منتخبات عريقة مثل هولندا وتركيا والتشيك. وعزز المنتخب الأيسلندي فرص تأهله للنهائيات بقوة من خلال الفوز 1 - صفر على المنتخب الهولندي في عقر داره بأمستردام الخميس الماضي علما بأن المنتخب الأيسلندي سبق له الفوز على الطاحونة الهولندية 2 - صفر ذهابا في أكتوبر الماضي. ويتصدر المنتخب الأيسلندي المجموعة الأولى برصيد 19 نقطة من ستة انتصارات وتعادل واحد فيما مني الفريق بهزيمة واحدة في التصفيات حتى الآن وكانت أمام نظيره التشيكي 1 - 2 في تشرين ثان/نوفمبر الماضي. ولجأت أيسلندا في السنوات الأخيرة لإقامة ملاعب من النجيل الاصطناعي وبعضها مغطى بسقوف مما يجعل ممارسة اللعبة أكثر سهولة في شهور الشتاء بهذه الجزيرة ذات الطقس البارد. وكتب سيغموندور ديفيد جانلوجسون رئيس وزراء أيسلندا، على صفحته بموقع (فيس بوك) للتواصل الاجتماعي: "تهانينا في أحد أبرز الأيام الأيسلندية في التاريخ الأوروبي الرياضي حتى الآن". وعلقت صحيفة "فريتبلاديد" الأيسلندية بقولها "شكرا لارس" في إشارة إلى المدرب لارس لاجرباك الذي يتولى تدريب الفريق منذ يناير 2012 . وسبق للمدرب البارع لاغرباك 67 عاما أن قاد المنتخب السويدي إلى خمس بطولات وكان مسؤولا أيضا عن المنتخب النيجيري في بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا. وقال لاغرباك، بعد مباراة الفريق الاحد: "أهم شيء كان الحصول على نقطة واحدة ولذا، يمكننا نسيان هذه المباراة والاستمتاع بالتأهل الرائع .. من الرائع تماما أن يشارك الفريق في النهائيات بفرنسا ومعه هذه المجموعة من اللاعبين". وأضاف: "لا أجد الكلمات التي أعبر بها عن هذا. الحرارة والمساندة التي وجدتها من الناس هنا كانت شيئا له طابع خاص ويمكن الشعور بمدى افتخار الأيسلنديين بهذه المجموعة ويمكنني الشعور بذلك أيضا من أعماق قلبي". ويقول كثير من الأيسلنديين إن لاغرباك كان بإمكانه الترشح لرئاسة بلادهم لو كان أيسلنديا. وكان التأهل ليورو 2016 دفعة معنوية رائعة للمنتخب الأيسلندي الذي فقد فرصة التأهل لكأس العالم 2014 بالبرازيل إثر سقوطه أمام المنتخب الكرواتي في الملحق الأوروبي الفاصل.