أكد وزير الثقافة الدكتور عبد الواحد النبوي أن المسرح مدرسة وتاريخ للقيم فهو القادر على إيقاظ الوعي وتصحيح مسارات الخطابات المتطرفة التي شوهت الشخصية المصرية بصورة تخالف أصولها وتاريخها العريق. وقال النبوي – خلال افتتاح فعاليات الدورة الثامنة للمهرجان القومي للمسرح، والتي تحمل اسم دورة النجم خالد صالح في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة - إن المسرح يستطيع ، باعتباره احد القوى الناعمة التي تشهد تفاعلا مباشرا مع الشعب في دور العرض وخارجها، أن تستعيد الشخصية المصرية وتبرز وتجسد أصالتها وتدفعها وتحمسها للبناء والتغلب على المعوقات. وأضاف أن المسرح منذ نشأته كان مهرجانا ومصدرا للمتعة وفي الوقت ذاته كان معلما للشعوب ومظهرا من مظاهر تحضره، وهو يستعيد رونقه وقوته، ولعل هذا المهرجان القومي أحد الأوجه التي تعكس قوة المسرح، مشيرا إلى أن محافظات مصر تستقبل عروض مسرح الدولة لكبار النجوم. ووجه وزير الثقافة التحية لكل شهداء العمل الذين رحلوا خلال أداء عملهم من أجل الإبداع والفن الراقي، وقال " تحية عطرة لشهداء رسالة التنوير في يوم المسرح المصرى تلك الأرواح الطاهرة التي رحلت لتدافع عن أشياء آمنوا بها وعاشوا من أجلها، وتحية عطرة للأرواح التي رحلت عن عالمنا في العام الماضي تاركة لنا تراثا فنيا وثقافيا لن تصيبه الشيخوخة ليظل شابا يافعا بيننا مهما مرت الأيام . فكيف ننسى تلك الأسماء التي نحتت في ذاكرة الوطن نور الشريف و عمر الشريف وخالد صالح وعبد الرحمن الأبنودي وفتحية العسال وسامي العدل وحسن مصطفى و هاني مطاوع وغيرهم". ووجه التحية لكل المكرمين من رواد المسرح المصري والقائمين على الجهد الرائع بقيادة رئيس المهرجان ناصر عبد المنعم. وأشاد بالمخرج خالد جلال الذي تم اختياره مؤخرا رئيسا لقطاع شئون الانتاج الثقافي بوزارة الثقافة، مشيرا إلى أنه ينتظر منه استعادة الوجه الحضاري للبيوت الفنية، ليستكمل جهدا محمودا قام به رئيس القطاع السابق الدكتور سيد خاطر. بدأت وقائع حفل الافتتاح باستعراض من أشعار الدكتور مصطفى سليم عن دور المسرح المصري، ثم تكريم عدد من نجوم فن المسرح ممن رحلوا عن عالمنا ، مثل النجم خالد صالح وتسلم الدرع نجله، والنجم نور الشريف وتسلمت الدرع الفنانة بوسي ، والنجمة سناء جميل حيث تسلم الدرع زوجها الكاتب لويس جريس، حيث نزل وزير الثقافة من على خشبة المسرح لتسليم الدرع لزوجها ، والنجم حسن مصطفى وتسلمت الدرع زوجته ميمي جمال، والنجم محمد عوض إضافة إلى الكاتب الكبير لينين الرملي الذي مازال يثري الحياة المسرحية بأعماله ، والناقد حسن عطية ودكتور سمير احمد أستاذ فن الديكور المسرحي ، ومحمد الشربيني و الراحل الدكتور هاني مطاوع. وأشار ناصر عبد المنعم رئيس المهرجان إلى أن دورة هذا العام تشهد تنافس أعمال مسرحية من إنتاج البيت الفني والثقافة الجماهيرية ومسرح الجامعة ، والهواة والمستقلين ومسرح وزارة الشباب وصندوق التنمية الثقافية، موضحا أن الجوائز تحمل أسماء عدد من شهداء حادث بني سويف الذي تتزامن ذكراه وليلة أفتتاح المهرجان بينما تتكون لجنة التحكيم برئاسة الفنان القدير محمود الحديني، وعضوية الدكتور سامي عبد الحليم، والدكتور محمد أبو الخير، والدكتورة منال محيي الدين، والدكتورة لمياء محمد، والدكتور نبيل الحلوجي، والمخرج هشام جمعة، والكاتب عبد الغني داود، والدكتور حاتم حافظ، والمخرج إسماعيل مختار مدير مسرح الغد مقررا .
