أبدت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية استغرابها من تحول الأوضاع في مصر، فالأشخاص الذين كانوا يصنفون على أنهم متشددون وممنوعون من مزاولة أي نشاط سياسي خلال عهد حسني مبارك، أصبحوا اليوم بعد الثورة في "مصر الجديدة" يتمتعون بالحرية وبإمكانهم خوض الحياة السياسية وتشكيل الأحزاب وربما الوصول لسدة الحكم. وقالت:"إن الجماعة الإسلامية التي اتهمت في السابق بشن هجمات "إرهابية" وكان أشهرها مهاجمة السياح في مدينة الأقصر عام 1997، أعلنت الشهر الماضي أنها ستشكل حزبا سياسيا. وأضافت:"إن الجماعة التي يتزعمها الشيخ عمر عبدالرحمن المسجون حاليا في أحد السجون الأمريكية لدوره المزعوم في الهجوم الذي وقع عام 1993 على مركز التجارة العالمي، هي مجرد واحدة من عدد كبير من المنظمات الإسلامية التي تحتشد حاليا للحصول على حصة من الغنائم في مرحلة ما بعد مبارك، ورغم أنها نبذت العنف في صفقة مع نظام حسني مبارك، إلا أن أعضاءها لا يزالون يلتزمون بالتفسير المتشدد للإسلام . ونقلت الصحيفة عن شادي حامد من معهد بروكينجز في الدوحة - والذي يدرس التحول الديمقراطي في المنطقة- قوله:"لديك الآن مجموعات كانت تصنف إرهابية في السابق تتجه حاليا للساحة السياسية .. هذا يدل على أن الجميع يريد قطعة من الكعكة". وأوضحت الصحيفة أن السلفيين الذين عانوا من دولة مبارك البوليسية، أصبحوا منذ سقوطه لديهم حرية لم يسبق لها مثيل، واشتعل العنف الطائفي منذ إعطائهم تلك الحرية، وهو ما أثار المخاوف من هيمنة الإسلاميين على مصر. وبحسب الصحيفة، فإن الولاياتالمتحدة تخشى أن تؤدي الفوضى التي تمر بها البلد خلال الفترة الانتقالية إلى زيادة التشدد في مصر، الأمر الذي قد يدفع بعض الجماعات السلفية الناشئة إلى العنف.