بعد اخفاق المؤتمر الذى بدأ قبل شهر لمراجعة معاهدة حظر الإنتشار النووي المبرمة عام 1970 أمس الجمعة، بعد أن عجز أعضاؤه عن التغلب على خلافات بشأن فرض حظر على الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، وجهت الولاياتالمتحدة باللوم إلى مصر. وبعد مفاوضات استمرت أربعة أسابيع بشأن سبل تحسين الإلتزام بالمعاهدة لم يتم التوصل لإجماع فيما بين الدول الموقعة على المعاهدة والبالغ عددها 191 ، وأعلنت "روز جوتيمولر" وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية عدم التوصل لاتفاق واتهمت بعض الدول بتقويض المفاوضات.
ولم تحدد "جوتيمويلر" أسماء الدول التي حاولت "التلاعب بشكل سلبي" بالمؤتمر على الرغم من اتهامها مصر ودول عربية أخرى بوضع "شروط غير واقعية وغير عملية" للمفاوضات.
أمريكا تضع عراقيل أمام مصر وتقدمها وفى هذا السياق قال سعيد اللاوندى خبير العلاقات الدولية، أن العلاقات المصرية الأمريكية ليست جيدة ودائما متوعكة، والعلاقات فى المرحلة الحالية بين مصر وامريكا سيئة للغاية خصوصاً بعد النجاح التى حققته مصر فى مؤتمر شرم الشيخ لدعم الإقتصاد المصرى والقمة العربية، وقناة السويس وافتتاحها فى الموعد المحدد فكل هذه الأمور ازعجت الولاياتالمتحدةالامريكية. وأضاف اللاوندى فى تصريح خاص ل"الفجر" ان الولاياتالمتحدةالامريكية انزعجت من مصر ايضاً فى أمرين، علاقة مصر بروسيا وعودة القاهرة إلى موسكو ثم ايضاً اعتماد مصر اعتماداً كلياً على دول أوروبا عندما زار الرئيس السيسى فرنسا وعقد صفقة السلاح، فكل هذه الأمور أزعجت أمريكا وهى تحاول أن تضع عراقيل أمام مصر وتقدمها. أمريكا ليست صديقة لمصر وأشار اللاوندى، إلى أن أمريكا تتعمد وضع العراقيل فى طريق مصر بشكل أو بأخر، وهذا الأمر يجب آلا يزعج مصر؛ لأن مصر لم تزور أمريكا نهائياً منذ أن تولى الرئيس السيسى السلطة، ذهب فقط الرئيس الى نيويورك بدعوة من الأممالمتحدة لحضور اجتماعات الجمعية الوطنية العامة. وأكد خبير العلاقات الدولية، أن كل هذه الأمور تؤكد أن أمريكا ليست صديقة لمصر، و ثقة الدول العربية ونجاح مصر فى العلاقات الإقليمية ثم علاقاتها فى بعض الدول، يزعج أمريكا مما يجعلها بين وقت آخر تضع عراقيل منها هذا الإتهام الخاص بالسلاح النووى. وأكمل اللاوندى، كان الأولى لأمريكا أن توجه انتقاضاتها لإسرائيل بأعتبار أن إسرائيل ليست عضو فى الإتفاقية وتتعمد أن تثير علاقات إيران من ناحية ومصر من ناحية أخرى حتى تظل أمريكا هى الدولة الوحيدة النووية فى المنطقة.
مصر تسعى لاستخدام القوى النووية ومن جانبه قال المستشار حسنى السيد المحلل السياسى، ان اتهام امريكا لمصر بتدمير مؤتمرمعاهدة حظر الانتشار النووى هو اتهام ليس بمحله ولا يتناسب مع مقدار ما تقدمة مصر من جهود فى محاربة الإرهاب والتسليح النووى. وأكد السيد فى تصريح خاص ل"الفجر"، على أن مصر من مؤيدين حظر الإنتشار النووى، فمن الواضح أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تكيل بمكيالين، لأنها من جانب تؤيد إسرائيل لوجود لديها أسلحة نووية ومن جانب آخر تعمل على الدول العربية بأثرها لا يمتلكون السلاح النووي على الرغم ان مصر وغيرها من الدول العربية تسعى لأستخدام القوى النووية فى ناحية السلم. مساعدة امريكا لأسرائيل فى انشاء المفاعلات النووية واضاف السيد، كان أولى للولايات المتحدة أن تمنع إسرائيل من امتلاك السلاح النووي، ولكن هى الداعمة لها وهى التى تمدها بالأسلحة وبالمساعدة فى انشاء المفاعلات النووية. مستنكراً اتهام أمريكا لمصر بهذا الإتهام، فى حين أن مصر تسعى لعدم انتشار السلاح النووى فى الشرق الأوسط بل على المستوى الاقليمى والعالمى، فيجب على الدول العربية جميعها امتلاك هذا السلاح لتتساوى مع إسرائيل وإيران. سياسة امريكا الانتقائية وفى هذا السياق قال الدكتور حسن نافعة رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة القاهرة، هذا الاتهام ظالم وليس له اى اساس، أمريكا فقط تريد أن تحمى إسرائيل، وإعلان منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووى معناه أن تتخلص إسرائيل من القنبلة النووية التى لديها وهذا لا يتناسب اطلاقاً مع سياسة الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأضاف نافعة فى تصريح خاص ل"الفجر"، أن أمريكا تتبنى سياسة انتقائية فى موضوع حظر انتشار السلاح النووى، واسرائيل حصلت على القنبلة النووية رغم وجود اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية وكأن هذه الإتفاقية تنطبق على بعض الأطراف ولا تنطبق على أطراف أخرى. سياسة تميز وأشار نافعة، إلى أن السياسة الأمريكية تجاه معاهدة حظر انتشار السلاح النووى هى "سياسة تميزية" يستحيل الدفاع عنها. وأعلن رئيس قسم العلوم السياسية، تأيده للموقف المصرى جملة وتفصيلاً، وقال يجب أن تتحرك مصر مع الدول الاخرى صاحبة المصلحة فى مكافحة الانتشار النووى وفى اعلان منطقة الشرق الاوسط منطقة خالية من السلاح النووى، حتى وصل الأمر إلى انسحابها من معاهدة حظر الإنتشار النووى ولكن بالتنسيق مع كل الأطراف صاحبة المصلحة فى هذا الإتجاه.