في إطار حرب الجيش المصري على الإرهاب، جاءت عملية إرهابية جديدة تستهدف جنودنا البواسل بسيناء على يد الإرهاب الغاشم، حيث قام مجموعة من الإرهابيين بتفجير عبوة ناسفة في مدرعة بالشيخ زويد عقب قيام بعض جنود الجيش بواجبهم الوطني للقضاء على الإرهاب هناك، ما أسفر عن استشهاد 5 أشخاص بينهم ضابط ورقيب و3 مجندين، وإصابة عدد أخر. وفي أول رد فعل للجيش المصري انتشرت قواته بمداخل ومخارج قرية الخروبة، ونصبت عدد من الأكمنة على الطرق المؤدية للقرية، كما انطلقت قوة من الجيش لتمشيط القرية، والبحث عن العناصر المتورطة في تفجير العبوة الناسفة بالمدرعة. وفي إطار متابعة الموقف في سيناء وردود أفعال رجال السياسة على حرب الجيش المصري ب"سيناء" رفض عدد من رجال السياسة التعليق على تفجير "المدرعة" مؤكدين أن تلك المعارك التي تدار بسيناء معارك حربية، وأن التدخل السياسي غير مطلوب. . الجيش صاحب التصرف ففي البداية رفض حسن نافعة، أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية، التعليق على "تفجير المدرعة، موضحاً أن تلك المناوشات التي يجُر بها الإرهاب للجيش المصري، هي حرب بين الجيش والإرهاب ولا مجال للتدخل السياسي بها، حيث أن الجيش المصري صاحب التصرف والرؤية الوحيدة بتلك الأمور التي تتعلق بحربنا مع الإرهاب، مشيراً إلى أن التدخل السياسي سيضع تحرك الجيش في مأزق. . التدخل السياسي خاطئ وقال يحيى قدري، نائب رئيس حزب الحركة الوطنية، أن "تفجير المدرعة" يؤكد أن معركة الجيش المصري مع الإرهاب ما زالت متصلة بكل وقائعها وأحداثها، وستظل حتى يُقضى على الإرهاب نهائيا. وأكد قدري، أن التدخل السياسي في العمليات العسكرية في سيناء، والحرب ضد الإرهاب غير مطلوب، حيث أن التدخل السياسي سيجعل الجيش المصري محل انتقاد البعض مما سيسبب الفوضى التي يسعى لها الإرهاب لخلق نقاط ضعف داخل صفوف الجيش ليبعدوا الشعب عن ثقته فيه. ووصف نائب رئيس حزب الحركة الوطنية، التدخل السياسي في الأمور العسكرية ب"التدخل الخاطئ" الذي سيجلب الأزمات وسيُفقد ثقة الشعب في الجيش. - الضربات الانتقامية وفي استطلاع أراء خبراء عسكريين فى البداية قال اللواء دكتور محمود خلف المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية ،أن المشكلة ليست فى سيناء كلها ،ولكن فى مساحة من العريش إلى رفح ،بطول 45 كيلومتر ،وعرض 14 كيلومتر، وهذا المستطيل المتاخم لحدود غزة ،هو منطقة مزدحمة جدا بالأهالى المدنيين ،ولذلك الإرهاب لئيم ودائما ما يتخذ الأهالى دروع بشرية ،أما القوات المسلحة والشرطة فتتلقى الضربة نيابة عن أهالينا . وأضاف خلف إن قوات الجيش والشرطة مقيدة دائما بضبط النفس حتى لا تصيب أبرياء ،ولذلك لا توجد إصابات بين الأهالى ،كما لايمكن ان نمنعهم من ممارسة حياتهم الطبيعية ،حيث يندس الإرهابى بينهم ،ويتظاهر إنه بيرعى الغنم مثلا ،ولا نستطيع ان نمنع المواطن من إنه يرعى الغنم. وشدد الخبير العسكرى على ان ضربات الإرهاب دائما إنتقامية ، بمعنى ان الجيش منذ يناير وحتى الآن قام بتصفية اكثر من 400 إلى 500 عنصر إرهابى وقيادات خطيرة، ومنذ بدأ العملية أكثر من 2000 تكفيرى تمت تصفيتهم ،ولو قارننا أرقام الشهداء من الجيش والشرطة بأرقام شهر مارس من العام الماضى أو ما قبله سنجد الفارق يؤكد على أن الأمور تسير نحو الأفضل،وسنظل نضرب ونتلقى الضربات حتى نقضى عليهم، وهو أمر بات قريبا فى ظل عمليات نقل المواطنين ،وتوفير مساكن بديلة لهم ،وحتى يتم إخلاء هذا المستطيل الذى تحدثت عنه. - الاستوطان الإرهابي وأضاف اللواء اللواء أركان حرب دكتور نبيل فؤاد ،أستاذ العلوم الإستراتيجية ، أن الجماعات المتطرفة إستوطنت فى سيناء لسنوات طويلة منذ إتفاقية "كامب ديفيد " التى بمقتضاها تم إخلاء المنطقة "ج"،من قوات الجيش ،و إتخذ المتأسلمون معاقل لهم ،ومخازن للأسلحة بمشاركة المهربين ، وحفروا الأنفاق بدعم من حماس وقطر وتركيا وإيران، والأن دخلت قوات الجيش إلى الشريط الحدودى بالتنسيق مع الجانب الإسرائيلى بهدف تطهير تلك البؤر ،ولكن الأمر سوف يستغرق وقتا ، لأنهم وجدوا بيئة حاضنة من داخل بعض القبائل ،و إجراءات إخلاء المنازل ساعدت فى تقليل العمليات الإرهابية، وستنجح فى القضاء عليها ، خلال فترة قريبة .