قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم الأحد مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس، إن مباحثاته مع الأخير تناولت مجمل الأوضاع الإقليمية والدولية ومستجداتها والجهود القائمة لمكافحة الإرهاب في ظل الشراكة المثمرة لمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي في العراقوسوريا. ونوه الفيصل بالدعم الفرنسي والعالمي الكبير للتحالف العربي للدفاع عن الشرعية في اليمن وبما أبدته فرنسا لتقديم كل ما تحتاجه المملكة من جميع النواحي.. مضيفا" إن أهداف الحملة في اليمن تسير وفق ما هو مخطط لها على المستوى العسكري والإنسانى". وأشار إلى" أن المباحثات تناولت الاتفاق الإطاري الذي تم التوصل إليه حول البرنامج الإيراني النووي وأهمية أن يخلص الاتفاق النهائي إلى شروط واضحة ملزمة بعدم تحويله إلى برنامج عسكرى". وبارك الفيصل انضمام فلسطين إلى المحكمة الجنائية الدولية..مؤكدا أن هذا الإجراء يشكل اعترافا آخر من المجتمع الدول بفلسطين الدولة والسلطة والسيادة..معربا عن أمله في أن يتم ترجمة هذا التوجه على الأرض بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة..مضيفا" إن الجانب الفرنسي متمثلا في وزير الخارجية طرح عدة أفكار من شأنها تحريك عملية السلام". من جانبه، أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس على متانة وقوة العلاقات مع المملكة..مشيرا إلى لقائه خادم الحرمين الشريفين والمسئولين رفيعي المستوى لتناول الوضع الإقليمي والدولي والتعاون الثنائي، وأنه قدم للمملكة مشروعا خاصا يتعلق بالطاقة النووية المدنية واقتراحات سيتم دراستها. وبشأن الملف النووي الإيراني، قال فابيوس إن بلاده ترغب في التوصل إلى اتفاق قوي..واصفا ما تم التوصل إليه حتى الآن ب"الإيجابي".. مضيفا" ولكن لا تزال هناك عدة نقاط لم يتم الاتفاق عليها وخاصة التدقيق والتأكد من أن البرنامج النووي لن يكتسى بعدا عسكريا، بالإضافة إلى مسالة العقوبات وشروط رفعها وشروط إعادة فرضها حال انتهكت إيران الاتفاقيات التي توقع عليها". وبشأن الوضع في اليمن، قال وزير الخارجية الفرنسي" إن بلاده تأمل في عودة الاستقرار هناك وضرورة إيجاد حل يحترم الشرعية ووضع حد نهائي لهذا النزاع الذي يدمي بلدا قريبا من السعودية..مؤكدا أن فرنسا مستعدة للمساهمة في إيجاد الحل المنشود". وحول الأزمة السورية، قال فابيوس" نعتبر أن بشار الأسد ليس مستقبل سوريا وتنظيم (داعش) الإرهابي كذلك، والحل الذي يجب التوصل إليه هو تشكيل حكومة وحدة تضم بعض عناصر النظام بدون بشار الأسد والمعارضة السورية". وفيما يتعلق بالأوضاع في العراق، "أعرب عن أمله في أن تحترم حكومة حيدر العبادي التزاماتها واتباع سياسة تشمل كل مكونات الشعب العراقي". وبشأن القضية الفلسطينية، قال" إن فرنسا تنوى القيام بعدة مبادرات في الوقت المناسب من خلال الاتصال مع كل الأطراف المعنية ونعرف أن الحل الوحيد القابل للاستدامة هو حل الدولتين وإن الوضع القائم لا يمكن أن يستمر لأنه لا سلام بدون عدالة". وردا على سؤال "هل أنتم في حرب مع إيران ؟ " قال الفيصل " لسنا في حرب معها، نحن في حرب بمنطقة طلبت منا أن نساعدها لأن رئيسها شرعي وطلبت من السعودية أن تتدخل لكى نضمن بقاء الشرعية الدولية ولإيقاف الحرب التي أعلنت من قبل الحوثيين لاحتلال كل اليمن..نأمل ألا تساعد إيران الحوثيين ضد الرئيس الشرعي لليمن وتوقف المساعدات". وفي سؤال حول الأزمة السورية، قال فابيوس" نعتقد أن الحل في سوريا يكون بشكل سلمي وسياسي ولم تتوقف فرنسا في الدفاع عن هذا المنطق".