حالة من التوتر تشهدها الدول المحالفة لعاصفة الحزم نتيجة لقصف قوات إيرانية اليوم الخميس، بقصف منطقة حدودية باكستانية، حيث أن القوات الإيرانية أطلقت ثلاث قذائف هاون على قرية "زعمران" بإقليم بلوشستان الباكستاني المحاذي للحدود مع إيران. وقد جاء هذا التطور بعد ساعات من استدعاء خارجية إيران للقائم بأعمال السفارة الباكستانية في "طهران"، لتسليمه مذكرة احتجاج على مقتل ثمانية جنود من قوات حرس الحدود الإيرانية أمس الأول في منطقة "نغور" المحاذية لإقليم بلوشستان على يد مسلحين، تزعم إيران أنهم قدموا من باكستان. وعقب تطور الأحداث قامت "الفجر" بتحليل الموقف وتداعياته على مصر وباقي حلفاء عاصفة الحزم، لنعرف، لماذا اختارت إيرانباكستان في ضربتها الأولى، ولم تتجه لباقي الدول العربية المشاركة بعاصفة الحزم؟. . إنذار شديد اللهجة في البداية قال هاني الجمل المحلل السياسي والمتخصص في الشأن العربي، أن الخطوة الاستباقية التي قامت بها إيران ضد باكستان هي إنذار شديد اللهجة تطلقه إيران إلى الدول الأعضاء في عاصفة الحزم، وخاصة باكستان النووية، والتي أعلنت مشاركتها في هذه العاصفة لتقليم أظافر المد الشيعي. . الضغط بخدعة إيرانية وأوضح أن ذلك التطور يعد بلورة جديدة للموقف بعد موافقة باكستان على التدخل البري بقوتها البرية بجانب تغطية الإخوان المسلمين اليمنيين في العمليات العسكرية البرية في عاصفة الحزم، فجاءت إيران تستغل ذلك القصف للضغط بشكل مباشر على باكستان لترتيب أولويتها في حماية حدودها الملاصقة مع إيران، وبالتالي تُمنع باكستان من المشاركة في العمليات العسكرية في عاصفة الحزم. . سبب الاختيار الإيراني لقصف باكستان وأكد الجمل، أن إيران اختارت باكستان لسببين الأول هو السبب المعلن وهو رد فعل إيراني تجاه مقتل بعض الجنود الإيرانيين على الحدود الإيرانيةالباكستانية، لتعلن إيران بذلك القصف أنها لم تتوان مع أي محاولة تهدد من استقرارها وأمنها وحدودها وسيادتها. والسبب الثاني هو الحقيقي والخفي، أن باكستان تُعد المنطقة الأضعف حواراً بين دول عاصفة الحزم، حيث أنها لم يوجد حتى الآن اتفاقية دفاع مشترك بين باكستان والدول العربية كما بين العرب وبعضهم، لذا فتبقى باكستان المنطقة الأضعف أمام إيران. . سبب بُعد القصف الإيراني عن الدول العربية وقد تعمدت إيران بُعد قصفها عن الدول العربية المشتركة بعاصفة الحزم، خوفاً من اندلاع حرب مباشرة من الدول العربية، نظراً لوجود اتفاقية دفاع مشترك عربية تستطيع سد أخطار الإيرانية، فتحذر إيران من الانزلاق لصراع إيراني عربي تستطيع من خلاله القوى الدولية أن تعبث بمكاسب إيران مع ماراثون مفاوضات 5+1. . مناوشات عادية ومن ناحية أخرى، قال محمد محسن أبو النور، محلل سياسي وباحث متخصص في الشؤون الإيرانية، أن القصف الإيراني على باكستان مجرد مناوشة عادية بين إيرانوباكستان وليس لها علاقة بعاصفة الحزم، حيث أن تلك المناوشات تمت قبل ذلك أكثر من مرة في فترات متباعدة لم يكن الإقليم فيها يشهد توتراً. وأوضح أن تلك المنطقة التي تم فيها القصف هي منطة تواجد جيش العدل أو جماعة جند الله بزعامة آل ريجي وهي منطقة سيستان بلوشستان، وهي محافظة حدودية واقعة على الحدود الشرقيةلإيران وتتمركز فيها قوات سنية مناهضة للدولة الإيرانية. . التدخل البري .. وإستراتيجية التطويق وأشار أبو المحسن، إلى توقيت العملية، موضحاً إنه لا يمكن تجاهل رمزيته مع اتساع فجوة الخلافات الإقليمية بين إيرانوباكستان حيال الأزمات الإقليمية وخاصة التنسيق مع مصر في التدخل البري في المحتمل في اليمن، موضحاً أن المملكة العربية السعودية نجحت في ضم باكستان كقوى إقليمية كبرى لعملية عاصفة الحزم تطبيقا لإستراتيجية "التطويق" التي اعتمدتها مع إيران بأن حاصرتها بقوى سنية من جهتي الشرق والغرب.