"ما باليد حيلة"، "اهو مزاجى كده"،" مش برتاح الإ كده"، هذا كان رد أحد ربات البيوت اللاتى يقومن بغسيل الأوانى وملابسهم بإستمرار فى ترعة الإسماعلية، بسرياقوس. فرغم وجود مياه صالحة للشرب ولغسيل الأوانى والملابس، وكل ما يحتاجونه بمنازلهم، إلا أن العادات والتقاليد تهدد حياة الأهالى، بمنطة سرياقوس التابعة لمحافظة القليوبية. وقالت أم محمد - ربة منزل، أن المياه تنقطع فى منزلها بإستمرار ولاتجدها إلا قليلاً مما يجعلها تذهب لغسيل أوانيها بمياه الترع، مشيرة إلى أنه إذا تواجدت بمنزلها مياه بإستمرار لن تذهب إلى الترع لأنها تعلم أن هذه المياه تصيب الإنسان بديدان وأمراض جلدية وصدرية خطيرة . وأضافت سماح- طالبة بالثانوية ، أنها ترى المتعة والسعادة أثناء توجهها لغسيل أوانيها بمياه الترع، مؤكدة أنها يوجد لديها مياه بالمنزل ولكنها لاتستريح إلا بغسيل أوانيها وملابسها بالترعة. من جانبه قال الدكتور "محمد لاشين" وكيل وزارة الصحة بالقليوبية، أن هذه العادات السيئة لم تنتشر فى قرى القليوبية فقط بل تنتشر فى العديد من قرى مصر، وتقوم الصحة بإستمرار بتوعية هؤلاء الذين يقومون بهذه العادات لكن دون جدوى، لأنهم يعيشون على أفكار أجدادهم. وأكد"لاشين"، أن المواطنين بطبعهم يرغبون فى الممنوع قائلاً "الممنوع المرغوب" هكذا هم أهالى القرية، مشيرًا إلى أن كثير من القرى تعانى من هذه العادات والتقاليد، مشيرًا إلى إنه لا يوجد عقوبة على هؤلاء ، مؤكداً أنهم يقومون الآن بعمل توعية لكل المرضى الذى يتوافدون للعلاج بالمستشفى للعلاج من ديدان كا" الاسكارس "، و"البلهارسيا" التى يصابون بها جراء هذه العادة السيئة. وأكد الدكتور مجدى علام مستشار وزير البيئة ، أن يوجد عقوبة على من يقوم بهذة العادات ، مشيرًا إلى أنه تنطبق عليه القانون رقم 48 لسنة 82 بشأن حماية نهر النيل والمجارى المائية من التلوث" وهى الحبس والغرامه ". وأضاف "علام" ، أن عدم تفعيل القانون يساهم فى انتشار تلك الظاهرة ، مشيرًا إلى أن وزارة الرى تقوم بعمل محاضر لهولاء لأن وزراة البيئة مكلفة فقط بالتلوث الصناعى. فيما قال "زكى فوزى"مواطن بذات الناحية، أن الفتيات يذهبون للغسيل بمياه الترع لتواجدهم بمنازلهم بإستمرار، لذلك يحاولون الهرب منه بالتوجه إلى الترع بحجة الغسيل، مضيفاً أنه لايوجد رقابة من قبل المسئولين للحفاظ على مياه الترع من التلوث، وحفاظاً على صحة المواطنين . ومن جهته أكد الدكتور كريم محمد طبيب بمركز طب الأسرة "بسرياقوس"، أن المركز يستقبل يومياً أكثر من 50 حالة مصابة بديدان بسبب الغسيل بمياه الترع والآنهار، مشيراً إلى أن أكثر الحالات التى تصاب بهذه الديدان الفتيات وربات البيوت، وأخطر الأمراض التى تصيبهم ديدان "الإسكارس" وتعتبر الأكثر إنتشاراً بالمنطقة، تليها "البلهارسيا". وأكد "كريم" أن الحالات المصابة بالبلهارسيا تتراوح بين " 5 إلى 7" حالات يومياً ، تليها ديدان "الأميبا" ، مؤكداً أن المركز جاهز لإستقبال الحالات وإجراء التحاليل والعلاج اللازم لهم. وأشار "كريم"، أنهم يقومون بعمل توعية للأهالى ومنهم من يستجيب فى الحال، ومنهم من لايستجيب لإصرارهم على الغسيل فى مياه الترع دون إهتمام بما يصيبهم من أمراض.