يري البعض خلال نقاشاتهم علي موقع التواصل الاجتماعي - الفيسبوك - أن انتكاسة الثورة والتى بدت في أجلي صورها في عدم تمكن أي من مرشحي الثورة الخمسة ( حمدين صباحي , عبد المنعم أبو الفتوح , خالد علي , هشام البسطويسي , أبو العز الحريري ) لخوض معركة الاعادة والتى يخوضها حاليا كلا من الدكتور محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة - الذراع السياسي لجماعة الاخوان المسلمين - في مواجهة الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء السابق والمحسوب كأحد أهم رموز النظام السابق , تعود مقدمات تلك النتيجة المأساوية - حسب ما يري البعض ومنهم حركة 6 ابريل - الي " أنانية " مرشحي الثورة أنفسهم , لاسيما المرشح حمدين صباحى ومن خلال تلك الدوائر الحوارية أستشفينا جملة من الأسباب منها : أولا : عدم اتجاه مرشحي الثورة أنفسهم ولاسيما حمدين صباحي لانكار ذاتهم والعمل حسبما تقتضي المصلحة العليا للوطن اللازمة توحيد القوي الثورية من وراء مرشح واحد بدلا من تفتيت أصوات الشارع علي خمس مرشحين , بل والتمادي الذي أعمي الأبصار وأصم الأذان عن دعوات التوحيد وتجنب الفرقة فكلا منهم كان يري في نفسه الأحق بلقب "مرشح الثورة" وأنه يتوجب علي غيره من المرشحين التنازل له. ثانيا : الحرب التى شنها مرشحي الثورة علي بعضهم البعض والتى تجلت في تصريحات حمدين صباحي بالقول " لن نسمح بأن يحكمنا أخواني أو أخواني بشرطة " في اشارة الي خصمه الشريف الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح , رغم التعهدات التى قطعت بينهم حول دعم أحدهم للأخر في مرحلة تأهله للاعادة بما يستوجب توجيه "صباحي" لدعمه لأبو الفتوح اذا ما تأهل الأخير للاعادة وهو مايناقض تصريحات "صباحي" نفسه بعدم قبوله لحكم "الاخواني بشرطة" والمقصود من المصطلح أبو الفتوح ! ثالثا : تصريحات "صباحي" التى تداولها البعض علي الفيسبوك عبر مادة فيلمية صرح صباحي خلالها أنه لاخوف من جماعة الاخوان المسلمين وذلك في مرحلة الانتخابات البرلمانية الأخيرة التى تحالف فيها حزبه "الكرامة" مع حزب الحرية والعدالة وهو مايناقض اتهاماته لاحقا للحزب والجماعة بالتكالب علي السلطة والتكويش علي مفاصل الدولة . رابعا : اتهامات حركة 6 ابريل لمرشحي الثورة حول ما ألت اليه الأمور من تعقيدات فرضت علي الشارع الاختيار المر بين الدولة الدينية ودولة النظام السابق العسكرية. خامسا : تركيز حملة "صباحي" - دون غيره من مرشحي الرئاسة - علي تمجيده لنفسه دون ذكر لمصر أو للشعب بالقول " لايرهبه سيف ولايغريه ذهب " وهو ما أعتبره أحدهم عودة للتجربة الناصرية التى كانت تري في شخص عبد الناصر الزعيم الملهم علي النقيض من شعارات الحملات الأخري ك"مصر القوية" لأبو الفتوح و"النهضة ارادة شعب" لمرسي و "دولة محترمة وشعب مصون " لأبو اسماعيل وغيرهم. سادسا : اتهامات صباحي وغيره للجنة العليا للانتخابات بالمزورة وللعملية الانتخابية بالمسرحية الهزلية وماتبع الأمر من حالات هياج لأنصاره في الشارع المصري والتى تعدت كونها مظهرا تعبيريا غاضبا الي أعمال عنف بدت واضحة في احراق مقر حملة الفريق أحمد شفيق بالدقي وتعطيل حركة المرور بالتحرير واشتباكات أنصار خالد علي بأصحاب محلات منطقة وسط البلد والتهديد بالنزول الي التحرير في حالة فوز أحد رموز النظام السابق. سابعا : وقوفه موقف المتخاذل بعد اتخاذه القرار بتأييد أحدهما رغم الفارق الكبير بين كلا المرشحين والذي يتجاهله صباحي لأسباب ما اذ يعتبر مرسي فصيلا أصيلا مشاركا بالثورة وقد أعتقل مع رموز جماعة الأخوان المسلمين صبيحة 28 يناير والمعروفة بجمعة الغضب علي الرغم من أن الجماعة سبق وأن سحبت مرشحها لمجلس الشعب في دورة 2005م بدافع فتح الطريق أمام صباحي ليحرز الفوز لاعتبارهم اياه شخصية وطنية. ثامنا : اضفائهم الشرعية للجنة العليا للانتخابات بنزولهم وفقا لقواعدها بل ولعلها تجلت في تصريحات "صباحي" التى أكدت في وقت لاحق علي كلا من خيرت الشاطر وحازم صلاح أبو اسماعيل من ضرورة احترام القانون والالتزام بقرار استبعادهما من قبل العليا للانتخابات واتبعه من استنكاره علي أنصار أبو اسماعيل محاولات الضغط علي اللجنة العليا بمحاصرة مقرها واشتعال أحداث العباسية رغم قيام أنصار صباحي وغيره بمحاصرة اللجنة العليا واشتعال أعمال العنف بمنطقة وسط البلد واحراق مقر شفيق بالدقي وهو مابدي في تلعثم المرشح خالد علي وتهربه عن اجابة مذيعة "الجزيرة" لدي توجيهها السؤال : " مالفارق بينكم وبين أنصار أبو اسماعيل؟!"وهو ما علق عليه الصحفي " محمد الدعدع" علي صفحته بالفيسبوك قائلا : "في مثل هذه المواقف تسقط حقا كثير من الأقنعة الزائفة". تاسعا : اتجاه بعض مرشحي الرئاسة الخاسرين لما أسماه البعض ب"ابتزاز" جماعة الاخوان المسلمين لدفعها بتقديم تنازلات وضمانات يأتى علي أثرها اتخاذهم القرار بدعم مرسي في جولة الاعادة رغم قيام الجماعة بالتصويت لصالح أيمن نور مواجهة لمبارك في انتخابات الرئاسة السابقة دون طلبهم لضمانات أو التزامات حال فوزه. عاشرا: اتاحتهم الفرصة لانجاح شفيق باتخاذهم القرار بالمقاطعة رغم مادلت عليه الاستبيانات التى أكدت نتائجها بفوز شفيق حال مقاطعة البعض للعملية الانتخابية في مرحلة الاعادة.