فازت السويد السبت في الدورة السابعة والخمسين لمسابقة يوروفيجن للاغنية في باكو عاصمة اذربيجان بفضل المغنية لورين. وفي قصر كريستال هال الذي شيد للمناسبة في باكو في وقت قياسي، فرضت لورين نفسها بفضل اغنية تكنو-بوب بعنوان "يوفوريا" متقدمة على فرقة الجدات الروسيات "بورانوفسكيي بابوشكي" الاتية من بلدة صغيرة في الفولغا. وقالت الفائزة على الفور "اريد ان اقول لكم اني احبكم كثيرا. (...) شكرا جزيلا". وهو الفوز الخامس للسويد في تاريخ المسابقة التي تابعها اكثر من مئة مليون مشاهد عبر العالم. وخلفت السويد اذربيجان الفائزة العام الماضي. ويفترض ان تستقبل السويد دورة العام المقبل على اراضيها. وكانت لورين بين الاوفر حظا للفوز وكان صعودها على المسرح مرتقبا جدا. فقد التقت المغنية السويدية هذا الاسبوع ناشطين محليين مدافعين عن حقوق الانسان طلبوا منها ان تتحدث عن النقص في الديموقراطية في البلاد عندما تصعد الى المسرح. الا انها لم تفعل. وتتهم المعارضة الاذربيجانية نظام الرئيس الهام علييف بقمع حرية التعبير وسجن المعارضين على اساس اتهامات خاطئة. وكانت الجدات الروسيات كما لورين، مرشحات للفوز ايضا في هذه المسابقة. وقد تمايلن على انغام اغنيتهن "بارتي فور افريبادي" وهي خليط من الانكليزية والروسية والاودمورتية (لغة محلية) وقد ارتدين اللباس التقليدي. وقد وصل الى المرحلة النهائية 26 متسابقا ترواح اعمارهم بين 17 و76 عاما ادوا اغانيهم على المسرح خلال الحفلة التي بدأت عند منتصف الليل بالتوقيت المحلي (الساعة 19,00 ت.غ.). وقد افتتح المغني البريطاني انغلبرت هامبردينك (76 عاما) الذي حل في المرتبة ما قبل الاخيرة ، الحفلة. وقد حلت النروج اخيرة. وقد بذلت اذربيجان البالغ عدد سكانها 9,2 ملايين نسمة غالبيتهم من المسلمين والغني بالمحروقات، جهودا كبيرة لتعكس صورة مختلفة الى العالم غير تلك التي تقدمها على انها بلد مصدر للنفط فقط. وبين اغنية واخرى، تمكن المشاهدون من الاطلاع على مشاهد عن اذربيجان ومناظرها الطبيعية وتقاليدها. وقد عرضت كذلك صورا عن ناغورني كاراباخ وهي منطقة انفصالية اذربيجانية تسكنها غالبية ارمنية. ولاسباب امنية وبعد تصريح للرئيس علييف مفاده ان كل الارمن اعداء لاذربيجان، رفضت ارمينيا المشاركة في المسابقة. ومهما يكن من امر، فان الحدث شكل واجهة للرئيس الاذربيجاني الذي خلف والده حيدر علييف العام 2003. وقد ترأست زوجته مهريبان علييفا لجنة تنظيم المسابقة وقد ادى صهره امين اغالاروف اغنية خلال تعداد الاصوات. وصوت المشاهدون عبر الهاتف او الرسائل الخطية ليساهموا بنسبة 50 % في التصويت فيما اتت النسبة المتبقية من لجنة تحكيم مؤلفة من خبراء. وفي شوارع باكو كان شعار يوروفجين واضحا منذ ايام عدة الا ان الاجواء الاحتفالية تأثرت مساء الجمعة بتوقيف عشرات المعارضين الذين حاولوا تنظيم تظاهرة سلمية للمطالبة بانتخابات عادلة وحرية التجمع. وسبق ان حصلت اعتقالات خلال الاسبوع ايضا. وقالت ليلي مصطفييفا الناطقة باسم الحركة لوكالة فرانس برس ان 22 شخصا اوقفوا ومثلوا فورا امام القضاء وحكم على غالبيتهم بدفع غرامات مشددة على انه حكم على معارضين اثنين بالسجن ستة ايام وثالث بالسجن خمسة ايام. من جهتها دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" المدافعة عن حقوق الانسان السبت اذربيجان الى احترام حرية التجمع متهمة النظام بقمع المعارضين. اما النظام فيقول من جهته ان المعارضة يسمح لها بالتعبير عن رأيها طالما انها لا تنتهك القانون.