في سابقة هي الأولى من نوعها، يتجه التيار السلفي في موريتانيا إلى إنشاء حزب سياسي يخوض من خلاله غمار السياسة بعد أن كان يعتبرها من المحرمات. وأجرى التيار السلفي الموريتاني استفتاء داخليا حول الإطار الذي ينبغي أن يعمل من خلاله، حيث صوتت نسبة 84% لصالح وجود إطار مرخص سواء كان جمعية أو رابطة أو حزبا سياسيا، وحاز الخيار الأخير على نسبة 14% ممن شاركوا في الاستفتاء. ووصف القيادي السلفي محفوظ ولد إدوم في تصريحات بثتها قناة "العربية "الإخبارية مساء أمس الأربعاء الاستفتاء بأنه بداية لمشاورات حول الإطار، الذي ينبغي أن يعمل من خلاله السلفيون، مضيفا أن نسبة 84.4 % ممن حضروا وشاركوا أجمعوا على ضرورة إيجاد تيار مرخص. وقال إن الساحة السلفية لها نفور شديد من كلمة السياسة، لأنها أصبحت عند الكثيرين رديفة للديمقراطية، أو هي الديمقراطية ذاتها، أما عندما يكون المقصود بالسياسة هو "السياسة الشرعية"، فلا أعتقد أن أحدا يخالف في هذا إطلاقا. وأضاف أنه على المعارضة أن تسلك طريقا أقل صدامية في المطالبة بالحقوق، وأن تنقي صفوفها لكي يكون لتلك المطالبة مصداقية عند الناس، و ألا تجعل في مقدمتها من حكموا واستولوا على الحقوق العامة والخاصة، وليكن هدفها أولا وأخيرا مرضاة الله عز وجل وإصلاح حياة هذا الشعب المسكين.