عين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء عددا من الوزراء السابقين في الحكومة المنتهية ولايتها في مناصب في الادارة الرئاسية النافذة بعدما ابقى على مقربيه في المناصب الاساسية للحكومة مثيرا بذلك شكوكا في رغبته في الاصلاح. وغداة الاعلان عن تشكيلة الحكومة الروسية الجديدة برئاسة ديمتري مدفيديف، حيث ظهرت وجوه جديدة لكن بقي حلفاؤه المقربون في المناصب الرئيسية، وقع بوتين مرسوما يعين عددا من الوزراء السابقين الذين لم يكلفوا بحقائب في الحكومة في مناصب عليا في اركان الدولة. واصبح وزير الداخلية السابق رشيد نورغالييف الذي شهدت الاشهر الاخيرة من ولايته فضيحة كبرى حول التعذيب في دوائر الشرطة، امينا عاما مساعدا لمجلس الامن القومي. وعين سيرغي ايفانوف النائب السابق لرئيس الوزراء رئيسا للادارة الرئاسية. كما عين بوتين في مناصب استشارية عليا في الرئاسة الوزراء السابقين ايغور ليفيتين (النقل) والفيرا نيبيولينا (التنمية الاقتصادية) واندريه فورسينكو (التربية) وتاتيانا غوليكوفا (الصحة) وايغور تشيغوليف (الاتصالات) وايغور تروتنيف (الموارد الطبيعية). والغائب الكبير في الفريق الجديد هو نائب رئيس الوزراء السابق ايغور ستشين المقرب من بوتين واشرف طوال اعوام على قطاع الطاقة. لكن علاقته بمدفيديف سيئة علنا. وعلق المتحدث باسم بوتين ديمتري بسكوف "لا يمكن الا يكون له دور". واشارت الصحافة الروسية الى ان ستشين قد يحصل على منصب نافذ في بنية مقربة من اجهزة الامن او في شركة طاقة. وقال يولي نيسنيفيتش الاستاذ في المعهد العالي للاقتصاد ردا على سؤال لوكالة فرانس برس "هذا ليس تشكيل فريق سياسي بل تقاسم مناصب داخل الفريق نفسه". واراد مدفيديف الذي اخذ مكان بوتين في رئاسة حزب روسيا الموحدة الحاكم ووعد بان الحزب سيقود البلاد على "المدى الطويل" الرد على الانتقادات بالتشديد على الطابع الطارئ للاصلاحات. وقال "ان اي بنية مهما كانت مثالية تخضع لتغييرات جذرية تحتاج الى عام لتبدا العمل فعليا" على ما نقلت ريا نوفوستي. لكن المراقبين يشددون على ان تركيبة الحكومة تثبت ان القرارات ستتخذ في الكرملين. وعلق وزير المالية السابق اليكس كودرين الذي غادر حكومة مدفيديف في ايلول/سبتمبر ان "بوتين كان في الماضي يتولى مسؤولية كل القضايا الرئيسية. اعتقد انه اليوم كذلك سيتولى مسؤولياتها"، على ما نقلت ريا نوفوستي. وبقي بوتين رجل الاستخبارات السابق الذي عاد الى الكرملين بعد ولايتين سابقتين من 2000 الى 2008 تولى بعدهما رئاسة الحكومة لاربع سنوات، رجل روسيا القوي. واعيد انتخابه في آذار/مارس لهذه الولاية الرئاسية الجديدة التي مددت لتصبح من ست سنوات بموجب اصلاح دستوري وعين مدفيديف الذي دفعه الى الكرملين لاربع سنوات في 2008 لانه لا يستطيع البقاء في الرئاسة لولاية ثالثة، رئيسا للحكومة. واثار تبادل المناصب بين مدفيديف وبوتين غضب المعارضة وشكل احد اسباب موجة الاحتجاج على النظام منذ كانون الاول/ديسمبر الماضي. وفي مواجهة هذا الاستياء حدد بوتين لولايته الجديدة اهدافا اكثر طموحا من اجل دفع روسيا الى المراتب الاولى في الاقتصاد العالمي وخفض اعتمادها على صادرات المحروقات. لكن نيسنيفيتش قال ان "الحديث عن تحديث مع حكومة كهذه امر مضحك". وكتبت صحيفة فيدوموستي ان معظم القادمين الجدد الى الحكومة شبه مجهولين ولا يملكون اي خبرة في السياسة. وذكرت بان "التاريخ يثبت ذلك: وحدها الحكومات التي تضم سياسيين لامعين ومعترفا بخبرتهم فرضوا اصلاحات بقوة شخصيتهم تمكنت من انجاز معجزات اقتصادية في بلدانهم".