صادق قادة الحلف الاطلسي الاثنين على خطط لتسليم القوات الافغانية المسؤولية الامنية في افغانستان في منتصف العام 2013، على ان يقتصر عندها دور القوات الدولية على الدعم حتى انسحابها الكامل من البلاد بحلول العام 2014. وفي اعلان صدر عن قمة شيكاغو، اكد الرئيس الاميركي باراك اوباما وحلفاؤه العسكريون ال27 خططهم لسحب قواتهم القتالية بنهاية العام 2014 وترك قوة تقتصر مهمتها على تدريب القوات الافغانية. الا ان الحلف امر ضباطه العسكريين كذلك بالبدء بالتخطيط لمهمة تركز على تقديم التدريب والارشاد والمساعدة للقوات الافغانية والقوات الخاصة في مرحلة ما بعد 2014. وقال اوباما في افتتاح قمة الحلف التي يشارك فيها اكثر من 50 من زعماء العالم وتركز على انهاء مهمة القوات الاجنبية في افغانستان ومساعدة البلد المضطرب على تقرير مصيره "عندما يقف الافغان على رجليهم، فانهم لن يكونوا لوحدهم". وتعهد الامين العام للحلف اندرس فوغ راسموسن بان "نبقى جميعا ملتزمين بهدفنا ان تصبح افغانستان امنة وديموقراطية في منطقة مستقرة". واعلن القادة ان عملية الانتقال "لا عودة عنها" وستضع القوات الافغانية "في القيادة الامنية في انحاء البلاد" بحلول منتصف 2013، بشكل يسمح بتحويل اهتمامها تدريجيا من القتال الى الدعم. وجاء في الاعلان "بحلول منتصف العام 2013 ستكون قوات الامن الافغانية قد تسلمت المسؤولية الاولى عن الامن في كل انحاء البلاد. وبعد انتهاء هذه المرحلة سيتطور دور القوة الدولية رويدا رويدا من دور يركز بشكل اساسي على القتال الى دور تدريبي وتقديم النصح والمساعدة" حتى نهاية العام 2014. واعلن الرئيس الافغاني حميد كرزاي الاسبوع الماضي ان قواته مستعدة لتولي المسؤولية الامنية في العديد من الولايات الافغانية. وجاء في الاعلان انه "بمنتصف 2013، عندما يبدأ نقل السلطة الامنية في الجزء الخامس والاخير من الولايات الافغانية، نكون قد وصلنا الى مرحلة مهمة في تحقيق خارطة طريق لشبونة، وستتولى القوات الامنية الافغانية الوطنية عندها القيادة الامنية في كل انحاء البلاد". واضاف البيان انه "في هذه المرحلة المهمة، وفيما تحول ايساف تركيزها من العمليات القتالية الى توفير التدريب والارشاد والمساعدة لقوات الامن الافغانية، ستتمكن ايساف من ضمان حصول الافغان على الدعم الذي يحتاجون اليه مع تاقلمهم مع مسؤولياتهم الجديدة المتزايدة". وتابع البيان "اننا نقوم بخفض قواتنا بشكل تدريجي مسؤول لانهاء مهمة ايساف بحلول 31 كانون الاول/ديسمبر 2014". ومن المقرر ان يلتقي زعماء الدول ال28 الاعضاء في الحلف الاثنين حلفاءهم ال22 المشاركين في القوات في افغانستان اضافة الى الرئيس الباكستاني اصف علي زرداري، بحيث يكون اكبر تجمع في تاريخ الحلف الاطلسي. واثار حضور زرداري الامال بان حكومته مستعدة لاعادة فتح طرق الامدادات للقوات الاجنبية المنتشرة في افغانستان، الا ان محادثات اعادة فتح تلك الطرق تعثرت بسبب طلب اسلام اباد رسوما مرتفعة جدا على مرور الشاحنات عبر اراضيها. وفي بيانهم قال زعماء الحلف انهم ما زالوا يتفاوضون مع باكستان لاعادة فتح الطريق "باسرع وقت ممكن". واشار الرئيس الاميركي باراك اوباما الى "تقدم" في المفاوضات بين الولاياتالمتحدةوباكستان بهدف اعادة فتح طرق الامداد للحلف الاطلسي نحو افغانستان، وذلك في مؤتمر صحافي لمناسبة اختتام قمة الحلف الاطلسي في شيكاغو. ومن ناحيته، لم يخف الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ارتياحه لحمل القمة على الموافقة بدون اية عوائق على قراره سحب القوات الفرنسية المقاتلة اعتبارا من نهاية العام 2012. وقال "نعتبر ان مهمتنا القتالية قد انتهت" مضيفا "لقد قمنا باكثر من واجبنا". والاحد اعلن الرئيس الافغاني ان بلاده لا ترغب في ان تصبح "عبئا" داعيا المجتمع الدولي الى استكمال عملية نقل المسؤوليات الامنية لقواته. وجاء كرزاي الى القمة حاملا طلبا بالحصول على 4,1 مليارات دولار سنويا من دول الحلف وغيرها من الدول لتمويل قواتهم وتمكينها من الحيلولة دون وقوع حرب اهلية. واقرت الاسرة الدولية مبدأ تمويل ميزانية قوات الامن الافغانية ل"عقد من اعادة الاعمار" وحتى العام 2024. وقدرت المساعدة ب4,1 مليار دولار للقوى الامنية التي سينخفض عديدها الى 228 الف رجل. وستتحمل الولاياتالمتحدة مسؤولية نصف المبلغ في حين ستقدم الدولة الافغانية حتى 500 مليون دولار وعلى تتقاسم الدول الاخرى ال1,3 مليار دولار المتبقية. وخرج الاف المحتجين الى الشوارع في الايام الاخيرة يدعون الى انهاء الحرب في افغانستان. ورغم ان المسيرات كانت سلمية في معظمها، الا ان شجارات اندلعت الاحد عندما رفض بعض المتظاهرين اوامر الشرطة لهم بالتفرق.