هدد الرئيس السوداني عمر البشير يوم 21 يونيو/حزيران بحرمان الجنوب من استعمال البنى التحتية النفطية في الشمال في حال لم يتم التوصل الى اتفاق بشأن عائدات النفط قبل اعلان استقلال دولة السودان في 9 يوليو/تموز القادم. واقترح البشير في كلمة ألقاها في بورتسودان أن تستمر الترتيبات المعمول بها حاليا، والتي يحصل بموجبها الشمال على 50% من عائدات نفط الجنوب، حتى بعد اعلان الاستقلال. كما عرض البشير خيارا ثانيا يتمثل بموافقة الجنوب على دفع رسوم مقابل استخدام المرافق الأساسية الشمالية بما في ذلك خط الأنابيب ومعامل التكرير وميناء التصدير في بورتسودان. وأضاف البشير أنه إذا لم يمكن التوصل إلى اتفاق وفق أحد الخيارين السابقين فلا يتبقى سوى خيار ثالث المتمثل بإغلاق الأنابيب تماما. وينتج جنوب السودان حوالى ثلاثة ارباع كمية ال470 الف برميل يوميا، إلا أن الصناعة النفطية ما زالت بادارة الشمال حيث تتواجد جميع البنى التحتية المهمة. وتشكل العائدات من مبيعات النفط 98% من مداخيل الجنوب، ولذلك فإن أي انخفاض في تدفق النفط ستكون أثاره كارثية. أما الشمال فقد ظل يتلقى نصف العائدات من مبيعات النفط بموجب اتفاق السلام في العام 2005، وتم تقليصها على نحو تدريجي على مدى السنوات الست الماضية حتى تبلغ الصفر بقيام دولة الجنوب حيث كل الثروة النفطية. وتستمر في هذه الأثناء المفاوضات بين الشمال والجنوب بشأن النفط وسواه من القضايا الحيوية التي يتعين تسويتها قبل ميلاد الدولة الجديدة ومنها الجنسية ومنطقة أبيي الحدودية المتنازع عليها.