عندما قمنا باختيار أعضاء جماعة الإخوان المسلمين فرادى وقوائم في إنتخابات أول برلمان لنا بعد ثورتنا المجيدة كنا نعي جيدا أن جماعة الإخوان المسلمين تحمل الخير لمصر ، وكنا نعي أن مصر هنا تعني أنا وأنت ، أخي وأخيك ،وكنا نعي أن الحل هو الإسلام الذي يخص نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ولكن تشابكت المرادفات وإختلطت الأوراق وتبعثرت المصالح وتكشف لنا أننا عندما كنا نغمس أصابعنا في الحبر الفسفوري بعدما أعطينا صوتنا لمن "يستحقه " كما كنا نعتقد فنحن هنا نغمس أصابعنا في دماء شهداء ضحوا بأرواحهم فداء لوطنهم الذي هو وطنك قارئ المقال "مصر" . تكشف لنا بيان إخواني من المكتب الإرشادي لجماعة الإخوان المسلمين بتوقيع نائب المرشد العام للجماعة المهندس خيرت الشاطر !! نعم هو خيرت الشاطر الذي رأيناه جميعا وهو يعلن إستقالته من منصبه للترشح إلى الإنتخابات الرئاسية القادمة ومع كل كلمة نقرأها من ذلك البيان ترتفع حواجبنا دهشة وترتعد قلوبنا خشية وترتجف ألسنتنا متسائلة : أولا يبدأ البيان بجملة " بيان هام وعاجل إلى شعب الإخوان المسلمين " "الشعب المختار " شعب الإخوان المسلمين ! من يكون ذلك الشعب وهل هذا الشعب ضمن طوائف الشعب المصري أم أنه العكس ؟ وهل على من يريد أن يحصل على حق أن ينضم لجماعة الإخوان المسلمين وشعبها ؟ ولكن يبقى السؤال الأكثر حيرة وترقبا : متى سنقوم بإزالة اللافتة من على القبة لنضع مكانها لا فتة أخرى " مجلس الشعب الإخواني" ؟؟؟. نبدأ بالمضي قراءة في أسطر البيان والذي يبدأ ببعض كلمات الأمام حسن البنا والذي مفاده أنه لا يطلب سلطة "وأبنائه يسعون لطلب كل السلطة " وأنه إذا وجد من هو جدير بتسلم السلطة فهو جنده وأنصاره ومؤيدوه " وأبنائه إذا وجدوا من يمتلك الكفاءة لتسلم السلطة يشنون عليه الحملات التشويهية " وجدناه يقول أن الحكم يكون من منهاجنا الإسلامي " وأبنائه يجيزون مضاجعة الوداع " .... رحم الله الأمام البنا ورحم الشعب المصري فالرحمة تجوز على الميت والحي . ونستمر في قراءة البيان العجيب لنجد الخطة الإخوانية ذات التهديدات النارية في الإنتخابات الرئاسية المصرية فنجد التهديد لاذعا أن أي عضو في مجلسي الشعب والشورى لن يحقق أغلبية تصويتية لكلا من محمد المرسي أو عبد المنعم أبو الفتوح فلن يكون له مكانا في الدورات القادمة وهنا نرجو الإجابة على سؤالنا .. ماذا لو كان ذلك العضو يمتلك الكفاءة .. هل سيتنحى جانبا رغم ذلك ؟ اعتذر فانا وأنت أخي المصري قد إخترناه على إعتبار الكفاءة أي أنها متوفرة فيه بالفعل ولكني بعد إدراكي لخطأي أصبح سؤالي محيرا أكثر وأكثر ... ما مصير ذلك العضو الكفء في حالة عدم تحقيق تلك الأغلبية التصويتية ؟ رباه فهناك سؤالا أخر غاية في الإلحاح يدق رأسي دقا .. هل مهام عضو مجلسي الشعب والشورى توفير أغلبية تصويتية لرئيس الجمهورية ؟ هل هذه هي الوظيفة التشريعية ؟ ولم يقف الأمر عند ذلك الحد بل يطال أيضا من قاموا بإدارة العملية الإنتخابية وهو ما يعد دليلا قاطعا على أن الجماعة لن ترشح أبو الفتوح كما ادعت . سأكمل البيان رغم أي تساؤل فالقادم كان أعظم .. إنها بقية الخطة المدروسة من قبل المهندس الشاطر وهي أن يتم تشكيل لجان رصد لمتابعة كلا من المرشحين الأجانب أحمد شفيق وعمرو موسى وحمدين صباحي وتحديد المناطق التي بها كتل تصويتية لهؤلاء الأجانب بدقة متناهية وإيصال المعلومات لمكتب الدكتور محمد البلتاجي والذي يبدو أن أمن الدولة قد إنتقل من وزارة الداخلية إلى مكتب البلتاجي .،وبالطبع بعد عملية الرصد تلك يأتي دور الجناح العسكري لمعاقبة هؤلاء الأجانب الذين أعطوا أصواتهم لموسى وشفيق وصباحي . ولكن الأمر الذي لا يبدو غريبا على شعب الله المختار هو التنظيم والتخطيط فقد حدد المهندس الشاطر في رسالته لشعبه أن الدكتور حسن البرنس هو المسئول عن كل خطط إبطال الأصوات في المناطق التي تكثر فيها أصوات لأولئك الأجانب والمحاولة لإستقطاب تلك الأصوات تجاه المرشحين الإسلاميين وإلا فليبطل الصوت بأية طريقة ؟أو ليعمل الجناح العسكري ولا يدخل أحد اللجان ،بل والعمل على حث المواطنين الذين لا ينتمون لشعبه على تغيير الأصوات لصالح الإسلاميين وكل ذلك يندرج تحت بند التغيير الجذري والعمل عليه بكل السبل والوسائل الإصلاحية المتاحة . وسؤالنا الأخير كيف تبدو صورة أينعت في فترة قصيرة مضت من عمر هذا البلد لشعب الإخوان المسلمين.