دافع وزير الخارجية الإيطالي، باولو جينتيلوني، عن عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، مشيرًا إلى أنه "من دون هذا التدخل لكان الإيزيديون قد تمت إبادتهم بالكامل ولهجّر كل المسيحيين" في شمال العراق.
وقال جينتيلوني، في مقابلة أجرتها معه صحيفة "أفنيره" المقربة من الكنيسة الكاثوليكية، الأحد: "إيطاليا موجودة في التحالف من خلال توفير الأسلحة والمدربين لمقاتلي البيشمركة الكرد (جيش إقليم شمال العراق) وتحليق طائرات الاستطلاع".
وأضاف: "ليست لدينا أي وظيفة قتالية، لكننا نشارك في تحدٍ طويل الأمد لاحتواء التهديد الإرهابي".
وحول ما حققه التحالف حتى اليوم، قال: "من دون هذا التدخل لكان الإيزيديون قد تمت إبادتهم، ولتم ترحيل كل الأقليات المسيحية في سهل نينوى (شمال العراق) إلى مناطق نائية".
وأكد جينتيلوني أن "ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) قد خطف الدين الإسلامي، ووقف ضد إرادة الغالبية العظمى من المسلمين، حيث يقوم باحتلال الأراضي وباختطاف واغتصاب النساء وقتل أولئك الذين لا يشاركونه الاعتقادين السياسي والديني".
وتابع: "هذه هي المرة الأولى التي يسعى فيها الإرهاب الغاشم إلى التحول إلى دولة.. نواجهه بالخيار العسكري ولكن أيضا من خلال سلاح الحوار بين الأديان، إذ يجب علينا منع هذا الاستيلاء على الإسلام".
واعتبر الوزير الإيطالي أن "المسيحيين في الشرق يتعرضون للهجوم، وهذه تعد واحدة من أكثر حالات الطوارئ فداحة في وقتنا الحاضر، وعلى البرلمانات والحكومات الغربية فعل المزيد".
وأكد وزير الخارجية الإيطالي على ضرورة التصدي لتنظيم "داعش" من خلال "جبهة موحدة الصفوف، وبصورة أكثر فعالية".
ويعم الاضطراب مناطق شمال وغرب وشرق العراق بعد سيطرة "داعش" على أجزاء واسعة من محافظة نينوى بالكامل، من بينها مدينة الموصل، في العاشر من يونيو/حزيران الماضي، بعد انسحاب قوات الجيش العراقي منها بدون مقاومة تاركين كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد.
وخلال اليومين 2 و 3 من شهر أغسطس/ آب الماضي، سيطر التنظيم على قضاء سنجار (شمال) أكبر معاقل الإيزيديين (سكانها حوالي 400 ألف) وبلدات وقرى إيزيدية أخرى تابعة للقضاء.
كما سيطر التنظيم على مدينة قرقوش، أكبر مدينة عراقية من حيث الكثافة السكانية المسيحية، ومدينة برطلة (ذات أغلبية مسيحية)، بمحافظة نينوي (شمال) بعد انسحاب القوات الحكومية والبيشمركة (جيش إقليم شمال العراق)، ما دفع أكثر من 100 ألف عراقي مسيحي على الأقل للفرار باتجاه إقليم شمال العراق، حسب بطريرك بابل للكلدان بالعراق والعالم، لويس ساكو، (أهم قيادة مسيحية في العراق).
ولا يوجد إحصائيات رسمية بعدد الإيزيديين في العراق، لكن تقديرات ترجح أن عددهم يبلغ نحو 600 ألف نسمة، يتواجد معظمهم في محافظتي نينوى ودهوك (400 و460 كلم شمال بغداد) شمالي العراق.
ويقول الإيزيديون إنهم من أقدم الأديان في بلاد الرافدين، ولهم معبد وحيد في العالم يسمى معبد (لالش)، ويقع جنوب شرق دهوك بنحو 45 كلم، ويؤمن الإيزيديون بالله ووحدانيته، ومن الناحية القومية فإن الإيزيديين يعدون من الأكراد، كما أن الكردية هي لغتهم الرئيسية، وملابسهم وعاداتهم تتشابه بشكل كبير مع الأكراد.
وتمتاز محافظة نينوى بتنوعها العرقي والديني، إذ يسكن فيها العرب المسلمين من السنة والشيعة، وكذلك الكرد المسلمين من السنة والشيعة ومن الديانة الإيزيدية، والتركمان السنة والشيعة، والكلد وأشوريين والسريان.
ويشن تحالف غربي – عربي، بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية، غارات جوية على مواقع ل "داعش"، الذي يسيطر على مساحات واسعة في الجارتين العراق وسوريا، وأعلن في يونيو/ حزيران الماضي قيام ما أسماها "دولة الخلافة"، ويُنسب إليه قطع رؤوس رهائن وارتكاب انتهاكات دموية بحق أقليات.