شارك الدكتور محمد سليم العوا ببرنامج "شعب ورئيس" قناه "بي بي سي العربية" و"الحياه" مع الاعلاميين خالد عز العرب وشريف عامر في مناظرة فكرية شاملة جاءت في إطار استعدادات قناتي ال BBC والحياة لسباق الانتخابات الرئاسية التي تشهدها مصر لأول مرة في تاريخها. وقد حضر الحلقه كلاً من الدكتور حسن نافعه والدكتورة نيفين عبدالخالق، والمحلل الاقتصادي حمدي عبدالعظيم. وبدأ الدكتور العوا حواره بالتأكيد أن أول قرار سيتخذه حال توليه منصب الرئيس هو منع أي مظهر من مظاهر صور النفاق المتفشية فى المجتمع . كما قال أن خطته في أول مائة يوم من توليه منصبه ستتركز على محورين الأول هو البدء فى تنفيذ مشروع تطوير العشوائيات المقدم من أساتذة جامعيين من أعوام ثم البدء فى تنفيذ خطة تنفيذ المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر. وقال أن القرار السياسى والنظامى لمؤسسة الشرطة يجب أن يتغير كما يجب إعادة تشكيل العقيدة الشرطية لتكون الشرطة خادماً للشعب ملمحاً أن الطالب يدخل الكلية ويظن انه سيتخرج ليكون إلهاً. وأشار أن مصر لا تحتاج لإعادة تكوين رؤية اسلامية فمشكلة مصر فى الاقتصاد منوهاً أنه ليس لديه نية إفساد اقتصاد البلاد بل هدفه بناءه ملمحاً إلى قضية الربا الجدلية التي طالما نوقشت في العديد من المناسبات. وصرح العوا أن كونه مفكر لا يمنعه من تولي موضع رئيس الدولة وأن عليه أن يقنع الناخب بكفائته من خلال لقائه به مضيفاً أن المواطن يستطيع ان يختار الأصلح لمنصب رئيس الدولة .وتابع أننا بحاجة إلى أن نصل بتفكير المواطن أن المفكر إضافة وليس خصماً. كما قال أنه إذا أخفق في تنفيذ مشروعة السياسي الإسلامي الحضاري الوسطي فشخصه هو المخطئ وليس المشروع او الفكرة. وعن عجز الموازنة ، علق العوا أن عدم قدرتنا على أنتاج ما يكفينا وقلة الصادرات أضعف الإنتاج الوطني وأدى لتبعيتنا الاقتصادية ملمحاً أن لدينا 1500 مصنع مغلق و 4مليون عاطل. واستطرد العوا أنه علينا تحسين العملية الإنتاجية واستغلال القوة المعطلة وتوجيه الطاقات إلى محلها الأمثل إضافة إلى تعديل هيكل الانتاج والاهتمام بالتصدير وتحسين الدخول. أما عن الضرائب، فقد قال أن المشكلة ليست فى فكرة الضريبة إنما الذى يحسن الاقتصاد هو اتاحة الفرصة للاستثمار الجاد . ورداً عن خطته فيما يتعلق بالتعليم، قال العوا أن لديه خطتان متوازيان فى برنامجه ملمحاً أنه لا يمكننا الانتظار 16 عاما لاصلاح التعليم لذا سيسعى الدكتور العوا إلى تحرير الاستاذ والطالب على مستوى التعليم الجامعى . اما التعليم العام .. فسيبدأ بالمدرس والتلميذ والمنهج و المبنى .. وبأذن الله تنتهى هذة الخطة فى 7 سنوات .. وهذا يحتاج بالتأكيد تمويل اضافى ملمحاً أن دور القطاع الخاص فى تطوير التعليم كبير. وصرح أنه مع الاتجاه الوسط فى الاقتصاد بين الحر والمملوك للدولة وأن التخلص من الفساد الاقتصادى يجب أن يتم بطريقة حاسمة. اما مسألة بيت الزكاة الاجبارى، قال العوا أنه ضده .. فالزكاة متروكة للمسلم ليؤديها على الوجه المبين فى الشرع . وقال أنه إذا تم حل البرلمان سيدعو لانتخابات برلمانية فى خلال 60 يوم . وعن مشكلة توتر العلاقات بين مصر والمملكة العربية السعودية، قال العوا أنه إذا كانت قصه الجيزاوي تعود الي حبوب مهربه في مطار جده، مثلما تقول الصحف، فلابد من أن ينفذ القانون ويطبق علي الجميع بعداله مستطرداً أن هذه أزمة عادية تحدث بين الدول وستنتهي بلا مشاكل باذن الله. وأضاف العوا أنه لو كان رئيساً لتم حل تلك الأزمة فى أقل من ساعة بدلا من 6 ايام وبدلا من اسبوع من المفاوضات، ولأرسل مبعوثا يملك كل الصلاحيات لحل الازمة، ملمحاً أن هذا هو الفرق بين الرئيس الدائم والحكم المؤقت الذي يديره الآن المجلس الاعلي للقوات المسلحه وعليه نحن بحاجة إلى انهاء هذه المرحله في اسرع وقت ممكن. ورداً عن سؤال حول مشكلة دول حوض النيل، قال العوا أن مصر لاتزال حتى اليوم تستخدم تعبيراً خاطئاً فى التعامل مع دول حوض النيل .. وقد تغير الوضع منذ اقرار القانون فى 1951 وسيكون علاج تلك المشكلة بالبدء في مشروعات فى دول المنبع إضافة إلى النهر الجوفى الذى يبدأ من العلمين وينتهى فى تشاد حيث سيتم فتح هذا الملف مجددا . وطرح نافعه سؤالا حول الدستور والاعلان الدستوري فعلق العوا أن الرئيس القادم ستكون له اختصاصات وسلطات مختلفه تمامًا عن سلطات واختصاصات الرؤساء السابقين في الدساتير السابقه، واضاف العوا أن احداً لن يمنحه صلاحياته التي يكفلها له الدستور، وان تدخل النظام السابق في شئون الجيش كان من طغيانه وليس من صلاحياته. ويري العوا ان الخضوع للدستور هو اساس الحكم، ففي هذا الوطن يخضع الجميع من شعب ورئيس ومؤسسات وحكومه وجيش الي الدستور ولا احد اكبر منه. وردًا علي سؤال من الجمهور حول استعاده الامن في الشارع اجاب العوا أنه لا يجوز الجمع بين الجيش والشرطه، فالجيش له منظومه والشرطه منظومه اخري، والامن الداخلي مهمه الشرطه وواجبها. قال الدكتور العوا، المرشح لرئاسه الجمهوريه: انه حال نجاحه في انتخابات رئاسه الجمهوريه في مصر سيقوم برسم استراتيجيه واضحه المعالم للبلاد وأنه لن يركز اهتماماته في تنفيذ جميع تفاصيل مشروعه الرئاسي، موضحاً انه يطمح الي تنفيذ الملامح الرئيسية لبرنامجه الرئاسي. وفي رده علي سؤال حول كونه من دعاه التقريب بين السنه والشيعه، اكد العوا أنه من دعاة التقارب بين اهل السنه واهل الشيعه كشعوب اسلاميه، وأنه لا يدعو الي التقارب بين المذاهب، ولكن الي التقارب بين اتباعها وهناك فرق كبير بينهما. وتابع لاعلاقة بين المحور الاقتصادى مع إيران وفتح باب التشييع في مصر موضحاً أن ما يعنيه هو إقامة علاقات مع كيانات ودول مشيراً أنه كان من البداية ضد قطع العلاقات مع إيران حيث يرى أنه ما فعله السادات كان خطأً مشدداً على ضرورة عودة العلاقات بين البلدين ملمحاً أن جميع دول الخليج والعرب لهم علاقات مع ايران .كما دعا العوا للتقارب مع تركيا .. لفتح ابواب التطوير التكنولوجى .. فهو يريد تطوير التكنولوجيا و يعيد تشغيل المصانع الواقفة . وقال أن العلاقة مع إسرائيل تحكمها معاهدة يجب الالتزام بها ما دامت اسرائيل تفى ببنودها . اما اذا انحرفت اسرائيل .. فعلينا اتخاذ الخطوات السلمية اللازمة ثم تغيير المسار إذا لزم الأمر. ورد العوا علي سؤال احد الحضور حول هل يمكن زياره اسرائيل اذا ما وجهت دعوه له فرد قائلا أنه اذا دعته اسرائيل لزيارتها فليس ضروريا ان يقبل وتابع أن أول دولة سوف يزورها هي السودان فهي مفتاحنا لافريقيا كلها. ونوه أن ما لا يعجبه فى السياسة الخارجية المصرية هو الاستتباع . وأننا لسنا مستعبدون بالمعونة كما قال أنه سيقوم بانشاء تيار قوى لوضع مصر على نفس المستوى مع كل دول العالم بما فيهم أمريكا. وتحدث العوا عن الفن المصرى , فقال أنه مع الفن المحترم المبدع الراقى فهو اداة للتواصل مع الشعوب .. اما الفن الهابط لا يستحق ان يوصف انه فناً . موضحاً أنه لن يمنع الفنان ولن يحاكمه ولكن المجتمع هو من سيحكم عليه ليختار الصالح ويترك الطالح.