ترأس المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء المصري، ويونج هونج وون رئيس وزراء جمهورية كوريا الجنوبية الذي يزور القاهرة حاليا، جلسة مباحثات مصرية كورية اليوم، وذلك بمشاركة وزراء السياحة، والصناعة والتجارة، والتربية والتعليم، والإسكان، والكهرباء، والتعليم العالي، والخارجية، والتعاون الدولي، الى جانب عدد من المسئولين الكوريين. في بداية الإجتماع، أعرب المهندس إبراهيم محلب عن ترحيبه بزيارة رئيس وزراء كوريا الجنوبية الى مصر، مشيرا الى أن الزيارة تفتح آفاقا كبيرة للتعاون في كافة المجالات بين البلدين خلال الفترة المقبلة، كما نوهه عن اللقاء الأخير الذي تم بين السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيسة جمهورية كوريا الجنوبية في سبتمبر 2014 على هامش أعمال الجمعية العامة بالأمم المتحدة، مؤكدا على أن اللقاء شهد تفاهما كبيرا في الرؤى بين الجانبين، وأنه من المقرر قيام السيد الرئيس بتلية دعوة رئيسة كوريا الجنوبية لزيارة بلادها خلال العام المقبل.
وقد صرح السفير حسام القاويش المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء، أن المهندس إبراهيم محلب أكد خلال المباحثات على احترامنا وتقديرنا للتجربة الكورية، ومضيفا أن هناك العديد من قصص النجاح الكورية في مصر، كشركات تصنيع السيارات والإلكترونيات وغيرها، التي تقوم بالتصنيع والتصدير من مصر، معربا عن أمله في أن تتوسع في استثماراتها خلال المرحلة المقبلة.
كما أكد على ان ما تقوم به الحكومة من اصلاح اقتصادي واستثماري وتشريعي وضريبي سيكون من شأنه معالجة الاختلالات في الاقتصاد المصري، ويؤهله للانطلاق الايجابي خلال المرحلة المقبلة، موجها الدعوة للجانب الكوري للمشاركة في مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري: مصر المستقبل الذي سيعقد خلال الفترة من 13 الى 15 مارس المقبل، حيث يعد بمثابة فرصة كبيرة لمشاركة الشركات الكورية في العديد من المشروعات الاستثمارية.
وأشار الى المشروعات العملاقة التي يتم تنفيذها كمشروع تنمية منطقة قناة السويس وشق قناة السويس جديدة، الى جانب العديد من المشروعات الأخرى كمد شبكة ضخمة من الطرق، وبناء الوحدات السكنية، ومعالجة المياه وانشاء الصرف الصحي في قرى الدلتا، يمكن للشركات الكورية التعاون فيها مع نظيراتها المصرية بما يحقق النفع الاقتصادي للبلدين، الى جانب امكانية التعاون في ملف الطاقة، الذي يحتل أهمية قصوى على أجندة أعمال الحكومة الحالية، وبخاصة في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة والاستخدامات السلمية للطاقة النووية.
من جهة أخرى، شدد رئيس الوزراء على رغبة مصر في دعم التعاون مع كوريا الجنوبية في مجال التعليم والتدريب الفني من خلال المضي قدما في انشاء الجامعة المصرية الكورية، ومعاهد ومدارس التدريب الفني في مصر، وهو ما سينعكس بالفائدة على تأهيل الكوادر ورفع مستوى العمالة المؤهلة للعمل في الشركات الكورية في مصر.
من ناحيته، أعرب رئيس وزراء كوريا الجنوبية خلال كلمته عن سعادته بزيارة مصر ولقائه برئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والمسئولين في مصر، معربا عن تطلعه في أن يشهد العام المقبل الذي يتزامن مع مرور عشرين عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إحداث المزيد من التطوير للعلاقات الثنائية في مختلف المجالات، متمنيا لمصر الاستقرار والنجاح في جهودها للتنمية الاقتصادية، كما أكد على رغبة بلاده في بناء شراكة استراتيجية شاملة وتطوير للعلاقات في كافة المجالات، حيث ينظرون الى مصر كدولة عظيمة ورائدة بالشرق الأوسط.
من جهة أخرى، أكد رئيس الوزراء الكوري على تطلع بلاده لاستقبال رئيس الجمهورية المصري للدفع بالعلاقات الثنائية الى المستوى الذي يليق بامكاناتها ومكانتهما، مشيرا الى أن كوريا الجنوبية ترحب بالمشاركة في مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري: مصر المستقبل، ومؤكدا على اهتمام الجانب الكوري بزيادة استثماراته في مصر.
كما أوضح رئيس الوزراء الكوري أن ما يؤكد على حرص بلاده على تعزيز التعاون مع مصر اقامة أول مركز ثقافي كوري في الشرق الاوسط بالقاهرة، ايمانا منها بأهمية ومكانة مصر في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وليكون بوابة للتعريف بالثقافة الكورية وتوطيد التعاون الثقافي بين شعبي البلدين، مشيرا الى أن الجانب الكوري سيقوم بايفادة بعثة لبحث فرص تفعيل التعاون التعليمي والتدريبي مع مصر.
وأضاف رئيس الوزراء الكوري أنهم سينظرون باهتمام في مسألة دعم مصر للفوز بالعضوية غير الدائمة فى مجلس الأمن لعامى 2016 / 2017، الى جانب فرص دعم السياحة الكورية الى مصر.
هذا، وقد تم خلال المباحثات بحث بعض المشكلات التي تواجه عمل عدد من الشركات الكورية، فوجه رئيس الوزراء المصري بالتنسيق بين الجانبين المصري والكوري لحلها، كما رحب بالمقترح الكوري بانشاء لجنة مشتركة للتعاون بين الجانبين داخل وزارة الخارجية.
