غادر المعارض الصيني الكفيف تشن قوانغ تشنغ السفارة الأمريكية في بكين يوم الاربعاء بعد ان حصل على ضمانات تتيح له ان يعيش في أمان مع أسرته في الصين لكنه سرعان ما غير رأيه على ما يبدو. وبموجب اتفاق وصفه المسؤولون الأمريكيون التزمت الصين بالسماح لتشن بالانتقال مع أسرته داخل الصين الى محل اقامة اخر والدراسة في احدى الجامعات وهو اتفاق كان من شأنه ان يبقي عليه شخصية محورية في العلاقات الصينية الامريكية. لكن بعد ساعات من ذهابه من السفارة الى مستشفى في بكين ولقائه مع زوجته أدلى تشن بأحاديث لوسائل الاعلام قال فيها انه يخاف على حياته بعد ان علم بالطريقة التي عوملت بها زوجته ويريد الآن مغادرة البلاد. وقال مراسل لتليفزيون (سي.ان.ان.) على الهواء "انه يريد مغادرة البلاد بأسرع ما يمكن" مضيفا انه تحدث مع تشن هاتفيا لما بين 15 و20 دقيقة وان النشط الذي يعارض عمليات الاجهاض الاجباري في الصين يشعر بأن الولاياتالمتحدة "خذلته". وفي وقت سابق قال مسؤولون أمريكيون وصينيون إن تشن غادر السفارة طوعا بعد مفاوضات على مدى ايام بين الحكومتين. وقال مسؤولون أمريكيون ان تشن يريد البقاء في الصين ولم يطلب قط اللجوء. وكان فرار تشن المثير من الاقامة الجبرية ولجوئه الى السفارة الامريكية قد جعلاه بالفعل رمزا لمقاومة القيود التي تكبل الصين بها اي نشاط معارض وكان من شأن الاتفاق الذي توصلت اليه واشنطنوبكين على بقائه في الصين ان يضمن ان يظل اختبارا مستمرا لمدى شدة هذه القيود او ارتخائها. واتهمت الصين الولاياتالمتحدة بالتدخل في شؤونها وطالبتها باعتذار عن الطريقة التي عالج بها دبلوماسيوها هذه القضية. وقال بوب فو رئيس جماعة تشاينا ايد وهي منظمة معنية بالحقوق الدينية وحقوق الانسان في تكساس ان تشن لم يوافق على مغادرة السفارة الا لان "الحكومة الصينية وجهت تهديدات جدية لافراد اسرته المباشرة" اذا رفض عرض الحكومة. وقال المعارض هو جيا ان زوجته زنج جينيان تكلمت مع زوجة تشن التي تحدثت ايضا عن تهديدات من الحكومة. وقال فو رئيس جماعة تشاينا ايد التي كانت مصدرا رئيسيا للمعلومات بشأن تشن منذ فراره ان الجماعة تشعر بقلق بالغ بشأن تقارير مما وصفها "بمصادر جديرة بالثقة" تفيد بأن مغادرة تشن للسفارة كانت رغما عنه. واضاف في بيان "تظهر تقارير في هذا الشأن للاسف أن الجانب الامريكي تخلى عن السيد تشن." ونفى مسؤولون أمريكيون أن يكونوا ناقشوا أي تهديدات تعرضت لها اسرة تشن وقالوا ان المسؤولين الصينيين لم يناقشوا أي تهديدات معهم. وقال المسؤولون الامريكيون انهم تحركوا لتنفيذ رغبته بالبقاء في الصين ومواصلة عمله.