كانت ردود الفعل على هذه الأخبار متفاوتة في أسواق السلع حيث تلقت المعادن الثمينة دفعة من ضعف الدولار وانخفاض عائدات السندات مع استمرار قطاع الطاقة في التراجع "تبعاً لتسبب ارتفاع العرض في ضرب السوق نظراً لتباطؤ نمو الطلب". ويقبع سعر النحاس في هذه الآونة على الحافة مع التخوف من أن يؤدي أي ضعف إضافي في هذه النقطة إلى هبوط أكبر.
إذ نمر الآن في مرحلة من الاستسلام بعدما كسرت أسعار كل من خام غرب تكساس الوسيط وخام برنت المستويات التي كانت بعيدة المنال بالنسبة للكثيرين قبل شهرين فقط.
أصدرت منظمة الأوبك يوم الجمعة تقريرها الشهري الخاص بشهر سبتمبر ومفاده أن الكارتل قد رفع انتاجها إلى أعلى مستوياته خلال ثلاث سنوات بمعدل 30.47 برميل يومياً بسبب ارتفاع الانتاج من ليبيا والعراق وأنغولا ونيجيريا.
وفي نفس الوقت، قامت منظمة الأوبك بتخفيض التوقعات بالنسبة لكمية النفط الخام التي يتوجب عليها انتاجها في السنة القادمة بمعدل 29.2 مليون برميل يومياً بسبب ارتفاع انتاج النفط الصخري الأمريكي.
يترك هذا فجوة كبيرة بما يزيد على مليون برميل يجب على منظمة الأوبك إغلاقها في أسرع وقت ممكن من أجل تجنب هبوط أسعار النفط أكثر مما هي عليه.
حيث يُعقد اجتماع منظمة أوبك القادم في 27 نوفمبر وحتى ذلك الوقت سيراقب السوق عن كثب الإشارات المتعلقة بالكيفية التي سيتعامل فيها الكارتل مع عمليات البيع الشرهة الحالية والضربة القوية التي تلقتها الإيرادات.
يواجه أعضاء منظمة الاوبك الرئيسين كالمملكة العربية السعودية قرارات صعبة بسبب استمرار اسعار النفط العالمية في التدهور. الصورة: سويس فوتو/ستوك
خلال الأسبوع الماضي، شهد الكارتل تخفيض الأسعار بالنسبة للعملاء الآسيويين من الموردين ومن ضمنهم المملكة العربية السعودية والكويت والعراق، ويعني هذا بأن إيجاد نهج موحد دون خلق تبدلات كبيرة في حصص السوق الفردية قد يتطور ليصبح تحدياً على الأرجح. ونتوقع حدوث بعض المناقشات المهمة ولكنها ستعقد خلف الأبواب المغلقة.
حصلت المعادن الثمينة ومعادن مجموعة البلاتينوم -لا سيما البالاديوم-على دفعة من ضعف الدولار وارتفاع التقلب في أسواق الأسهم بالإضافة إلى هبوط عائدات السندات. وتخلى الذهب عن الدعم الرئيسي عند 1.180 دولار للأونصة قبل أن ينتعش إلى أعلى سعر له خلال أسبوعين عند 1.233 دولار للأونصة ولكننا لم نشهد حتى الآن أي تسليم رئيسي في صناديق التحوط "التي تمتلك موقفاً قصيراً قياسياً كما بتاريخ 30 سبتمبر".
سيبقى الزخم تجاه المعادن الثمينة تحت الضغط طالما ظل الاعتقاد سائداً في السوق بأن الدولار سوف يرتفع لذلك وطالما خلق التذبذب في سوق الأسهم الحالي بعض الدعم الإضافي، لم يُجهز البائعون ذوي المواقف القصيرة أنفسهم من أجل البحث في الاتجاه الآخر.
بقي التركيز إلى الآن منصباً على الاتجاه الهبوطي والمستويات الرئيسية التي يتم النظر إليها تنحصر في نطاق الدعم بين 1.160 و1.180 دولار للأونصة متبوعة بسعر 1090 دولار للأونصة "وهو ما يمثل 50% من الارتداد الخاص بالانتعاش ما بين 2001-2012".
سيلقى التحرك بالاتجاه الصعودي مقاومة عند 1.245 ثم 1.264 دولار للأونصة.