أكد ماثيو تولر السفير الامريكى بصنعاء أن بلاده ستواصل تقديم كافة سبل الدعم والعون لليمن ليخرج من الأزمة الراهنة بلداً قوياً أمناً ومستقراً .. مجددا في ذات الوقت دعم بلاده والمجتمع الدولي للجهود التي يبذلها الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادي لتجاوز هذه الأزمة سلمياً. وأهاب السفير الامريكي في مؤتمر صحفى عقده اليوم بصنعاء بجميع الأطراف في اليمن بانتهاج الحوار والحكمة لحل كل المشاكل وأن يدركوا جميعا أن الحل بيدهم ولن يأتي من الخارج وأن البديل للحوار هو ما نراه في سوريا وليبيا وبعض لدول..وطالب وسائل الإعلام بالقيام بدور إيجابي في هذا الجانب والتوعية بضرورة انتهاج الحوار لمعالجة القضايا العالقة ومخاطر الإنزلاق نحو دوامة العنف والصراع..
وقال انه يجب على جميع الأطراف الدخول في المفاوضات الجارية بحسن نية للتوصل إلى حل دائم للأزمة وبما ينسجم مع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل ..محذرا من أن أي مواجهات مسلحة ستدمر اليمن لذلك يجب دعم جهود الرئيس لحل هذه الأزمة عبر المفاوضات والوقوف سوياً لمواجهة من يعرقلون مسيرة التسوية السلمية.
واضاف تولر "نحن ندرك أن كل الأطراف التي شاركت في مؤتمر الحوار الوطني الشامل ومنها جماعة الحوثي وتوافقت على مخرجاته الإيجابية لها طموحات سياسية مشروعة إلا أن الأمر يدعو إلى الشك عند لجوئهم إلى استخدام القوة".. و دعا عبد الملك الحوثي وأنصاره إلى الممارسات السياسية السليمة التي تتناسب مع مشاركتهم في الحوار لتحقيق طموحاتهم.
وأشار السفير تولر إلى أهمية التعامل بحسن نية من قبل جميع الأطراف الفاعلة في الساحة اليمنية بعيداً عن التشكيك بنوايا الآخرين أو مقاصدهم باعتبار حسن النية الوسيلة المثلى للوصول إلى نتائج إيجابية تخدم المصالح العليا لليمن.
وأوضح أن دور سفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية يقتصر على ضمان تنفيذ العملية السياسية المرتكزة على المبادرة وأن هذه العملية تعود ملكيتها للشعب اليمني وحده والحوار الوطني الشامل وما خرج به من نتائج أجمعت عليها كافة مكونات الحوار يعبر عن أصوات جميع اليمنيين وأي شخص يشكك في نتائج الحوار يجعلنا نشكك في نواياه .. مشيرا الى أن دعم المجتمع الدولي للرئيس اليمنى يأتي إدراكا من أن هذا الدعم يصب في مصلحة اليمن باعتبار الرئيس هادي يمثل صوت اليمنيين جميعاً.
وذكر السفير الامريكى أن المراحل الانتقالية في أي بلد من بلدان العالم عملية ليست بالسهلة إطلاقاً والشواهد على ذلك كثيرة في المنطقة حيث إن بعضها قادت إلى العنف والحروب الأهلية الأمر الذي تحاشاه اليمنيون حتى الآن.
وقال تولر إن السفارة الأمريكية بصنعاء ليس لديها أي تواصل مباشر في الوقت الراهن مع جماعة الحوثي ولكنها ليس لديها أي اعتراض على التواصل المباشر معهم كونهم جزء مهم من مكونات الشعب اليمني ..وطالبهم بالاستمرار في العملية السياسية لأنهم من خلالها سيكسبون الكثير وسيتم التعامل مع أي مظالم لهم سواء في الفترة الماضية أو حاليا..محذرا من أن لجوئهم للعنف سيجعل المجتمع الدولي والكثير من الدول تدين ذلك.
وأشار الى أن أمريكا كجزء من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن ومن العشر الدول الراعية للمبادرة الخليجية عبرت عن القلق البالغ من الأنشطة التي تقوم بها جماعة أنصار الله مما أدى إلى تدهور الوضع الأمني في اليمن.
وفيما يتعلق بالتعاون الأمريكي اليمني في المجال العسكري والأمني أوضح تولر أن هذا التعاون يقتصر على الجوانب الفنية والتدريب والتأهيل من خلال ايفاد خبراء واستشاريين للتدريب فقط ..ونفى ما زعمته بعض وسائل الاعلام عن وجود أفراد للمارينز على الأراضي اليمنية أو سفن حربية أمريكية في مياه اليمن الإقليمية.
واعتبر أن الوضع الراهن في اليمن يؤثر بالتأكيد على الحرب ضد تنظيم القاعدة الإرهابي باعتبار أن القاعدة لا يهمها أن يمضي اليمن في طريق الأمن وبناء الدولة وليس لديهم أهداف تنموية فهي ضد الجميع وتريد تدمير البلد.
وحول الدعم الاقتصادي لليمن قال السفير تولر إذا أردنا أن نبني يمن أمن ومستقر ومزدهر يجب أن نركز على الجانب الاقتصادي واليمن يمتلك الكثير من الموارد الاقتصادية التي تمكنه من ذلك ..موضحا أن ما يحدث في اليمن هو نتيجة تراكمات سياسية وأمنية منذ فترة طويلة وأن ذلك أضاع على اليمن فرص كثيرة إضافة إلى أن عدم وجود حكومة قوية أعاق جهود البناء والتنمية..وأكد أن بلاده تدعم الاصلاحات الاقتصادية باعتبارها المحور الأساسي ويجب أن تتوازى مع إصلاحات شاملة سياسية واقتصادية وبناء القدرات للقوات المسلحة والأمن.. مشيراً إلى أن الكثير من المسئولين اليمنيين يدركون الحاجة إلى الاصلاحات الاقتصادية لان الدعم للمشتقات النفطية يستهلك أغلب موارد البلاد .
وفيما يتعلق بقرارات مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن أكد السفير الأمريكى أن المجتمع الدولي يرغب في أن يعبر اليمن المرحلة الانتقالية وان هذه القرارات وسيلة فعالة وقوية جداً تتيح للمجتمع الدولي اتخاذ إجراءات قوية وفعالة ورادعة في حق كل من يعرقل مسيرة التسوية السلمية في اليمن.. وأضاف أن الممارسات التى ستعوق التسوية والمهددة لأمن اليمن واستقراره سيتم تحويلها إلى مجلس الأمن الدولي لاتخاذ ما يراه مناسباً لمساندة اليمن لتجاوز تحدياته وأزماته وأن أي طرف يحاول أن يعرقل سيكون عرضة لإجراءات رادعة.
وتطرق الى التدخل الإيراني في شئون اليمن الداخلية فقال أننا أعلنا موقفنا في بيان الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية والذي تضمن التعبير عن قلقنا فيما يتعلق بالتدخل الإيراني في اليمن وأكدنا أن أي بلد يهمه امن واستقرار اليمن عليه ان يدعم تنفيذ المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار ..وقال أن التدخل الإيراني يؤثر على مصالح امريكا وحلفائها وأصدقائها في المنطقة .