قال الرازى :المهيمن هو المؤمن وإنما قلبت الهمزة هاءاً لأن الهاء أخف من الهمزة فهو الذى يلقى فى قلوب عباده الأمن ،وقال الحسن البصري المهيمن هو المصدق وهذا قريب جدا من معنى المؤمن ،والمهيمن هو الامين الذى لا تضيع عنده الودائع يقول تعالى " وانزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه " المائده اى مؤتمناً عليه . بمعنى ان القرآن أمين على كل كتاب قبله وقال القرطبي : فى هذا المعني مهيمناً عليه ..اى عاليا على كل ما جاء قبله فى كمال التشريع وجمال التعبير وروعه البيان ،ومرتفعا فى كثرة الثواب وقيل ان المهيمن هو الشاهد على خلقه بما يكون منهم من قول وفعل هو - الرقيب عليهم فلا يخفى عليه من امرهم شيئاً هو - المسيطر فكل شئ يحدث فى الكون بأمره عز وجل المهيمن - هو القائم على كل نفس بما كسبت المدبر لشئون الخلق وفق حكمه بالغة وارادة نافذة وقدرة تامة على تحقيق مصالحهم مع اخذ نقطة مهمه فى الاعتبار وهى المواظبة والاستمرار ذلك ان اى شخص لو كان يقدر على تحقيق مصلحة لك فهو قد لا يعلمها اصلا . وان كان يعلمها فهو لا يعلم كل ما يحيط بها .وقد يكون لا يقدر عليها ،وان قدر عليها مرة فلن يستطيع كل مرة ... وان اجتمع لديه العلم والقدرة فهو لا يملك المستقبل اما المهيمن فهو يملك العلم والقدرة الكاملة والمواظبة والاستمرار ولا يعجزه شئ ، وكل هذه المعاني متكاملة ومتلازمة فالله هو الواحد الاحد الذى لا راد لقضاءه وهو المدبر لكل شئ والقائم على خلقه فى كل أعمالهم وأرزاقهم لذلك فمن ادعى انه مهيمن على شئ اى قائم على حفظه ومدبر له بقدرته وارادته وعلمه دون الاستعانه بالله فهو كاذب فى دعواه ونحن بوصفنا مؤمنين ينبغى علينا عندما يشعر احدنا انه قادر على تحقيق امرمن الامور وانه يستطيع ان يعطي ويمنع .يجب ان يشعر انه يتصاغر امام القدرة الالهية ويتواضع لربه الذى بيده الامر كله ويسأل الله التوفيق شعيب فى هداية قومه- يقول تعالى "إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب"هود طلب التوفيق من الله يحتاج الى امرين : (التوكل )و(الانابة ).؟ التوكل : الاعتماد على المهيمن والثقة بفضله والاخذ بالاسباب الإنابة :التوبة النصوح التى لا رجوع بعدها الى الذنب بالقصد والاختيار .وقالوا : لا صغيرة مع الاصرار ولا كبيرة مع الاستغفار "اللهم أنت الرفيق فى السفر والخليفة فى الاهل والمال والولد".لو دققت فى دعاء النبى صلى الله عليه وسلم الذى كان يقوله فى السفر سوف تتساءل كيف يكون الله عز وجل رفيقك فى سفرك ، وفى نفس الوقت خليفتك فى بيتك واهلك واولادك . فهو معك بالحفظ والرعاية والتوفيق وهو مع اولادك بالرعاية يحفظهم فى غيبتك ..وهذا هو المهيمن فى مثال :يوم غار ثور حين كان الرسول صلى الله عليه وسلم مع سيدنا ابو بكر فى طريقهم للهجرة الى المدينه . وقال ابو بكر "يا رسول الله لو نظر احدهم الى مواطئ قدمه لرآنا "فقال : يا آبا بكر ما ظنك بإثنين الله ثالثهما؟" وفى المرة الثانية كان الموقف اصعب حين قال ابو بكر للرسول صلى الله عليه وسلم "لقد رأوني فقال الرسول صلى الله عليه وسلم "يا ابا بكر ألم تقرأ قوله تعالي "وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون"الاعراف فالله مهيمن ودعوة الاسلام عظيمة حفظها الله بخيوط العنكبوت وهذا من عظمة قدرة الله عز وجل . فهو يحفظ أعظم شئ بأتفه سبب ماذا يفعل المؤمن إذا اراد أن ينتفع بهذا الاسم؟ يجب عليك ان تطهر عقلك من كل عقيدة زائفة . وتطهر جوارحك من كل معصية وتطهر قلبك مما سوى الله يجب أن تعلم أحوالك وتقوّم أفعالك . والأرقى من ذلك أن تعلم أحوال إخوانك وتسعي الى تقويمهم ما استطعت فالمعرفة هى اساس كل سلوك وعمل .فأنت تحتاج الى علم كى تعرف وتحتاج الى ارادة كى تصحح والى صدق كى تستمر وإذا فعلت ذلك فقد انتفعت من اسم المهيمن وما دام الله يراقبك فما هو موقفك؟ من تطبيفات اسم المهيمن أن تستحي من الله . فالله يراقبك وهناك 3 تطبيقات هى ان تعلم أحوال قلبك واحوال نفسك واحوال عقيدتك،ويجب ان تصححها وتحضر مجالس العلم ويكون لديك إدارة قوية لتصلح من نفسك يجب أن يكون هناك علم وارادة وصدق وما دام الله مسيطرا عليك فيجب ان تتوكل عليه . واذا اردت ان تكون اقوى الناس فتوكل عليه يجب ان تثق بالله عز وجل وتثق بالمستقبل . وطالما أنت على طاعة الله فأنت من خير الى خير ومن منزلة الى منزلة أسمي