هو لم يكن ينوى على البعد فى تلك الليلة.. فقد كانت فى نيته أن يقضى الليلة مع زوجته ومع أصدقائهما فى «طبلة»، أحد أهم أماكن السهر فى الساحل الشمالى. بعد الكثير من السفر وابتعاده عنها الفترة الماضية. وبعد شكواها المستمرة لوالدتها، خاصة أنها من عائلة تناولت فيها مسلسلات رمضان سيرة الجد الكبير وخلافه مع الرئيس. وتربط بينه وبين زوجته صلة قرابة أيضا. لكن مع بداية السهرة، والاضواء الصارخة التى زغللت عينيه المرهقة، جلس فى مكان بعيد عن الأصوات العالية. وطلب منها أن تجلس بجانبه، بعيدا عن الرقص. وهو الذى تفاجأ برفضها، وإنها سترقص مع أصدقائهم. فى البداية، كان يعتقد أنه نوع من الاستفزاز لبعده عنها الفترة الأخيرة. لكن بعد فترة قصيرة، وبعد مراقبته لها فى صمت، اكتشف نظراتها المبالغ فيها لأحد أصدقائها من أيام الدراسة، وهو أحد رجال الأعمال من أصدقائهما المشتركين. ومع إرهاقه الشديد، استسلم للفكرة بهدوء. وجلس يعاتب نفسه بإنه السبب الرئيسى فى الفجوة الكبيرة بينه وبين زوجته. ومع ملاحظة إحدى أقاربها وصديقتها لحاله الغريب، أقتربت منه فى هدوء. لتجلس معه وطلبت منه أن يتمشى معها ناحية البحر. لتبدأ قصة جديدة كانت الأبعد عن خيال زوجته، وهى القصة التى كانت حديث مراسى الأسبوع الماضى، خاصة أنها كانت لها نهاية غير متوقعة من زوجته الشقراء، والتى تخطط لتنفيذ انتقامها خلال الأسبوع القادم.