عاشق الصحافة الذي بدأ عمله فيها محرراً في قسم الحوادث ولد الأستاذ محمد حسنين هيكل بالقاهرة سنة 1923 (21 سبتمبر) وتلقى تعليمه بمراحله المتصلة في مصر، وكان اتجاهه مبكراً إلى الصحافة دراسة وممارسة. *التحق بجريدة "الإيجبشيان جازيت" منذ سنة 1943م محرراً تحت التمرين في قسم الحوادث، ثم فى القسم البرلمانى واختاره رئيس تحرير "الإيجيبشيان جازيت" لكى يشارك في تغطية بعض معارك الحرب العالمية الثانية في مراحلها المتأخرة برؤية مصرية. عين محرراً بمجلة آخر ساعة سنة 1945م وعمل قريباً من مؤسسها الأستاذ محمد التابعى وانتقل معها عندما انتقلت ملكيتها إلى أخبار اليوم. * من سنة 1946م حتى 1950م أصبح مراسلاً متجولاً بأخبار اليوم فتنقل وراء الأحداث من الشرق الأوسط إلى البلقان، وإلى إفريقيا، وإلى الشرق الأقصى حتى كوريا . * من سنة 1951م استقر في مصر رئيساً لتحرير آخر ساعة ومديراً لتحرير أخبار اليوم في نفس الوقت واتصل عن قرب بمجريات السياسة المصرية. * سنة 1956م/ 1957م عرض عليه مجلس إدارة الأهرام رئاسة وتحرير الأهرام، واعتذر في المرة الأولى، وقبل في المرة الثانية، وظل رئيساً لتحرير الأهرام 17 سنة، وفي تلك الفترة وصل الأهرام إلى أن يصبح واحدة من الصحف العشرة الأولى فى العالم. * أقام خلال عمله مجموعة علاقات صحفية دولية جعلت الأهرام طرفاً في أوضاع الإعلام العالمى وتوجهاته وفي العلاقات بين عواصم العالم المتعددة ما بين نيويورك إلى لندن، وما بين باريس وطوكيو. * أنشأ مجموعة المراكز المتخصصة للأهرام: مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية مركز الدراسات الصحفية مركز توثيق تاريخ مصر المعاصر. * بدأ يكتب مقاله "بصراحة" في الأهرام 1957م، وانتظم ظهور المقال كل أسبوع من 1960 1994م. * عام 1970م عين وزيراً للإرشاد القومي، ولأن الرئيس جمال عبد الناصر وقد ربطت بينه وبين هيكل صداقة نادرة في التاريخ بين رجل دولة وبين صحفي يعرف تمسكه بمهنة الصحافة، فإن المرسوم الذى عينه وزيراً للإرشاد القومي نص في نفس الوقت على استمراره في عمله الصحفي كرئيساً لتحرير الأهرام، وقبل المنصب الوزارة بعد أن تكرر اعتذاره عنه عدة مرات، وكان ذلك تقديراً لظرف سياسي وعسكري استثنائي في الظروف المحيطة بحرب الاستنزاف * بعد حرب أكتوبر 1973م اختلف مع الرئيس السادات حول التعامل مع النتائج السياسية لحرب أكتوبر، واتخذ الرئيس قراراً بتعيينه مستشاراً، واعتذر عن قبول المنصب وتفرغ للكتابة، وكان كل ما يكتبه ينشر خارج مصر وهو يعيش داخلها، وكان من نتيجة كتاباته أن اعتقله الرئيس السادات ضمن اعتقالات سبتمبر 1981م. كذلك قام بنشر أحد عشر كتاباً في مجال النشر الدولى بينها "خريف الغضب" الذى ظهر فى 31 لغة و"عودة آية الله" و"الطريق إلى رمضان" و"أوهام القوة والنصر" و"أبو الهول والقوميسير" وغيرها.... وكلها نشر ما بين 25 30 لغة تمتد من اليابانية إلى الأسبانية. كذلك نشر باللغة العربية في هذه الفترة 28 كتاباً أهمها حتى الآن مجموعة حرب الثلاثين سنة (4أجزاء)، والمفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل (3أجزاء). تزوج “حسنين هيكل” من السيدة “هدايت علوي تيمور” في يناير 1955م، هي حاصلة على ماجستير في الآثار الإسلامية ولديهم ثلاثة أولاد هما: “علي هيكل” طبيب أمراض باطنية وروماتيزم في جامعة القاهرة، و”أحمد هيكل” رئيس مجلس إدارة شركة القلعة للاستثمارات المالية، و”حسن هيكل” رئيس مجلس الإدارة المشارك والرئيس التنفيذي للمجموعة المالية (هيرميس). في عام 1956م اعتذر “هيكل” في المرة الأولى عن مجلس إدارة ورئاسة تحرير الأهرام، إلا أنه قبل في المرة الثانية وظل رئيساً لتحرير الأهرام لمده 17 عاماً، كما بدأ عام 1957م في كتابة عموده الأسبوعي بالأهرام تحت عنوان “بصراحة”، والذي انتظم في كتابته حتى عام 1994م. هو يُعد أحد ظواهر الثقافة العربية في القرن العشرين، كما أنه مؤرخ للتاريخ العربي الحديث وخاصةً تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي, حيث قام بتسجيل سلسله من البرامج التأريخية على قناة الجزيرة، ولديه أيضاً تحقيقات ومقالات للعديد من صحف العالم في مقدمتها “الصنداى تايمز” والتايمز” في بريطانيا. قرر الكاتب المخضرم “محمد حسنين هيكل” اعتزال الكتابة المنتظمة وهو في أوج مجده عام 2003م، وذلك بعد أن أتم عامه الثمانين وأثار ضجة كبيره بمقاله الوداعي ذو الجزئين، إلا أنه عاد إلى جريدة الأهرام بنفس العمود الأسبوعي “بصراحة” في أعقاب ثورة 25 يناير التي أطاحت بنظام الرئيس السابق “مبارك”.