كشفت مصادر كبيرة أن وزير الخارجية الأمريكي سيغادر القاهرة الليلة متجها الى قطر في اطار محاولته الاولى لوقف اطلاق النار في غزة.
وكان كيري التقى فجر اليوم برئيس المخابرات الفلسطينية اللواء ماجد فرج كما التقى مع امين عام الامم المتحدة بان كي مون، حيث تبحث جميع الاطراف كيف يمكن تنفيذ فكرة وقف اطلاق النار وفي نفس الوقت رفع الحصار عن غزة ما تسبب بتعثر التنفيذ في اخر لحظة.
وتكشف المصادر الخاصة بنا ان سبب تعثر الاتفاق هو العشرات من اسرى صفقة شاليط المحررين والذين اختطفتهم اسرائيل من مدن الضفة الغربية وان مدير المخابرات الفلسطيني طلب من كيري بشكل رسمي ضمان الافراج عن اسرى شاليط واطلاق سراح الدفعة الرابعة من الاسرى الذين منعت اسرائيل حريتهم في اخر لحظة. وفي تفاصيل تكشف لاول مرة فإن المباحثات وقفت عند ثلاثة ملفات على النحو التالي:
اولا- هناك ازمة ثقة حادة بين مصر وحركة حماس وقد ألقت بظلالها على المباحثات.
ثانيا- كيف يمكن دعوة خالد مشعل الى القاهرة لتولي ادارة المباحثات جنبا الى جنب مع موسى ابو مرزوق.
ثالثا- وقف الدم الفلسطيني الذي يسفك بحيث لم تعد الحرب قضية تنظيمية لاحد التنظيمات وانما قضية شعب وامة عربية. وفي هذا الاطار قالت مصادر في فتح لوكالة معا : ان عزام الاحمد رئيس كتلة فتح سيتوجه اليوم الى القاهرة مرة اخرى للقاء مسؤول حماس موسى ابو مرزوق ومسؤول الجهاد الاسلامي زياد النخالة وان يوضح بشكل واضح للجهاد الاسلامي وحماس ان الحرب على غزة ليست قضية تنظيمية وانما قضية شعب كامل وان منظمة التحرير والسلطة هما ممثلتان للقضية في المحافل الدولية.
وفي هذا الاطار قال مصدر كبير في رام الله ان قيادة منظمة التحرير ستطرح فكرة لقاء تنظيمي فلسطيني في القاهرة وان ما تتفق عليه الفصائل ستتبناه السلطة والرئيس، وبالفعل قال بسام الصالحي عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة وامين عام حزب الشعب، امس ان رفع الحصار عن قطاع غزة يجب ان يصبح ملفا بيد جميع الفصائل لضمان تزامن وقف اطلاق النار الفوري مع رفع الحصار عن قطاع غزة.
من جانبه قال مصدر كبير مقرب من الرئيس الفلسطيني: اننا وقعنا مع حماس حكومة التوافق وبالتالي لا يغيب عن بال احد ان هناك نظاما سياسيا فلسطينيا جديدا وتوافقيا وهناك عنوان هو حكومة التوافق التي من مهماتها رفع الحصار عن غزة واعادة الاعمار.
ووسط هذا التعقيد كشفت مصادرنا انه من الممكن ان تدعو مصر وفدا من حماس وباقي الفصائل للقاهرة حيث يجمع الوسطاء على نقطتين هما وقف فوري لاطلاق النار والعودة الى اتفاق 2012.
ولكن ازمة اختطاف اسرى شليط تبقى هي الاهم وان كيري حمل هذا المطلب الى اسرائيل. وفي الساعة الثالثة من اليوم الثلاثاء يلتقي وزير الخارجية الامريكية جون كيري مع رئيس الاستخبارات الفلسطيني ماجد فرج، وجرى الحديث فجرا بينهما على الزام اسرائيل التنفيذي لاي وقف اطلاق نار وان هناك حكومة وسلطة وشعب وانه لا يجوز لاسرائيل الحديث امام العالم انها تحارب احد التنظيمات فيما يدفع شعب غزة وشعب الضفة الغربية دماء كل نهار وكل ليل.
وعن مصادرنا المطلعة فإن الرئيس الفلسطيني ابلغ كيري ان الضفة الغربية محاصرة وتتعرض لهجوم اسرائيلي وليس فقط قطاع غزة وان اسرائيل تشن حربا على الشعب الفلسطيني وليس على حماس فقط.
ويقول موفدنا إن المصريين اذا يوافقون توجيه دعوة للفصائل الفلسطينية فان الامر قد يثمر حراكا شديدا وتقدما واضحا، فيما يغادر جون كيري الليلة من القاهرة الى قطر بينما طار ابو مازن من عمان الى الرياض.
وفي تلخيص للقول: ان تزامن الحل وتنفيذ وقف اطلاق النار مع رفع الحصار هو مفتاح الحل لكل هذه المعضلة.
