قالت الدكتورة عواطف عبد الرحمن أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة أن إهمال قطارات الصعيد على مدى السنوات الطويلة هو جزء من تهميش الصعيد وهو سبه في جبين المجتمع ككل وانتقدت بشدة إحجام المثقفين عن الصعيد ورفض أساتذة الجامعات خاصة الذين ذهبوا في بعثات للخارج العمل في جامعات الصعيد حيث أعطوا وجوههم للشمال وظهورهم للصعيد .جاء ذلك في الملتقى الثقافي الثاني الذي تنظمه مؤسسة سعد زغلول الأهلية بحضور سعد عبد الرحمن رئيس هيئة قصور الثقافة واللواء حسن خلاف نائبا عن وزير الثقافة وجمهور غفير من المثقفين والمبدعين والإعلاميين وأشارت عواطف إلى أن الصعيد يمثل 44 % من سكان مصر ومع ذلك كان موازنة الصعيد لا تتعدى 10% وأرجعت أسباب تهميش الصعيد وظهوره بالشكل الإجرامي إلى الجامعة والثقافة والإعلام وقال أن اكبر خطاء وقع فيه الدكتور سليمان حزين عندما أنشاء جامعة أسيوط انه بدا بالكليات التطبيقية وأهمل العلوم والآداب وظل المجتمع محروم من دراسة العلوم الاجتماعية والآداب لأكثر من 40 عاما الأمر الذي أدى إلى تخرج أساتذة في مجتمع لا يعلمون عن واقعه الثقافي والاجتماعي أي شئ مشيرة إلى أنها عندما بدأت عمل بحوث عن المرأة والإعلام بالصعيد بعد إنشاء قسم الإعلام بكلية الآداب بجامعة أسيوط لم تجد خريطة توضح مجتمع الصعيد الحقيقي فأقسام الاجتماع لم تجري دراسة ميدانية واحدة على الواقع الاجتماعي سواء في الريف أو الحضر حيث أن أساتذة الجامعة اعتمدوا في رسائلهم العلمية على البحوث الأجنبية وأهملوا مجتمعهم حتى أصبح عميد كلية وهو لا يعرف أي شئ عن المكان الذي يديره وانتقدت بشدة تدهور قصور الثقافة والتي أصبحت ما هي إلا جدران فخمة وخاوية من الأعمال الثقافية وموظفين في حالة من الرقود واليأس وأصبحت قصور الثقافة سبه في جبين وزارة الثقافة واقتصرت على مبادرات فردية تطوعية وحول التمويل الأجنبي قالت لا يوجد ثقافة تزدهر بأموال أجنبية حيث حولت المجتمع إلى خراف لتلبية الحاجات البيولوجية خاصة وان عدد كبير من هذا التمويل مشبوه مستشهدة بوجود ألاف الجمعيات بالصعيد والتي اقتصر دورها على شراء أراضي أو سيارات وغابت عن لعمل الأهلي وقالت أن الإعلام ساهم في ظهور صورة ذهنية للصعيد مشوهه ومبتورة ومليئة بالجهل وإلا تليق بتاريخ وكفاح الصعيد حيث لا يكتب بالصحف إلا عن جرائم الثار وأهملوا مشاكل القرى والمدارس والواقع الثقافي ورغم وجود أكثر من 120 صحيفة بالصعيد لكنها ما هي إلا صحف إعلانات أو نشرات إعلانية للمحافظين حتى أن القناة السابعة والثامنة وجدنا في بحث أجريناه إحجام أهالي الصعيد عن مشاهدتهم لأنهما غير معبرتين عن قضايا ومشاكل الصعيد فبرامجهم معظمها منقولة عن القاهرة وفي مداخله شن ابوالعباس محمد الصحفي بالأهرام هجوما على قصور الثقافة وإهمالها للمبدعين وعدم مشاركة رئيس الهيئة في مؤتمر أمل دنقل وعدم وجود قصر ثقافة بقرية دندره بمحافظة قنا مسقط رأس المبدع عبد الرحيم منصور عندها تدخل درويش الأسيوطي قائلا:انه لم يتم دعوته في مؤتمر أمل دنقل فيما قال سعد عبد الرحمن رئيس هيئة قصور الثقافة أنا لا املك عصا سحرية هذه المواقع تحتاج إلى ميزانية كبيرة مشيرا أن لدية 16 ألف موظف بالوزارة لا يحتاج منهم إلا 6 الآلاف فقط وانه يواجه مأزقا بسبب التمويل حيث أن ميزانية الوزارة لا تتعدى 27 مليون جنية وتعداد مصر يتعدى 80 مليون أي أن نصيب الفرد لا يتجاوز 16 قرش في العام وقال أن ميزانية الإنشاءات 60 مليون جنية ولدي مشروعات تطوير قصور الثقافة تتعدى هذا المبلغ بكثير وانتقد عبد الرحمن قرار الجنزوري الخاص بان يكون شراء الأثاث مركزي عن طريق الخدمات الحكومية والذي تسبب في عدم القدرة على تجهيز قصور الثقافة بالقرى وجعلها مع إيقاف التنفيذ خاصة وان أسعارهم عالية وجودتها متدنية "زباله "،"وموت يا حمار " حتى تتم الموافقة مشيرا إلى انه حاول التحايل على هذا الموضوع بتفويض بعض المحافظين للشراء إلا أنهم رفضوا كما انه لدي 40 قطعة ارض مخصصه للثقافة ولا يوجد لها ميزانية وأكد عبد الرحمن انه لا يوجد ميزانية بصندوق التنمية الثقافية الذي كان يساهم بشكل كبير في بناء هذه القصور في ظل ما تتعرض له مصر في تدهور السياحة وانتقد بيان رئيس مجلس الوزراء الذي لم يذكر فيه كلمة "ثقافة " من بداية كلمته حتى أخرها فما زال النظام ينظر إليها على أنها حلية أو زينة ضاربا مثلا ردا على من يهاجمون الثقافة "إلا على البر عوام " خاتما ماذا افعل في ظل هذه الميزانية