اجرت الهند الخميس تجربة اطلاق صاروخ بعيد المدى يمكن تزويده بقدرات نووية ويستطيع ان يبلغ الصين ودولا غير آسيوية في تقدم كبير ينقل نيودلهي الى عتبة النادي المغلق للدول التي تملك صواريخ بالستية عابرة للقارات. واعلنت وكالة تطوير التقنيات العسكرية ان الصاروخ "اغني 5" الذي يبلغ مداه خمسة آلاف كيلومتر وينتمي الى فئة الصواريخ البالستية "المتوسطة" (آي آر بي ام) اطلق عند الساعة 8,05 (2,35 تغ) من قاعدة في عرض البحر قبالة ولاية اوريسا (شرق). وقال الخبراء ان الصاروخ الذي يزن 50 طنا ويبلغ ارتفاعه 17 مترا، يمكن ان يصيب اهدافا في الصين وفي كل اسيا بالاضافة الى بعض دول اوروبا. ووحدها الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي (الولاياتالمتحدةوروسيا والصين وبريطانيا) تملك حاليا صواريخ بالستية عابرة للقارات يتجاوز مداها ال5500 كلم. وهنأ رئيس الوزراء الهندي منموهان سينغ العلماء على اطلاق الصاروخ بنجاح بينما اشاد وزير الدفاع ايه كي انتوني "بهذا النجاح الكبير" ووصف اطلاق الصاروخ بانه "تقدم كبير في برنامج الصواريخ الهندي"، كما قال الناطق باسمه. من جهته، قال رئيس الوكالة في كا ساراسوات لشبكة التلفزيون الهندية "ان دي تي في" انه "حدث تاريخي يشرف بلادنا في مجال تكنولوجيا الصواريخ". واضاف "نحن اليوم قوة لا تضاهيها اي قوة اخرى من معظم دول العالم". وصرح خبير في المركز الهندي للدراسات حول القوة الجوية كابيل كاك ان "الهند اثبتت قدرتها على انتاج صاروخ بالستي عابر للقارات (آي سي بي ام)". وكانت الوكالة التي صممت الصاروخ، تنوي اطلاقه مساء الاربعاء لكن العملية ارجئت بسبب سوء الاحوال الجوية. وتشكل هذه العملية الناجحة تقدما كبيرا لثالث قوة اقتصادية في آسيا التي تطبق برنامجا واسعا لحيازة المعدات العسكرية من اجل تحديث جيشها السعي الى تعزيز وسائلها الدفاعية خصوصا في مواجهة الصين. والحدود بين هذين البلدين الآسيوين العملاقين اللذين تواجها في حرب خاطفة في 1962، محور مفاوضات ثنائية منذ الثمانينات بينما ما زالت العلاقات الثنائية بينهما مشوبة بالحذر. واكتفت بكين التي تملك ترسانة عسكرية متقدمة بفارق كبير على الهند، باخذ العلم بهذه التجربة. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية لي ويمين ان "الصين اخذت علما بالمعلومات المتعلقة باطلاق صاروخ هندي. الصين والهند بلدان كبيرا ناشئان. لسنا خصمين بل شريكين". وصرح الناطق باسم الوكالة الهندية رافي غوبتا ان هذا الصاروخ "يتمتع بتأثير رادع لتجنب الحروب ولم يتم تطويره ضد بلد محدد"، مؤكدا ان البرنامج "محض دفاعي". وتحمل اسم اغني الذي يعني النار باللغة السنسكريتية مجموعة من خمسة صواريخ طورتها الوكالة في اطار برنامج اطلق في 1983. وطورت الهند الصاروخين اغني 1 و2 (حتى 2500 كلم) وعينها على باكستان لكن الصاروخين اغني 3 و4 (حتى 3500 كلم) صمما كوسيلتي ردع في مواجهة الصين. وتواجهت الهند وباكستان في ثلاث حروب منذ استقلالهما في 1947. وقال بورنيما سوبرامانيان من مركز التحليل لشؤون الدفاع "آي اتش اس جين" ان "اغني 5 يمكن ان يطال اهدافا في قلب الصين مما يسمح باستخدام الصواريخ الاقصر مدى ضد باكستان وجزء كبير من غرب الصين ووسطها وجنوبها". اما شانون كايل الخبير في الاسلحة النووية في المعهد الدولي لابحاث السلام في ستوكهولم، فيرى ان اغني 5 جزء من عملية تطوير "لتحسين مكانتها" في اطار تطلعات الهند الى لعب دور متزايد على الساحة الدولية. ويأتي اطلاق الصاروخ بعيد عودة الهند الى نادي الدول المالكة لغواصات تعمل بالدفع النووي بوضعها في الخدمة غواصة اعارتها لها روسيا لعشر سنوات. وكانت الهند اجرت الخميس تجربة ناجحة لاطلاق صاروخ بعيد المدى يتمتع بقدرات نووية وقادر على ضرب اي هدف يقع على الاراضي الصينية، حسب ما اعلن مصدر عسكري.