منذ زيارة الرئيس الراحل محمد أنور السادات الي مدينة القدسالمحتلة في عام 1977 ، وفتحت الابواب علي مصراعيها فيما يعرف بالتطبيع العربي الاسرائيلي ،لنجد بعدها زيارات متعددة من مشاهير مصرية وعربية الي مدينة القدس فالبرغم من ان مدينة القدسالمحتلة ، مدينة اسلامية ولا ريب في ذلك الا ان الشعب المصرى والعربي لديه حساسية خاصة للغاية من زيارة القدس ، حتي لو كانت مدينة من اعظم المدن في تاريخ العرب الا انه الان ترزح تحت الاحتلال الصهيوني ، فتخيل لو مواطنا عاديا يريد ان يهب الي القدس فلابد ان يزور السفارة الاسرائيلية لتمهر جواز السفر به بالاختام الاسرائيلية " العبرية " والحصول علي تأشيرة خاصة من الدولة العبرية لتمر بأمان وسلام الي المدينة العتيقة . لكن بالرغم من ذلك قامت بعد الشخصيات في الاونة الاخيرة بزيارة القدسالمحتلة بعد شخصيات قامت من قبل في العقود السابقة بزيارة اسرائيل ،مثل الفنان جورج بهجورى التي ذكرت صحيفة هارتس ان زيارته جاءت في اطار مؤتمر تحت عنوان " كاريكاتير من أجل السلام " الذى أقيمت لقاءاته فى مناطق السلطة الفلسطينية وتل أبيب، وهذا المشروع تم بمبادرة من رسام الكاريكاتير الفرنسى "بلانتو" الذى اتفق مع الأمين العام السابق للأمم المتحدة "كوفى عنان"، عقب أزمة الرسومات الدنماركية، على ترتيب مشروع للجمع بين رسامى كاريكاتير من دول مختلفة، وتقام اللقاءات كل مرة فى دولة "يونيو 2008". نجد ايضا ان الفنانة التونسية " هند صبرى " قامت بزيارة الاراضي الفلسطينية في اطار مهرجان خاص في المدن الفلسطينية بغرض رفع الحصار علي الفلسطنيين ، وقد صرحت صبرى حينها ان زيارتها لفلسطين وليست اسرائيل ، واصرت علي انها لم تقم بالتطبيع مع الصهاينة ، ولم تمهر جواز سفرها بالاختام العبرية . في الاونة الاخيرة نجد ان ثلاث حوادث في هذا الشأن ملأت الصحف ووسائل الاعلام ، حيث نجد ان الشيخ " الحبيب علي الجفرى " يزور المسجد الأقصي لنجد ان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يستنكر زيارته الرسمية من الأردن الي القدسالمحتلة . من ناحيته اعتبر د. مروان أبو راس رئيس فرع الاتحاد في فلسطين النائب زيارة الداعية الجفري للمسجد الأقصى المبارك تطبيعًا حقيقيًّا ومقصودًا منه مع الاحتلال الصهيوني، مشددًا على أن هذه الزيارة تُمثِّل خروجًا حقيقيًّا عن صف العلماء المسلمين الذين أكدوا عدم زيارة المسجد الأقصى في ظلِّ الاحتلال، ونظرًا لما يفرضه الاحتلال على الزائرين. ودعا رئيس فرع الاتحاد إلى ضرورة نزع أي صفةٍ حقيقيةٍ عن الجفري لمخالفته الجماعة وزيارته للمسجد الأقصى في وضح النهار تحت حراسة أمنية مشددة صهيونية, مؤكدًا أن فتوى الشيخ يوسف القرضاوي الذي قال بها إن زيارة القدس بتأشيرة صهيونية تطبيع واضح لا غبارَ عليهاحسب قوله . وتحت عنوان " الشوق " الي المسيح يدفع المسيحيين المصريين بخرق التزام الكنيسة القبطية بعدم زيارة القدس ، ذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط ، ان مجموعة من المسحيين المصريين قاموا في عيد القيامة المجيد بزيارة كنيسة المهد ببيت لحم ،وقاموا بالحج هناك بالرغم من الحظر المفروض علي الاقباط من الكنيسة المصرية علي عدم الزيارة في ظل الاحتلال . وقد انتقدت الكنيسة موقف هؤلاء بزيارتهم حتي لو بغرض الحج ، حبث صرح القس ميصائيل، كاهن كنيسة القديسة هيلانة (الجزء المصرى فى كنيسة القيامة بالقدس)، أن الكنيسة رفضت استقبال عدد من المسيحيين المصريين الذى قدموا إلى القدس هذا العام للاحتفال بعيد القيامة المجيد. وتأتي زيارة مفتي الجمهورية الدكتور علي جمعة الي مدينة القدسالشرقية اليوم لتكون اخر سلسلة زيارات العرب الي المدينة التي تعتبر جزءا من الكيان الصهيوني ، وهو ماينفيه مستشار المفتي انه لم يحصل علي تأشيرة اسرائيلية للدخول الي القدس . و في انتظار ردود الفعل المتابين علي زيارة المفتي الذى يعتبر من اكبر العلماء المسلمين في مصر ،يبدو ان الردود ستكون عنيفة حيث دعا عدد من الطلاب والنشطاء على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، إلي القيام بمظاهرة غدا داخل جامعة الأزهر أمام مبنى الإدارة، للمطالبة بإقالة على جمعة مفتى وذلك عقب قيامه بزيارة إلى القدسالمحتلة. ونحن في انتظار الايام القادمة لنتعرف علي ماذا ينتج عن هذه الزيارة الهامة والتي احدثت ردود افعال اولية عنيفة .