اعلنت القاضية وينشي اليزابيث ارنتزن اليوم الاثنين انتهاء الجلسة الاولى من محاكمة اليميني المتطرف انديرس بيرينغ بريفيك الذي قتل 77 شخصا بدم بارد في هجومين في النروج في تموز/يوليو الماضي. وبعد ان استمتعت الى موقف بريفيك من القضية، والمرافعات الافتتاحية للادعاء ومحامي الدفاع ومحامي الضحايا، قالت القاضية ان المحاكمة سترفع حتى الثلاثاء حين سيبدأ بريفيك في الادلاء بشهادته. وقد دفع بريفيك (33 عاما) ببرائته في بداية محاكمته ولم يبد اي ندم على فعلته عندما تلت المدعية قائمة باسماء الاشخاص ال77 الذين قتلهم بدم بارد. وقال امام المحكمة "اعترف بالوقائع لكنني لا اعترف بمسؤوليتي بالمعنى الجنائي. وما قمت به كان دفاعا عن النفس". وبعد اعتقاله قال بريفيك انه ارتكب هذه الهجمات الدامية "ليخلص الامة من خونة" فرطوا في المجتمع النروجي بفتحه على الغزو الاسلامي والتعددية الثقافية. وفور دخوله الى قاعة المحكمة، فكت قيود بريفيك الذي وجه تحية اليمين المتطرف الى الحضور الذي يضم اسر عدد من الضحايا ومن الناجين والصحافيين. وبريفيك الذي كان يرتدي سترة داكنة وقميصا ابيض وربطة عنق ذهبية قدم نفسه ك"كاتب" وقال متوجها الى القضاة "لا اعترف بشرعية المحكمة النروجية". وخلال فترة استراحة اولى لم يقف كما تسري العادة، عند خروج القضاة من القاعة. وبدأت محاكمة المتهم باسوأ مجزرة ارتكبت في النروج منذ الحرب العالمية الثانية في الساعة 9,00 (7,00 تغ) وسط اجراءات امنية مشددة وتغطية اعلامية كبيرة. ويتوقع ان تستمر المحاكمة 10 اسابيع. ومع اعتراف فيها بارتكاب المجزرة تتعلق نقطة التساؤل الاساسية فيها بسلامته قواه العقلية. وشاهد الحضور الذي ضم حوالى 200 شخص، دخول بريفيك الى قاعة المحكمة قبل دقائق من وصول القاضية ارنتزن. وكان ايضا في القاعة اربعة اطباء نفسيين مكلفين مراقبة بريفيك طيلة فترة المحاكمة ومحامو الدفاع والمدعون. وتلت المدعية اينغا بيير اينغ قرار الاتهام واسماء الضحايا الثمانية الذين قضوا في انفجار السيارة المفخخة قرب مقر الحكومة محددة اسباب مقتلهم وواصفة الاضرار المادية الناجمة عن الانفجار. وفي هذه الاثناء لم يرفع بريفيك عينيه وكأنه كان يقرأ وثيقة. ثم تحدثت المدعية عن المجزرة التي وقعت على جزيرة اوتويا حيث قتل بريفيك متنكرا بزي شرطي 69 شابا بدم بارد معظمهم برصاصة في الرأس. وكان معظم الضحايا دون العشرين من العمر. وفي قاعة المحكمة التي سادها صمت لم يسمع سوى صوت المدعية وهي تتلو اسماء الضحايا. وكان افراد من اسر الضحايا يبكون بصمت. ولم يحرك بريفيك ساكنا عندما اعلنت المدعية ان "المتهم ارتكب جرائم خطيرة جدا بمحتوى لم يشهد له مثيل حتى الان في بلدنا في عهدنا الحديث". ولكن عندما بدأ المحامون في عرض شريط فيديو اعده المتهم في يوم الهجوم، انهمرت الدموع من عينيه. وكان الشريط يحتوي على عدد من الصور والرسوم التقريبية لاسلاميين ترافقه موسيقى هادئة. وعند مشاهدته لذلك، اغرورقت عينا بريفيك بالدموع، واحمر وجهه وبدات شفتاه في الارتجاف، ومسح الدموع التي انهمرت على وجهه عدة مرات. ورجح الكثيرون ان لا تكون هذه دموع ندم، بل فخر بما قام به. وقال جون كاير لارس هيستينز عضو جماعة دعم ضحايا الهجمات "اعتقد انه كان يبكي لانه تاثر بما فعله .. ولم يكن ذلك دليل على الندم مطلقا. وانا لا اتعاطف مع رجل فعل ما فعله". والسؤال الاكبر في هذه المحاكمة يتعلق بمسؤولية بريفيك الجنائية بعدما اكد تقرير طبي اولي العام الماضي انه مريض نفسيا في حين اكد تقرير ثان نشر في العاشر من نيسان/ابريل سلامته العقلية. وسيعود الى القضاة الخمسة في محكمة اوسلو البت في هذه المسألة في الحكم الذي يفترض ان يصدر في تموز/يوليو المقبل. ويواجه بريفيك الذي يحاكم بتهمة ارتكاب "اعمال ارهابية" عقوبة السجن 21 عاما في حال ادانته. الا ان سجنه قد يمتد الى ما لا نهاية اذا اعتبر بعد قضاء عقوبته انه ما زال يشكل خطرا على المجتمع او وضعه في مستشفى للامراض العقلية مدى الحياة.