تحولت ترع محافظة سوهاج إلى مقلب لإلقاء القمامة ومقبرة لإلقاء الحيوانات النافقة ، وأيضا قيام سيارات الصرف الصحي بتفريغ حمولاتها بها، مما ينذر بكارثة بيئية وصحية على المدى القريب ، كل هذا دون حراك من المسؤلين ، مما تسبب ذلك فى إصابة الألاف من أهالي المحافظة بلأمراض و الأوبئة . بوابة الفجر رصدت تلك الظاهرة الخطيرة و ألتقت المتضررين وفى البداية يقول كرم مجاهد ، عامل ، لقد بدأت الترعة المقابلة لي بانخفاض كمية المياه التي ترد إليها يوما تلو الأخر ، ونحن ننادي ونخاطب الجهات المعنية بالري من أجل التصرف وإتخاذ اللازم من أجل تطهيرها ولكن دون حراك منهم.
و أضاف أن بعض أهالي القرية استخدموا تلك الترع كمقلب لإلقاء القمامة بها بكل أنواعها وبكل ما تحملة من أمراض قد تنتقل على مر الوقت إلينا نحن البشر ، أو إلى حيواناتنا التي نعيش من انتاجها . وبعيون لا تفارقها الدموع قالت أم أيمن" ربة منزل " منزلي مقابل لترعة نزلة عبدالله بمركز طما ، وحينما نكون جالسين بالمنزل تتطاير إلينا رائحة عفنة لا نكاد نطيقها ، وحينما أسارع لأنظر ما يحدث إذا بسائق سيارة كسح يقوم بتفريغ حمولة السيارة بها على مرأى ومسمع من الجميع ، " ومش بنقدر نتكلم معاه لأننا لما عملنا كدة قالنا وانتوا مالكم روحوا اشتكوني " .
وعن الروائح العفنة التي تمنع المارة من تكملة طريقهم ، والعودة للبحث عن طريق أخر قال " فوزى موسى، طبيب، إننا حال عبرونا على الترعة الكائنة بطريق دارالسلام – أولاد خلف ، نتعثر برائحة الحيوانات النافقة التي ألقاها بعض الأفراد الذين لا يعلمون عاقبة ما يقومون به حيث يمتلئ الهواء بالميكروبات التي نستنشقها فور تفعن الحيوان النافق وصدور روائح كريهه منه ، وبالتالي تسبب لنا عشرات الأمراض دون أي ذنب نقترفه سوى مرورنا بهذا الطريق ، وأيضا ً عن الحيوانات الضالة التي تجذبها الرائحة العفنة فحدث ولا حرج .
و أوضح محمود الشواف ، طبيب ،أن خطورة إلقاء مياه الصرف بالمصارف يؤثر بالسلب على صحة المواطنين ، لأن المصارف تستخدم في نقل مياه الشرب لهم وعلى الرغم من تنقيتها إلا أن نفايات الصرف الصحي تتحلل بعد فترة إلى مواد كربونية وعضوية تأتي بالبكتريا الضارة والحشرات وينبعث منها الروائح الكريهة التي تسبب ضررا شديدا للرئة والجهاز التنفسي وتؤدي للربو وبعد سنوات تسبب الإصابة بسرطان الرئة " أعازنا الله " .
وعن "ترعة العذاب " قال مرعى فوزى ، مزارع ، من قرية الهيشة بسوهاج ، قائلا ً إننا نعيش حالة من الرعب على صغارنا طوال الوقت حيث يتوسط مصرف نجع حسين الكتلة السكنية بالقرية مما يعرضهم لخطر الغرق من جهة ، ومن جهة أخرى استخدمها بعض أهالي القرية كمقلبا للقمامة والنفايات والحيوانات النافقة وتصدر عنه الروائح الكريهة ، وعليه أطلق عليه المواطنون أنفسهم اسم " ترعة العذاب "، إلا أننا توجهنا بالشكوى أكثر من مرة للمسئولين والمطالبة بتغطية الجزء المار بوسط القرية لوقف هذا العذاب "ولكن ودن من طيم وودن من عجين" .
وتابع أشرف حامد ، مدرس ،إن هناك عشرات الأطفال ولدوا مصابين بالعديد من الأمراض منها بالجهاز التنفسي ، بسبب اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الري المستخدمة في ري الأراضي الزراعية وذلك في ترعة نجع أولاد الشيخ بقرية الزارة والحكر الشرقي بقرية الأحايوه ، والحكر الشرقي والغربي بالعسيرات .
وأكد المهندس محمد أبوالفتوح ، وكيل وزارة الري بسوهاج ، أنه سوف يتم دراسة الترع والمصارف التي يتطلب تغطيتها خلال الفترة القادمة بكافة قرى المحافظة ، أضاف أنه يتم بشكل دوري تطهير وصيانة كافة الترع والمصارف وإزالة الحشائش ورفعها بصفه مستمرة منها ، كما أنه سيتم شن حملات لإزالة التعديات على مختلف المجاري المائية والترع والمصارف خلال الفترة القادمة .