تم الكشف عن لائحة ركاب سفينة "تايتنك" التاريخية التى ضمت أسماء عربية كانت مسافرة على متنها وبالكاد ذكرهم العالم عقب مرور 100 عام على هذه الكارثة. وتم التعرف على هذه الجنسيات التى كانت جميعها لبنانية، باستثناء مسافر مصري، ولا نجد ما يشير إليهم بالإضافة الى لائحة الأسماء سوى لقطة في فيلم "تايتنك" الشهير لمخرجه الكندي جيمس كاميرون والذى تم انتاجه1997، وفيها نسمع لكلمة"يللا يللا" تقولها أم بلهجة لبنانية وهي تستعجل ابنتها للفرار من السفينة حين بدأت تغرق. ويرد زوجها مهدئا من روعها "بس بس خلليني شوفلك" وهو مرتبك يقلب صفحات في ممر بالدرك الأسفل من "تايتنك" العملاقة، اذ الدرجة الثالثة. وفي الممر ظهر معه خائفون، بينهم الممثل ليوناردو دي كابريو، وهو يركض ممسكا بيد صديقته الممثلة ، كيت وينسلت في الفيلم ، طبقا لما رايناه فى الفيلم، وبعدها تظهر لقطات حقيقية أيضا لحطامها بعد اكتشافه قبل 27 سنة. وبعد هذه اللقطة التي دامت 6 ثوان فقط من الفيلم الهوليوودي لم نعد نسمع أو نرى ما يذكرنا بعرب "تايتنك" المنسيين، فيما استمر العالم يتذكر ضحاياها الآخرين في كل مناسبة، وذروتها أول مئوية تمر على غرقها هذا الأسبوع. وأكثر من تعرض في لبنان للخسارة بغرق "تايتنك" هي قرية "كفر مشكي" التي خسرت وحدها 13 من أبنائها في الكارثة، طبقا لما قاله رئيس بلديتها خليل السيقلي الذي اكد أن القرية التي لا يزيد سكانها الآن على 500 نسمة "ستقيم قداسا في كنيستها الأحد المقبل عن أرواح قتلاها، وستقف دقيقة صمت إجلالا لهم". وذكر سيقلي أن أكثر من 11 ألفا من أبناء كفر مشكي مغتربون في 5 قارات، منهم ما يزيد على 6000 في أوتاوا بكندا وحدها. كما ستقيم قرية "حردين" في الشمال اللبناني الشيء نفسه أيضا، وفق لما ذكره باخوس سركيس عساف رئيس بلديتها ، الذي روى أن حردين هي ثاني من ابتلى بالفاجعة "فهي فقدت 11 من أبنائها" كما قال. وحكى عساف تفاصيل المشهد المأساوي الذى حدث حين بدأت "تايتنك" تغرق عند ساعات الفجر الأولى، فقال عمن نجا من اللبنانيين الذين كانوا على متنها ان 11 من أبناء القرية تجمعوا في ركن بالسفينة عندما تأكدوا بأن الموت في طريقه لينال منهم. وبعدها ابتلعتهم مياة المحيط وقضوا ضحايا لحلم اغترابي لم يكتمل، وظلوا مع غيرهم من اللبنانيين منسيين، لذلك ذكر عساف أن حردين "التي لا تنسى أبناءها تتمنى لو يتذكرهم لبنان الرسمي ويقيم لهم ولبقية الغرقى ذكرى لمناسبة مرور 100 عام على المأساة. وأغرب ما علمته وسائل الاعلام المهتمة بالقصة وهي تسعى وراء المعلومات عن الغرقى العرب في الكارثة،أن عددا من اللبنانيين تم قتلهم بالرصاص لعدم انصياعهم لأوامر حرس بالسفينة، وقالت ان السبب الرئيسي في مقتل أحدهم كان لأنه حاول الوصول الى قارب نجاة ليحتل مكانا فيه كان يسعى إليه آخر من ركاب الدرجة الأولى. وروت عساف من بنسلفانيا عن لبناني عمره 19 سنة، واسمه ضاهر شديد أبي شديد، من أنه كان يلعب ببندقيته في قريته "عبرين" بالشمال اللبناني، فخرجت منها رصاصة بالخطأ وقتلت فتاة من القرية، فهام على وجهه خوفا من أهلها، ووصل صدى خبره الى عمه، فمده بمبلغ مناسب وطلب منه أن يغادر لبنان ويوجه شطره الى حيث يقيم العم مغتربا في بنسلفانيا. سريعا مضى ضاهر الى مارسيليا في فرنسا، ومنها بالقطار الى ميناء "شيربورج" الذي كان اللبنانيون يبحرون منه الى بلاد الاغتراب، وفيه صعد الى"تايتنك" حين رست هناك لتقلهم قبل أن تعود ثانية الى مرفأ بالجنوب البريطاني لتتوجه منه في أول وآخر رحلة لها الى نيويورك، وعلى الطريق وجد شديد في "تايتنك" ما فر منه في لبنان، ولم يقع نظر عمه عليه الا كجثة عثروا عليها طافية مهترئة.