تفاصيل اللقاءات الامنية بين الاخوان وجهاز المخابرات وجهاز امن الدولة الجماعة تمسكت بمبدا السمع والطاعه العمياء فانشق الشباب يبقى الاخوان بشر عاديين ليسو بملائكة منزهة عن الخطا او الرغبات البشرية كما يروجون عن انفسهم فى النهاية سقطت ورقة التوت عن المظهر الجميل المتماسك والمتلاحم لافراد تلك الجماعه لتكشف عن وجهها القبيح وصراعتها الداخلية وصفقاتها التى تنازلت فيها عن النزاهة والصدق وتغليب المصلحة العامة مقابل مغانم سياسية قد تكون انتصارات لهم وهزائم لمصر والمصريين انتقلت الجماعة من خانة المعارضة الى خانة السلطة فاصبحت لها من يعارضها ويكشف عوارتها ويحكى خباياها ويفتش فى صندوق اسرارها .خرجت من عتمة تضيق النظام التى منحتها صك غفران لكل ممارستها البرجماتية لدى الشارع المصرى الى نور العلانية التى منحته لها ثورة قام بها شباب ففقدت مبرراتها لدى شباب الجماعه فى الانفراد بالقرار والتسلط ومغازلة المجلس لعسكرى وعقد صفقات معه لوجوده فى خانة السلطة الحاكمة الان هذا المبرر المفقود لتصرفات الجماعه جعل هناك من تمرد للشباب على قرارات مكتب الارشاد ومبدا السمع والطاعه العمياء وسلسلة الاستقالات التى لا تنتهى بين صفوف الجماعه ليؤكدوا جنوح الجماعه عن مبادئها الدعوية والدينية قبل السياسية فالحقيقة ان ذلك الجنوح ليس حديثا وانما منذ فترة طويله ولكن ابناء الجماعه غفروه تحت مبرر التضيق والفساد فى النظام السابق الذى منعهم من الممارسة الصحيحة لمبادئهم اما الان فلا مبرر لانتهازية الاخوان وتاتى خطورة معارضى الاخوان انهم ليسوا من قوى اخرى ولكن عنما يكون المعارضون من ابناء الجماعه تكون ضرباتهم اقوى وما يكشفونه اقبح وهو ما جعل الدكتور محمد حبيب النائب الاول للمرشد العام للاخوان لمسلمين سابقا فى حواره مع الاستذ عادل حمودة على قناة السى بى سى يفتح النار على تصرفات الجماعه مؤكدا على ان القيم الاخلاقية والايمانية للجماعه اصابها العوار واصاب قيم قيادات الجماعه ايضا بعد الثورة ليكشف ان الجماعه فقدت كثيرا من رصيد قيادات الجماعه بسبب مواقفها لا اخلاقية اتجاه احداث محمد محمود واستعداء المجلس العسكرى على باقى القوى الثورية فيما عرف بجمعة الوقيعه والاتهامات المتبادلة بالعماله والخيانه واضاف حبيب "ان الصورة الماخوذة عن الجماعه من الخارج غير الصورة الحقيقية من الداخل على ارض الواقع صحيح ان المرشد له مكانته ومنزلته فضلا عن العاطفة التى تجمعه مع باقى افراد الجماعه ولكن فى التحليل الاخير يظل المرشد فرد والقرارات تحدد ها المؤسسية فهناك مكتب ارشاد وهناك مجلس شورى و فى فترات الضغط او التفريق يختزل الامر كله فى مكتب الارشاد " "وفى الوقت الذى كانت فيه السلطة الحاكمة تتميز بالشراسة البوليسية مما جعل الجماعه منكبة على التنظيم والتوحد ووحدة الوعاء ولكن فى الحالة التى قامت فيها الثورة وتناثرت اوراق كثيرة كان من المفترض ان قيادة الجماعة تتكيف وتاقلم نفسها على الوضع الجديد ولكن للاسف تصورت ان قضية السمع والطاعه وثقافة الثقة فى القيادة يجب ان تحظى به كانت تحظى به فى السابق ولكن مع جو الثورة والانطلاق فلا شك ان اثار الثورة تتغلغل وتؤثر بشكل ما او باخر على الافراد وعلى المستويات الدنيا او الوسطى الخ ولكن وجدنا عدم وجود مرونة كافية فى استيعاب او تغير السمع والطاعه فالسمع والطاعه مقابل الشورى فانا لا اقدر على فرض الراى على مجموعه وضعا ما الا بعد التشاور وكان هذا غير متاح ايام النظام بسبب التضيق اما الان بعد الحرية فلابد من الشورى اولا الشباب استطاع ينهى ثقافة الابوة فاصبحنا كلنا اخوة على قدم المساواة ولا يوجد هناك كبير او صغير فكما يوجد ثقافة الثقة فى القيادة فلابد ان يكون هناك ثقافة الثقه فى الافراد وحين لا يجد الشباب هذا يبدا الشباب فى التململ " و بتطبيق ذلك التحليل على موقف شباب الجماعه ازاء قرار مكتب الارشاد بعدم دعم عبد المنعم ابو الفتوح دون الرجوع الى باقى الصف وهو ما جعل شباب الجماعه يضربون بقرارات المكتب عرض الحائط ويجمعون التوكيلات لابو الفتوح وعلق حبيب على ذلك ان "ابو الفتوح لم يخالف ثوابت الفكر او المنهج او القيم وخالف قرارا سياسيا واداريا فاذا كنتم تريدون معاقبته الاكتفاء بتجميد عضويته فمجلس الشورى شهر او شهرين لكن للاسف تم فصل وارادت الجماعه ايصال رسالة للشارع مفادها انهم لا يرغبون فى السلطة من خلال رضهم لترشح ابو الفتوح وفصله ولكن ما وصل للشارع رسالة فى غاية السؤ مفادها " اذا كنتوا تفصلون شخصيات بهذة القامات من جماعتكم فماذا انتم فاعلون بالمعارضه حال وصولكم الى الحكم " حبيب الذى كان احد صقور جماعة الاخوان المسلمين ومدافعا شرسا عنها اعترف للمرة الاولى بصفقات الجماعه مع النظام السابق من خلال جهاز امن الدولة وانه كان يتم عقد جلسات سرية بين قيادات الجهاز وقيادات الجماعه مما يؤكد ان الجماعه رغم ظهورها بصورة المعارض الشرس للنظام لم يكن لديها مانعا من التعاون مع النظام للمشاركة فى مسرحية الديمقراطية المزعومة فقد اكد حبيب عن تلقى مهدى عاكف المرشد العام للجماعه اتصالا فى 2004من احد ظباط المخابرات العامه وقام بزيارته فى منزله وذلك لمحاولة اثناء الاخوان عن المبادرة الاصلاحية التى اعلنوا عنها داخل الجماعه وقال له حسب حبيب " انتوا ايه الى عملتوه ده بالظبط .ده زى ما تكونوا ضربتوا نفسكو بالنار " ولا يوجد تفسير لتلك الزياره الا ان النظام كان محكم السيطرة على الجماعه وتعاملاته معها من خلال تطبيق نظامها الديكتاتورى داخلها والاعتماد على السمع والطاعه دون نقاش وان ذلك البرنامج الاصلاحى المزعوم سيجعل هناك قدر من الديمقراطيه والشفافية داخل الجماعه تجعل من صفقاتها السرية مع الامن امرا صعبا الى حد ما وكشف حبيب عن اجتماع جمع بينه وخيرت الشاطر ومهدى عاكف و اثنين من قيادات الامن بمنزل عاكف وقد طالبو بالغاء الطوارئ وزيادة مساحة الحريات وقد تم تسجل اللقاء ليصل رد لنظام بعدها بايام قلائل فى حملة اعتقالات واسعه لاعضاء الجماعه تضمنت 85 عضوا فى رد واضح وصريح من النظام على المحاولة الاصلاحية داخل الجماعه والتى بالمناسبه كانت ضد رغبة عدد من قيادات الجماعه الذين كانو سعداء بتمثيل دور المعارضه وعن صفقة انتخابات 2005 اكد حبيب انه كان هناك بالفعل صفقه حيث جمعت جلسة بين قيادات الجماعه وحسن عبد الرحمن رئيس جهاز امن الدولة انذاك للتفاوض حول النسبة التى يمكن ان يحصل عليها الاخوان فى البرلمان مقابل عدم ازعاجهم للنظام خاصة فى الاستفتاء والانتخابات الرئاسية وقد قرا الاخوان المشهد بعناية فى ذلك الوقت فالنظام يبغى هندسة الانتخابات بصورة معينه لاعادة رتوش الديمقراطية على المشهد السياسى لتمرير الانتخابات الرئاسية من ناحية واستمالة الولاياتالمتحده من ناحية اخرى ويحكى حبيب انه تم رفع عدد المرشحين الاخوان فى الانتخابات الى 200 مرشح بحيث ينخفض العدد فى المفاوضات الى 180 على الاقل ووصلت المفاوضات الى 161 مرشح لم تكن تلك الصفقة الاخيرة بين الاخوان والنظام فبعد مهزلة انتخابات الشعب والتى تم تزويرها بالكامل حتى لصالح المعارضه جاء وقت صفقة الاخوان والتوريث والتى كان الهدف من ورائها تمرير جمال مبارك كرئيس للجمهورية مقابل الاعتراف بحزب لجماعة الاخوان المسلمين وتخفيف الضغوط الامنية عليها وهو ما لاقى صدى عند بعض القيادات الاخوانية وعن هذة الصفقة كشف حبيب عن لقاء اخر بين القيادات الامنية والقيادات الاخوانية حيث عرضو عليهم عرضا بوضع سياسى واجتماعى الا ان العرض لم يكن يشمل كافة التفاصيل وهو ما رفضته قيادات الجماعه برفض اعطاء موافقة صريحه على توريث جمال بدون عرض واضح المعالم كلام حبيب لا ينفى عقد الصفقة بالفعل .ليس لرفض الجماعه لوريث جمال وانما لان العرض لم يكن مرضى او واضح التفاصيل بشكل كافى للجماعه وقياداتها ما حكاه حبيب وتاريخ الجماعه فى التعامل مع الامن وعقد صفقات تصب فى صالحها السياسى على حساب القوى الاخرى والحقوق السياسية للمصرين انفسهم يجعل وجود سيناريو الصفقة بين المجلس العسكرى والاخوان هو سناريو صحيحا الى حد بعيد وقد اكد حبيب فى حواره على انه قام بتسجيل العديد من التفاصيل حول تجربته كاحد قيادات جماعة الاخوان فى نظام مبارك وانه سيقوم بطباعتها فى مذكرات خاصة به