خرج رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان منتصرا فى الانتخابات المحلية رغم صراعه مع جماعة الداعية الإسلامى الشيخ فتح الله جولن وأحزاب المعارضة، ويرى المراقبون أن فوز أردوغان بنسبة تجاوزت 40% هى بمثابة ضوء أخضر لترشحه لمنصب رئيس الجمهورية حيث تمثل نتائج الانتخابات المحلية استفتاء على شعبيته. فقد تمكن أردوغان من تحويل العملية الانتخابية التى جرت فى ظل جدل وتوتر سياسى مع جماعة جولن وأحزاب المعارضة لصالحه، وذلك بعد أن فاز فى ثلاث انتخابات برلمانية وثلاث محلية واستفتاءين شعبيين خلال 12 عاما، كما تمكن من رفع شعبيته من 38.8% فى انتخابات 2009 المحلية إلى 46.6% فى انتخابات 30 مارس الجارى.
واعتبر المراقبون أن نتائج الانتخابات المحلية ستمهد الطريق لأردوغان للوصول للقصر الجمهورى وأن أغلبية قياديى حزب العدالة والتنمية الحاكم ينظرون لهذه النتائج على أنها بداية جيدة لترشح زعيمهم أردوغان لمنصب الرئاسة بعد أن دحر خصومه فى أحداث متنزه جيزى بارك وقضية الفساد والرشاوى.
وقد يلتقى رئيس الجمهورية عبد الله جول بعد عودته من زيارته الرسمية لدولة الكويت، التى تبدأ غدا الثلاثاء، مع رئيس الوزراء أردوغان لمناقشة ترشحه للرئاسة، حيث سينسحب جول من ترشيح نفسه للقصر الجمهورى فى حال ترشيح أردوغان اسمه لرئاسة الجمهورية مقابل تسلم جول زعامة حزب العدالة والتنمية ورئاسة الوزراء.
كما تتوجه تركيا لانتخابات برلمانية مبكرة فى حال ترشيح أردوغان نفسه للقصر الجمهورى وهناك احتمالات على وضع صندوقين للاقتراعات أمام الناخب التركي، أحدهما لانتخابات الرئاسة والثانى للانتخابات البرلمانية.
وقد يكون هناك خيار آخر وهو توجه تركيا بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية إلى الانتخابات البرلمانية بغرض مشاركة جول فى الانتخابات وحصوله على مقعد برلمانى لإتاحة الفرصة له لتوليه منصب رئاسة الوزراء.
