أعلن رالف ييجر، وزير داخلية ولاية الراين الشمالي فيستفاليا، عن أول مشروع "استباقي" يرمي إلى وقاية المسلمين من تأثير المنظمات الإسلامية المتطرفة. وقال الوزير في العاصمة المحلية دسلدورف إن الجمعيات الاسلامية والمساجد ستشارك في المشروع إلى جانب المنظمات الألمانية المتخصصة مثل دوائر الشباب والعمل ورعاية العائلة. ماجد الخطيب: استشهد الوزير ييجر بتقرير لدائرة حماية الدستور (مديرية الأمن) في ولاية الراين الشمالي فيستفاليا (حوالي 20 مليون نسمة) توقعت فيه من جديد ارتفاع عدد الاسلاميين المتشددين والسلفيين، وتصاعد ميولهم لممارسة العنف في الولاية.
وأطلق الوزير على المشروع اسم: "الدليل- معاً ضد السلفيين الميّالين لممارسة العنف".
وستتألف، بحسب المشروع، لجان مشتركة خاصة تتولى مساعدة المسلمين الشباب وابعادهم عن شبح التطرف.
وذكر الوزير أن المشروع لا يرمي إلى رعاية الشباب المسلم فقط، وإنما إلى ارشاد عوائلهم أيضاً، وتلقيح أصدقائهم أيضًا ضد التشدد الديني.
انطلق المشروع من دسلدورف والعاصمة السابقة بون، ومن مدينة بوخوم العمالية، بانتظار أن يمتد إلى مدن الولاية الأخرى.
وعبر الوزير عن أمله بأن تحتذي الولايات الأخرى بهذا المشروع، وخصوصاً ولاية بادن فورتمبيرج، التي تقدر حماية الدستور عدد السلفيين فيها بنحو 550 فرداً، الكثير منهم ميالون لممارسة العنف.
ويتضمن المشروع انشاء "خط هاتفي ساخن" يؤمن صلة العوائل القلقة على أبنائها مع المختصين بمثل هذه الحالات.
وتوقع رالف ييجر أن تتلقى هذه الجهات 2-3 مكالمات اسبوعياً من عوائل ترغب بالحصول على ارشادات هذه اللجان.
وسبق لحماية الدستور الاتحادية أن حذرت من استمرار سفر السلفيين إلى سوريا، للمشاركة في "الجهاد" هناك، ثم عودتهم إلى ألمانيا أكثر تطرفاً.
وتقدر الدائرة وجود 5500 سلفي في عموم ألمانيا يتركز نحو 1500 منهم في ولاية الراين الشمالي فيستفاليا، وخصوصاً في مدن كولون وبون وآخن.
أمام اجتماع اللجنة الداخلية في برلمان ولاية الراين الشمالي فيستفاليا، تحدث رالف ييجر قبل أيام عن حظر سفر 26 سلفياً حاولوا السفر مؤخرًا إلى سوريا.
واعترف الوزير بأن سبعة منهم نجحوا في بلوغ سوريا، للمشاركة في الحرب الدائرة هناك، رغم المراقبة واجراءات الحظر.
وعلل الوزير هذا الفشل بالقول إن 75% من السلفيين هم من الألمان، أو من حملة الجنسية الألمانية، وينجحون في التحايل على اجراءات الحظر من خلال السفر إلى سوريا عبر بلد ثالث. قبل اجراءات الحظر نجح 110 سلفيين من المقيمين في الولاية بالسفر إلى سوريا للمشاركة في "الجهاد".
ومن المتوقع، بحسب تقدير دائرة حماية الدستور، أن يجري تدريب الملتحقين الألمان في معسكرات تابعة ل"دولة العراق والشام الإسلامية"، وغيرها من المنظمات الإسلامية المتطرفة، بالقرب من حلب.
ويعود هؤلاء "المجاهدون الألمان" إلى ألمانيا وهم أكثر تشدداً، يعانون من صدمة الحروب، وأكثر ميلاً لممارسة أعمال العنف.
سلفيون يصطدمون بمشجعي كرة القدم "النازيين"
وكان نحو 1000 شرطي شاركوا قبل أيام في الفصل بين تظاهرتين إحداهما ليمينيين متطرفين وثانية لسلفيين متشددين خرجت في مدينة مانهايم في ولاية بادن فورتمبيرغ.
وأصيب 6 رجال شرطة بجروح خفيفة نتيجة المواجهة، كما تم اعتقال 15 شخصاً نصفهم من السلفيين الذين تجمعوا من كل أنحاء ألمانيا.
وذكر تقرير للشرطة أن مشجعي كرة القدم اليمينيين كانوا من مشجعي فريقي "فالدهوف مانهايم" و"ف.س كايزرسلاوترن".
وكان السلفيون قد دعوا إلى التظاهرة في مانهايم احتجاجاً على اعتقال السلفي الألماني سفين لاو ( الملقب ابو آدم) وتحدث فيها السلفي المعروف بيير فوغل الذي يخضع لمراقبة دائرة حماية الدستور.
عبرت بعدها الكنيستان الكاثوليكية والبروتستانتية الألمانيتان في ولاية بادن فورتمبيرغ عن قلقهما من الصدامات التي جاءت بالضد من سياسة التسامح المشتركة التي تنتهجها الكنيستان مع ممثلي الجمعيات المسلمة.
واعتبرت السلطات الألمانية هذه الصدامات تعبيراً عن استعداد السلفيين لممارسة العنف.
وسبق أن تمت محاكمة عدة سلفيين مارسوا العنف في تظاهرات سابقة، بينهم سلفي طعن شرطياً في بون، وآخر حاول تجريد شرطي من سلاحه.
أول زواج جهادي ألماني
أكدت شرطة ولاية هيسن قبل اسبوعين خبر زواج الشابة سارة و.(19 سنة) من س. س.(22 سنة) في معسكر بالقرب من مدينة حلب السورية.
واعتبرت الصحافة الألمانية هذا الزواج "أول زواج جهادي ألماني" في سوريا ربما تعقبه زيجات أخرى.
التحقت سارة، من مدرسة في مدينة كونستانس (جنوبألمانيا) بالمجاهدين في سوريا عندما كانت في السابعة عشرة من عمرها.
والتحق امره س. وأخوه اسماعيل بالمجاهدين الألمان في سوريا بعدها بسنة منطلقين من مدينة كولون.
وكانت شرطة المدينة اعتقلت الأخوين بتهمة الاعتداء على شرطي ومحاولة سرقة سلاحه، بهدف ارساله إلى المجاهدين في سوريا، لكن المحكمة اطلقت سراحهما بكفالة حسب قوانين الشباب المخففة.
وذكر الكسندر شتالدر، من شرطة ولاية هيسن، أن سارة تخاطب على الانترنت المزيد من المسلمات الشابات بغية كسبهن إلى الجهاد.
وكتبت مرة إلى صديقاتها تقول "إن على اللبؤات القتال حينما تنام الأسود "(المجاهدين).
واعترف هانز يورغ باستمان، من دائرة حماية الدستور في هيسن، أن دائرته تعرف عن "دزينة من الفتيات تحت سن 19 سنة، التحقن بالمقاتلين في سوريا، ويتلقين التدريبات اللازمة في قواعد سرية بالقرب من حلب".
ولم يستبعد باستمان نشوء "عوائل ألمانية مجاهدة" في سوريا على غرار ما حدث ويحدث في افغانستان بين"المجاهدين والمجاهدات الألمان".
الجدير بالذكر أن هانز فروم، رئيس دائرة حماية الدستور، وصف سياسة دائرته مع السلفيين المتشددين كالآتي: لا نعتبر كل سلفي ارهابياً، لكننا نعرف بتجربتنا أن العديد من الإرهابيين كانوا مرة سلفيين متشددين".