ذكرت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية أن تغيير حكومة حازم الببلاوي يثير الشكوك حول مستقبل مصر ويعتبر مفاجئ لبعض السياسيين. وأشارت المجلة في تقريرها حول إستقالة حكومة الببلاوي، تحت عنوان "الكراسي الموسيقية" إلى أن الإستقالة المفاجئة لحكومة الببلاوى يوم 24 فبراير الحالي، بعد 7 أشهر فقط من توليه المنصب، أصابت بالحيرة ليس فقط المواطنين العاديين ولكن المحللين وبعض الوزراء الذين أعربوا عن حيرتهم من الرحيل المفاجيء، والذى جاء قبل شهور قليلة من الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية والتى ستكون ضرورية للإعلان عن الحكومة الجديدة.
وأضافت المجلة أن البعض اعتبر الإستقالة جزءا من مناورة محكمة لتمهيد الطريق أمام المشير عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع لإعلان ترشحه للرئاسة.
وتابعت أن البعض الآخر اعتبر أن إستقالة الحكومة محاولة لغسل سجلها، خاصة مع تصاعد المظالم والإحباط من إنقطاع الكهرباء، والموجة غير المسبوقة من الإضرابات التى قام بها العمال في القطاع العام، والغضب من شراسة حملة الاعتقالات ضد المعارضين والتى امتدت من الإخوان إلى المعارضين من قطاع الليبراليين.
وأشارت إلى أن الرئيس عدلي منصور لجأ بسرعة إلى إبراهيم محلب وزير الإسكان ليترأس الحكومة الجديدة، وأن محلب قال بوضوح أن معظم الوزراء سيبقون في مناصبهم، ومن بينهم السيسي وزيرا للدفاع ومحمد إبراهيم وزيرا للداخلية.
وأوضحت أن الحكومة الجديدة ستواجه عقبات كثيرة خاصة وأن بعض وجوهها ينتمون إلى نظام الرئيس المخلوع حسنى مبارك، وعلى رأسهم محلب نفسه.
واستشهدت المجلة البريطانية بقول وزير الداخلية أن محلب تعهد بتقديم الدعم اللوجيستي للحرب على الإرهاب، وهو ما اعتبرته المجلة أنه سيسعد المناصرون للتشدد ضد الإخوان، لكن المنتقدين لإبراهيم يرون أن هذه التشدد لن يثمر شيئا.
واختتمت الإيكونوميست تقريرها بالقول إن تردد السيسي في الترشح لانتخابات الرئاسة يؤكد أن الجيش المصري لا يرغب في قيادة دولة لديها مشاكل لا تعد ولا تحصى.