كشفت دراسة حديثة عن أن استراتيجيات التدخل العلاجى ساعدت فى التخفيف من الأثر النفسى على الجنود البريطانيين الذين قضوا ما يقرب من عشر سنوات فى حربى العراقوأفغانستان، وأن صحتهم العقلية أفضل من أقرانهم الأمريكيين، بحسب ما نشرته وكالة رويترز. لكن الدراسة التى أجراها مركز كينجز لبحوث الصحة العسكرية فى كينجز كوليدج بلندن، بعنوان "الأثر النفسى على الجنود البريطانيين فى العراقوأفغانستان"، كشفت أن بعض الجنود البريطانيين لاسيما الاحتياط والجنود الذين شاركوا فى القتال، هم أكثر عرضة فيما يبدو للمرض العقلى عند عودتهم للوطن.
وقالت ديردر مكمانوس التى أشرفت على الدراسة: "بشكل عام ظل أفراد الجيش البريطانى بصحة جيدة نسبيا على الرغم من الضغوط التى تحملوها فى العراقوأفغانستان."
وخلص فريق البحث إلى أن معدلات اضطراب ما بعد الصدمة بين الجنود البريطانيين تتراوح بين 1.30 و4.8 بالمئة، وهى معدلات قريبة من معدل 3 % بين عموم الناس.
وتراوحت معدلات الاضطرابات النفسية الشائعة بين الجنود، مثل القلق والاكتئاب بين 16.7 و19.6 فى المئة، وهى أيضا مماثلة للطبيعى.
لكن معدلات اضطراب ما بعد الصدمة بين الجنود المشاركين فى القتال بشكل مباشر كانت أعلى، إذ بلغت حوالى 7 %، وكان جنود الاحتياط أيضا يبلغون عن الإصابة بالأمراض النفسية الشائعة واضطراب ما بعد الصدمة إذا ذهبوا إلى العراق أو أفغانستان بنسبة تزيد على الضعف. وقال الباحثون: "إن معدلات اضطراب ما بعد الصدمة أقل بكثير بين الجنود البريطانيين من أقرانهم الأمريكيين، ودللوا على ذلك بدراسة جرت فى الآونة الأخيرة تشير إلى أن معدلات اضطراب ما بعد الصدمة بين الجنود الأمريكيين تتراوح بين 21 و29 بالمئة".
لكن الباحثين حذروا من أن الإفراط فى شرب المواد الكحولية مبعث قلق بين القوات البريطانية، إذ أنه يؤثر على جندى بين كل خمسة جنود نظاميين.
وكشفت الدراسة أيضا، أن الجنود العائدين من مناطق الصراع يصبحوا أكثر عدوانية وعنفا، لاسيما القوات القتالية التى تعانى مشاكل فى الصحة العقلية.