تواجه شركة السكك الحديدية الفرنسية احتمال منعها من المشاركة في مناقصة لمشروع في الولاياتالمتحدة بقيمة 4.4 مليارات يورو، بسبب دورها في نقل اليهود إلى معسكرات الاعتقال خلال الحرب العالمية الثانية. اقترح النواب الأميركيون في ولاية ماريلاند مشروع قانون يمكن أن يمنع شركة السكك الحديدية الفرنسية المملوكة للدولة SNCFمن المشاركة في المناقصة للمشروعات العامة على هذا الجانب من المحيط الأطلسي، إلى أن تدفع التعويضات لدورها في نقل اليهود إلى معسكرات الاعتقال خلال المحرقة.
ويسعى اثنان من المشرعين الديمقراطيين إلى دفع الشركة للتعويض ماليًا عن الناجين من المحرقة وعائلاتهم من قبل شركة السكك الحديدية "كيوليس"، المملوكة بغالبيتها لشركة السكك الحديدية الفرنسية SNCF.
هذا هو الشرط الوحيد الذي يجب أن تنفذه الشركة، لتتمكن من المنافسة للحصول على عقد بقيمة 4.4 مليارات يورو على 35 عامًا، لبناء وتشغيل 16 كلم من السكك الحديدية الخفيفة. وقال السناتور جون كارتر كونواي لصحيفة لوموند الفرنسية: "الرفض المستمر من شركة السكك الحديدية الفرنسية لتحمل المسؤولية عن دورها في المحرقة لا يزال يشكل إهانة لضحاياها".
في الحرب العالمية الثانية، نقلت القطارات الفرنسية 76 ألف يهودي وسجين نازي من العام 1942- 1944 إلى الحدود الألمانية، حيث تم نقلهم بعد ذلك إلى معسكرات الموت. وقال رئيس شركة السكك الحديدية الفرنسية في أميركا، ألان ليراي، قال لصحيفة "لوموند" إن الشركة تجري قراءة نقدية لمشروع القانون بحثًاعن "تمييز ممكن" ضدها، من شأنه أن يتيح الفرصة لمصلحة الشركات الأخرى للمشاركة في تقديم العطاءات.
وأعربت شركة السكك الحديدية الفرنسية رسميًا عن ندمها على التعاون مع النازية، وأصرّت على أنها اضطرت لذلك من قبل الألمان، الذين احتلوا فرنسا، وأرغموها على المساعدة على ترحيل اليهود الفرنسيين إلى غرف الغاز. وتشير الشركة إلى أن 2000 موظف من عمّالها أعدموا أيضًا في تلك المرحلة.
السيناتور الأميركي شوك شومر قال: "إن الناجين وأفراد أسر أولئك الذين لقوا حتفهم في المحرقة حاولوا لسنوات طويلة مقاضاة شركة السكك الحديدية الفرنسية، لدورها النشط خلال المحرقة، لكن حتى الآن نجحت الشركة في الاستفادة من الحصانة السيادية الأجنبية والتهرّب من المحاكم في الولاياتالمتحدة الأميركية".
وأضاف: "مشروع القانون الجديد من شأنه أن يساعد الناجين وأفراد أسرهم على مساءلة هذه الشركة في محكمة قانونية، لإرسالها الآلاف من اليهود إلى حتفهم خلال الحرب العالمية الثانية".