القى قداسة البابا المعظم الأنبا تواضروس الثانى، بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، امس الأربعاء، عظته الأسبوعية تحت عنوان "العصيان والتمرد ".
وقال البابا فى عظته ، إن العصيان و التمرد هى صورة من صور الخطية و قصة يونان النبى نجد أن أهم ما فيها ان هذا النبى كسر وصية الله , و كيف تعامل معه الله؟ و كيف تاب شعب نينوى؟ فهو نموذج لانسان وقع فى خطية العصيان و هذه الخطية تقابلها فضيلة الطاعة و الخضوع و الاستماع و التواضع ،ودلل البابا بنماذج عن العصيان .
أولا:- نماذج من الإنجيل فى تاريخ البشرية وعلاقة الانسان بالله.
1 إنسان يتمرد على وصية الله:-
قال قداسة البابا ان اشهر مثال هو آدم الذى لم يسمع للوصية و يهرب فيقول له الله آدم آدم اين انت؟ من الوصية التى كسرتها وأيضا حنانيا و سفيرة كسرا الوصية و كسرا حياة الشركة فى المجتمع المسيحى الاول.
إنسان يتمرد على عطايا الله له:
استشهد البابا بيهوذا الذى اختاره السيد المسيح كسائر التلاميذ و اعطاه نعم كثيرة و شاهد معه المعجزات و كان قريب اليه مع التلاميذ و يكفى انه اخذ لقب تلميذ و لكنه فى نهاية حياته يتمرد و يخرج خارج الدائرة
2 إنسان يعصى أعمال الله :
فى تاريخ بنى اسرائيل فى فترة القضاة تمرد الشعب على صموئيل النبى لماذا لا يكون لنا ملك مثل باقى الشعوب؟ و يجيب صموئيل ان الله هو ملككم و لكنهم يرفضوا و يختاروا ملك و يسقط هذا الملك فى الخطية و نحن كثيرا لا نعترف بهذه الخطية ونتمرد على وصايا الله أو عطايا أو أعماله. "لأنه كما بمعصية الإنسان الواحد جعل الكثيرون خطاة، هكذا أيضا بإطاعة الواحد سيجعل الكثيرون أبرارا" (رو 5: 19) ... و هنا يربط بولس الرسول بين معصية آدم و طاعة السيد المسيح
3 :- فى تاريخ الكنيسة
قال البابا ، "ظهر بين الحين و الاخر انسان يتمرد على الكنيسة و ايمانها و طقوسها، و اشهرهم أريوس و هرطقته التى استمرت عشرات السنين و مقدنيوس و نسطور".
4 :- فى الحياة اليومية
استشهد البابا بالعناد عند الاطفال : و تبدأ عندما يقول الطفل لا ولكن ليس هذا عناد بل هو جذب انتباه
والعناد عند المراهقين : و هى أخطر و تظهر بقوة مع التطور التكنولوجى.
ثانياً : صور للتمرد: -
قال البابا ان التمرد على سلطة الله ظهر فى العالم موجات الحاد غير عادية "قال الجاهل فى قلبه ليس اله" و ظهرت فلسفات منذ مائة عام تمهد لهذا الامر والتى تعلن فيها ان الله له السماء و نحن لنا الارض و نشأ الالحاد الذى ينتشر بكل وسيلة و ظهور طوائف مثل الوجودين و الملحدين.
وعن التمرد على الذات قال قداسته انه يسمى فى علم النفس عدم قبول النفس فيكون الانسان فى خصومة مع نفسه و فى حالة صراع يمكن ان يصل الى مرض نفسى و يؤدى به الى طريق الادمان أو الجريمة أو الاباحيات "اصطلح مع نفسك تصطلح معك السماء و الارض" مار اسحق التمرد على سلطة الاسرة الاسرة التى أوجدها الله فى صورتها الجميلة و لكن يبدأ الانسان فى التمرد على سلطة الاسرة و نسميه بالابن العاق "ايها الاولاد أطيعوا والديكم فى الرب" التمرد على المجتمع شخص أو اشخاص يعملون ضد مجتمع باكمله و يسمى بالخائن لمجتمعه
ثالثاً : كيف نواجه هذه الخطية؟(عناد الانسان و الملحدين)
قال البابا ان طريقة الحوار داخل البيت أو الكنيسة أو المجتمع يجب ان تكون انسانية راقية، لان الحوار فن يدرس، فاذا لم يوجد حوار يوجد شجار, أو الحوار الصامت و هو ما يسمى بالجدار ومثال ذلك حوار السيد المسيح له المجد مع توما الصبر "بصبركم تقتنون أنفسكم" و هى فضيلة اقتناء الذات ومثال ذلك مونيكا مع ابنها اغسطينوس. وسط المحبة المحبة تصنع العجب فاذا تلامس المعاند مع من يحبه سيتغيير تماما و مثال ذلك محبة السيد المسيح لبطرس بعد انكاره .
رابعاً : صوم نينوى استعداد للصوم الكبير :
أضاف البابا فى عظته ان الكنيسة تضع هذه الصورة ( صوم نينوى ) قبل الصوم الكبير باسبوعيين فى صوم 3 أيام مثل الجرس للاستعداد للصوم الكبير. إقرأ سفر يونان فى صوم نينوى و اسال نفسك أين أنت داخل السفر؟ هل أنا مثل يونان أم مثل الحوت أم مثل بحارة السفينة أم مثل اهل نينوى أم مثل اليقطينة أم مثل الدودة الصغيرة أم مثل الشمس. تنبهنا الكنيسة الى هذه الخطية لئلا تكون هذه الخطية مختفية داخل الانسان فتكشفها فترة التوبة و الصوم.