د ب أ بدأ السلفيون فى محافظة صعدة شمال اليمن الاستعداد لمغادرة معقلهم الرئيسى فى منطقة دماج باتجاه محافظة الحديدة غرب البلاد ومناطق أخرى تاركين صعدة للحوثيين، الذين يرون أنهم انتزعوا خنجراً من خاصرتهم وهو معهد دار الحديث السلفى الذى أنشأه زعيم السلفيين فى اليمن الشيخ الراحل مقبل الوادعى، قبل 37 عاماً.
وذكرت صحيفة "السياسة" الكويتية فى عددها الصادر اليوم الاثنين، أن خروج السلفيين من دماج "يأتى إثر موافقة الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى على مطلب زعيم السلفيين الشيخ يحيى الحجورى بإيقاف الحرب ورفع الحوثيين الحصار عن دماج وتبادل جثث القتلى ومنحه مهلة أربعة أيام لخروجه ومن معه من طلاب العلم، بشكل آمن إلى الحديدة وحصوله على ضمانة من عبد الملك الحوثى وهادى بعدم ملاحقته من قبل الحوثى مستقبلاً والتعويض العادل لبناء مساجد وحفر آبار واعتبار قتلى السلفيين شهداء من قبل الدولة والاهتمام بالجرحى".
لكن ممثلى محافظة الحديدة فى مؤتمر الحوار أعلنوا أمس الأحد رفضهم استقبال مهجرى دماج فى منطقة تهامة، وقال عضو الحوار محمد عياش قحيم ، لصحيفة "السياسة"، : "نرفض أن تكون الحديدة صفقة لأى أعمال سياسية أو فرز مناطقى كما نرفض أى محاولة لنقل الحجورى مع أسلحته إلى الحديدة لأن ذلك يعنى جعلها موقعاً للفتن".
من جانبه، قال المتحدث باسم السلفيين سرور الوادعى ل"السياسة" إن :" سكان دماج البالغ عددهم ثلاثة آلاف إضافة إلى 12 ألف طالب فى معهد دار الحديث سيغادرونها ، بعضهم إلى الحديدة ، وبعضهم الآخر إلى مناطق متفرقة فى اليمن".
واعتبر أن خروجهم من دماج بمثابة "إعدام لهم" ، مضيفاً أن "هادى ضحى بدماج مع سكانها وسلمها للحوثيين بعد أن تأخر فى قراره الذى كان يفترض أن يتخذه قبل أن يقتل منا 208 أشخاص ويجرح 650 آخرين".
ورأى أنه "كان الأفضل لهادى بقاء الطلاب الأجانب فى دماج بدلاً من أن ينتشروا فى أرجاء اليمن ويبدأ الثأر لما حصل فى دماج".
من جانبه ، قال القيادى فى حزب "اتحاد الرشاد" السلفى عضو مؤتمر الحوار محمد عيظة شبيبة ل"السياسة" إن" الحجورى خير من قبل ميليشيات الحوثيين بين أمرين إما القتل وإما التهجير بعد أن حاصرته 90 يوماً مع القتل والتدمير فى ظل صمت رسمى وحقوقى وفى ظل صمت الأحزاب السياسية والعالم كله والدولة وقفت مكتوفة الأيدى فاختار التهجير".
ورأى أن "تهجير أبناء اليمن من اليمن فى فترة حكم هادى وصمة عار فى جبين كل اليمنيين، ما يؤسس لفتنة تشطر البلد وجعل كل محافظة لا تتسع إلا لأبنائها كما أن ما تم فى دماج ليس نهاية للمشكلة بل بداية لها".
وأكد أن "التصرفات التى تقوم بها جماعة الحوثي، بإملاءات من إيران تؤسس لتفكيك وتجزئة اليمن كما أن الولاياتالمتحدة يعجبها أن نتقاتل وأن تكون هناك حروب مذهبية وطائفية للسيطرة على الوضع".
فى المقابل ، نفى المتحدث باسم الحوثيين فى مؤتمر الحوار على البخيتى أن يكون الحوثيون أوصلوا السلفيين إلى رفع مطالب استسلامية أو تصفية صعدة من الوجود السلفي.
وقال البخيتى إن "ماتم هو تحرير دماج من قبضة المسلحين الأجانب الذين جروا هذا المعهد السلمى السلفى إلى صراعات مسلحة وبالتالى تم الاتفاق على إخراج هؤلاء المسلحين وسيبقى المعهد سلفياً تحت سيطرة الدولة كما جاء فى تصريحات رئيس اللجنة الرئاسية يحيى منصور أبو اصبع".
