استمرت أجواء الغموض والمراوحة وعدم الحسم تحيط بجهود تشكيل الحكومة اللبنانية وإن لم تبدد هذه الأجواء التفاؤل بإمكانية تشكيل الحكومة المتعسرة منذ أبريل الماضي. وبدا لافتا أنه مما ساهم في تعزيز أجواء الغموض والمراوحة إعلان القوى المسيحية لمواقفها سواء في قوى 14 آذار لاسيما حزب القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع أو في 8 آذار ممثلة في تكتل التغيير والإصلاح برئاسة النائب ميشال عون ساهم نظرا لأن موقفهما لم يكن واضحا بالقبول أو بالرفض بالصيغة المطروحة لتشكيل حكومة على أساس "8-8-8" أي ثلث الحقائب لكل فريق بالتساوي بما فيهم التيار الوسطي.
وفي هذا الإطار،أكدت صحيفة (النهار) اللبنانية أن فريق 14 آذار وضع حدا للتضخيم المقصود أو غير المقصود في إظهاره متهافتا على القبول غير المشروط بصيغة (8-8-8)، فيما وضع العماد عون بدوره حدا لكل ما تردد عن طرحه شروطا بشأن الحقائب الوزارية ولاسيما منها وزارة الطاقة التي يتولى تياره حقيبتها الآن.
وكشفت الصحيفة أن مسار المشاورات لا يزال عند نقطة البدايات التي تحتاج إلى كثير من العمل والبلورة والتعمق بشكل الصيغة الحكومية ومضمونها السياسي المتصل بمسائل شديدة التعقيد.
وقالت إن "بداية التفاوض الرسمية التي تمثلت أمس باجتماع رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة كشفت أن مسار التفاوض أمام محطات أخرى مفصلية يصعب أن تبلغ بسرعة نهاية وشيكة على ما ساد الانطباع قبل هذا الاجتماع".
وأشارت إلى أنه سيتبع اجتماع سليمان مع السنيورة اجتماعات أخرى يعقدها السنيورة مع رئيس الوزراء المكلف تمام سلام للبحث معه في المواضيع التفصيلية باعتباره المعني الأساسي بالتشكيل وكذلك مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ليس بصفته رئيسا للمجلس بل لكونه مفوضا من قوى 8 آذار بالتفاوض.
من جهتها،أوضحت صحيفة (المستقبل) أنه لم يطرأ جديد حاسم على قضية تشكيل الحكومة في الاتصالات واللقاءات التي جرت أمس لكن لم يطرأ أيضا ما يبدد المناخ الإيجابي القائم أو يدفع به إلى التلاشي والتراجع لمصلحة عودة خيار الحكومة الحيادية إلى الواجهة.
بدورها، أكدت صحيفة (الديار) أن الأجواء مازالت في دائرة الإيجابية على صعيد تشكيل الحكومة السياسية الجامعة وما الشروط والشروط المضادة إلا من باب تحسين الحصص.
