شهد المؤتمر الموسع الذي نظمه الاتحاد النوبي العام بأسوان تحت عنوان " حملة إيو لدعم الدستور " حضور محافظ أسوان مصطفي يسري والأديب النوبي حجاج أدول والأديب السيناوي مسعد أبو فجر أعضاء لجنة الخمسين لإعداد الدستور، والشيخ محمد عبد العزيز وكيل مديرية الأوقاف ، بجانب عبد الله مبارك رئيس الاتحاد ، وممثلي الروابط والجمعيات الخيرية ومؤسسات المجتمع المدنى والنقابات المهنية والعمالية والشباب والقوي الثورية والمرأة. وقد أكد المحافظ في كلمته علي أن الجميع مدعوين للمشاركة في الاستفتاء علي الدستور والتصويت " بنعم " خلال يومي 14 ، و 15 يناير للخروج بمصر من هذه المرحلة الانتقالية برؤية شاملة تحقق تطلعات الشعب فى الوصول إلي حياة آمنة وعيشة كريمة ، ومن أجل تحقيق الإنماء والتنمية لهذا الاقليم وتلبية مطالب أبنائه ورد حقوقهم ، وخاصة أهلنا فى النوبة فالدستور الجديد أقر لأول مرة فى المادة ( 236 ) بالتزام الدولة بوضع وتنفيذ مشروعات تعيد سكان النوبة إلى مناطقهم الأصلية وتنميتها خلال عشر سنوات ، لافتاً إلي أن ذلك يثبت للعالم بأنه دستور يؤمن بأن لكل مواطن الحق فى العيش على أرض هذا الوطن فى أمن وأمان ويعكس حرص الدولة على الاهتمام بأهل النوبة باعتبارهم جزءً لا يتجزأ من نسيج المجتمع المصري و عليهم كافة الواجبات ولهم كافة الحقوق ومنها حق الحياة في أي بقعة علي أرض مصر سواءً حول ضفاف البحيرة أو غيرها.
وأضاف مصطفي يسري بأن ثورتي 25 يناير، و30 يونيو لم تكن أبداً انتفاضة شعبية ولكنها صحوة كبرى فى تاريخنا المعاصر عكست توحد الشعب وأبرزت أصالته وقوته وولائه وحسن انتمائه للوطن لتعود بذلك مصر أم الدنيا لبريقها ومجدها العريق الذى كنا ولازلنا نتباهى به أمام العالم أجمع ، ومن أجل الحفاظ علي مكتسبات هذه الثورات العظيمة بعيداً عن الاختلافات السياسية والعقائدية والايدلوجية والفكرية ، مؤكداً علي أن مشروع الدستور الجديد يعتبر الخريطة والمنهاج لإقامة دولة ديمقراطية مدنية وحديثة تشرق فيها شمس الحرية والعدالة الاجتماعية لتلبي طموحات وأحلام المصريين في مستقبل مشرق ملئ بالطموحات والآمال ، وهو الذي لن يتأتى إلا من خلال إرادة شعبية حرة وحوار مجتمعي صادق وشفاف يضمن توافق وطني يحقق ما نصبوا إليه داخلياً وخارجياً .
ومن جانبه أشار حجاج أدول عضو لجنة الخمسين خلال المؤتمر لتدشين حملة "إيو" لدعم الدستور وهي تعني " نعم " في اللغة النوبية علي أننا لا نهدف من إيو للتصويت بنعم للدستور بل لمصر بشكل عام ، وخاصة أنه بدأنا منذ بدء العمل في الدستور المصري بالدعوة من خلال مجموعة شاركت معي للتصويت له بنعم وهي مجموعة " إيو " ونفتخر بأننا أول مجموعة علي مستوي الجمهورية التي دعت لذلك,
واشار إلي أن الجميع يحب أهل النوبة لأننا نعطي القيم الإنسانية والتي نسعي للحفاظ عليها ، وأن عودتنا لأراضينا تهدف لتحقيق الخير للجميع ولمن حولنا ، ونخص بالعودة لنوبيين الشلال الذين يمثلوا بداية للهجرات الأربعة التي تعرض لها النوبيين منذ 115 عاماً ، ومن ثم فالعودة ستكون لكل النوبيين ولكل من يرغب منهم.
وأكد حجاج أدول علي أن باب الحريات والحقوق في دستور مصر الجديد يعتبر من أروع الأبواب في دساتير العالم كلها ، لأنه يهتم بتحقيق الكرامة الإنسانية والتي تعتبر من أهم أهداف ثوراتنا المجيدة عيش ، حرية ، عدالة اجتماعية ، كرامة إنسانية ، ونحن نطالب بالمساواة في الحصول علي حقوقنا مثل أهل السويس الذين عادوا لأراضيهم بعد 8 سنوات فقط.
واشار إلي أننا نسعي للنهوض بالقرية النوبية لتكون لديها من القدرات لتنافس القرية الصينية في التقدم علي سبيل المثال وذلك من خلال الاستعانة بعلمائنا الكبار والعظام ، مع وضع التخطيط الشامل لتحقيق ذلك من خلال إستراتيجية محكمة نستعين فيها بالقيادات والمسئولين الأوفياء مثل محافظ أسوان ، وأن نتحد ونقف يداً واحدة ونعتمد علي العمل الجماعي.
وأعرب حجاج أدول عن اعتزازه بالحضارة النوبية ، وخاصة أن أبناء النوبة قادرون على تحويل المنطقة التي سيعودوا إليها خلف بحيرة ناصر والسد العالى بموجب الدستور إلى دلتا مصر الجديدة حيث سيساهموا فى إضافة الكثير لصالح مصر سواء على المستوى المحلى أو الدولي باعتبار أنهم القوة الناعمة التي ستعتمد عليها مصر مستقبلاً مع دول حوض النيل ودول القارة الإفريقية.
واوضح أننا نسعي لعودة دائرة نصر النوبة في الانتخابات البرلمانية ، ولكن لابد أن نعتمد علي الكفاءات أصحاب الخبرات ليكونوا ممثلين لنا في البرلمان حتي يتم تحويل المادة الموجودة في الدستور إلى أمر واقع من خلال إصدار تشريعات قانونية خلال البرلمان القادم تحدد عملية عودة النوبيين ، لأن الفترة القادمة تحتاج إلي الكثير من العقل والحكمة والتفاهم فيما بيننا حتي يكون الخير لمصر كلها.
وفي نفس السياق، أكد مسعد أبو فجر الناشط السياسي السيناوي علي أن الدستور الجديد أعطي للمواطن المصري من الحقوق التي يجب أن نسلم بها ، وقد كان هناك 5 تحديات أمام لجنة الخمسين تمثلت في المرأة والشباب والتركيبات الثقافية والتعددية والتميز، وقد بدأنا بالتميز حيث تم تجريمه ، وأن أهالي النوبة وسيناء على حد سواء عانوا كثيراً من التهميش خلال الأنظمة المصرية المتعاقبة وان إقرار الدولة لحقوقهم خلال الدستور الحالي هو اعتراف بحقوقهم على الوطن.
وتابع: شددنا بألا يكون هناك أي نوع من أنواع التميز بين أبناء الشعب المصري سواء علي أساس اللون أو العرق ، فيما تم تخصيص مادة للتركيبات الثقافية ، أما المرأة فقد أعطينا لها الحقوق الكثيرة ، وألزمنا الحكومة بأن يكون لها نسبة في المجالس المحلية تميهداً لوصولها لمجلس الشعب ، وأشار أبو فجر إلي أن الدستور الجديد اهتم بالتعليم والصحة ، لأنه لن ينعم شعب بالنجاح إلا من خلال تواجده في مجتمع صحي ومتعلم ، ولذا خصصنا في الدستور نسبة للصحة والتعليم ، والبحث العلمي للانطلاق نحو المستقبل ، وتحقيق أهداف ثوراتنا العظيمة.
وأكد علي أن الدستور الجديد يعتبر من أفضل الدساتير التي تهدف إلي الوصول لدولة المواطن، وأتصور أن نقول نعم للدستور وننظر للمستقبل ونخترق كافة الحواجز ، وخاصة أنه يحمل مبدأ واحد يكفي للتصديق عليه وهو أن هذا الدستور لا يخلق علي الإطلاق ديكتاتوراً ، وأن هذا الدستور يؤسس لدولة ديمقراطية سليمة تحقق أهداف ثورتي 25 يناير و30 يونيو ، وبذلك فنحن قد صنعنا النصر الأول لهذه الثورات المجيدة.
وتخلل الحفل تقديم عروض ورقصات وتبلوهات فنية لفرقة توشكي للفنون الشعبية، بجانب فقرة غنائية للفنان النوبي عز الدين ، وكذا مقتطفات شعرية للشاعر عبد الصبور عبد الستار، كما قام المحافظ وحجاج أدول بتكريم عدد من أعضاء الاتحاد النوبي العام وتسليمهم شهادات تقدير لدورهم في خدمة المجتمع المحلي.
