رصد التقرير الأسبوعي لمؤسسة "حرية الفكر والتعبير" أسبوعا جديدا لا يقل سوءا عن سابقيه على الجامعات المصرية، حيث شهدت جامعات "الأزهر، الزقازيق، عين شمس، المنوفية" اشتباكات واسعة بين الطلاب وقوات الشرطة، أدت لسقوط قتيلين بجامعة الأزهر ومئات المصابين وعشرات المعتقلين. وأكد التقرير على ان "جامعة الأزهر" قد شهدت هذا الأسبوع وفاة اثنين من طلابها، بعد اشتباكات دامية استمرت على مدار ثلاثة أيام دون توقف بين الطلاب وقوات الشرطة، ليأتي "خالد الحداد"، و"عبد اللطيف خليفة" بعد "عبد الغني حمودة" ضحية "طب الأزهر" في أقل من 40 يوما, ويتركون خلفهم رسالة مفادها أن حياة طلاب جامعة الأزهر أصبحت في خطر داهم إذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه دون تدخل يحمي أرواح هؤلاء الطلاب من بين رحى الصراع الدموي الدائر بين السلطة وجماعة الإخوان المسلمين في مصر اليوم.
وقالت المنظمة ان التقرير يشمل قرار إدارة جامعة الزقازيق بإلغاء أولى امتحانات نصف العام، بقسم التشييد بكلية الهندسة جامعة الزقازيق، وتأجيله إلى الأسبوع القادم بسبب محاصرة مجهولين للكلية، وإطلاق الشرطة لقنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة داخل حرم الكلية، والقبض على عدد من طلاب الكلية.
في السياق نفسه، أصدرت إدارة جامعة الزقازيق، قرارا بتجميد نشاط أسر الإخوان بالجامعة وإغلاق مقارها، وبناء على هذا القرار قد تم إغلاق مقر "أسرة الفجر" بكلية الطب، “أسرة الأمل” بكلية التربية، “أسرة التاريخ والحضارة” بكلية الآداب، و”أسرة ابن سينا” بكلية العلوم، بينما اقتحمت الشرطة كلًا من مقر “أسرة التاريخ والحضارة” و”أسرة الأمل” بكليتي الآداب والتربية، وقامت بتفتيش المقار والاستيلاء على بعض محتوياتها؛ من مستندات وأوراق خاصة بالأسر، يأتي ذلك على خلفية قرار المجلس الأعلى للجامعات -الصادر الخميس 26 ديسمبر- بمنع فعاليات وأنشطة طلاب الإخوان المسلمين داخل الجامعات، وفقًا لقرار مجلس الوزراء باعتبار جماعة الإخوان المسلمين “جماعة إرهابية”.
ورصد التقرير تكرار مشاهد اقتحام مجهولين لحرم الجامعة والتعدي على الطلاب، حيث شهدت جامعات الزقازيقوالمنوفية اعتداء مجهولين بزي مدني على الطلاب داخل الحرم الجامعي، مما أدى لإصابة العديد من الطلاب،وذلك دون تدخل من أفراد الأمن الإداري أو قوات الشرطة المتواجدة على أبواب الجامعة.
كما شهدت جامعات المنصورةوالمنوفية اقتحام قوات الشرطة لمنازل الطالبين، «مصطفى منير» رئيس اتحاد طلاب جامعة المنصورة وعضو المكتب التنفيذي لاتحاد طلاب مصر، وكذلك «أحمد فتحي السروي» الطالب بكلية الطب جامعة المنوفية. وأشار التقرير ان "جابر نصار" رئيس جامعة القاهرة ورئيس لجنة تعديل قانون تنظيم الجامعات، قد أعلن يوم السبت الموافق 28 ديسمبر، الانتهاء من تعديلات القانون خلال أيام، وأكد أنه سيتم إرسال التعديلات إلى المجلس الأعلى للجامعات فور الانتهاء منها، والمواد الخاصة بالتعديلات تتضمن إضافة مواد متعلقة بالإرهاب، وتهديد المنشآت الجامعية والحياة العامة للطلاب، وتعديل مواد مجالس التأديب للطلاب، وأعضاء هيئات التدريس.
وأضاف أن التعديلات تتضمن إقرار الإجراءات الرادعة، لأن القانون الحالي منذ 1972، ومواده لا تكفل الردع، والجزاءات تأخذ مراحل طويلة وغير مجدية.
يذكر أن "حرية الفكر والتعبير"، قد نشرت ملفا موثقا ببيانات الطلاب المحتجزين، وطالبت بتمكينهم من حضور الامتحانات، وفي هذا الإطار سلّمت المؤسسة نسخة من الملف للنائب العام، وطالبته بأن تتخذ النيابة العامة الإجراءات اللازمة لتمكين الطلاب قيد التحقيقات، والذين تبلغ نسبتهم 37% من إجمالي الطلاب المحتجزين، من حضور الامتحانات، كما طالبته بالعمل على الإفصاح الدوري والمنتظم عن المعلومات التي تتعلق بالطلبة الذين يتم إلقاء القبض عليهم، وإجراء التحقيقات معهم، نظرا إلى أن عدم الإفصاح عن هذه المعلومات قد يترتب عليه تهديد مستقبل الطلاب، وذلك لعدم تمكنهم من حضور امتحاناتهم.
كما أكدت المنظمة أن ما تشهده الجامعات المصرية اليوم من تطورات بالغة الخطورة على عناصر المجتمع الجامعي كافة، تستوجب تدخل سياسي حاسم وفوري، يحفظ حياة وأرواح الطلاب في المقام الأول، وإن استدعى هذا وقف الامتحانات؛ خاصة بجامعة الأزهر لما تشهده من تطورات تمثل خطرا حقيقيا على سلامة حياة طلابها، وتطالب المؤسسة كل المسئولين عن اتخاذ القرار بتحمل مسئوليتهم تجاه ذلك، فالقادم ينذر بالأسوأ.