كشفت أزمة اختفاء مستحضر ال "بروتامين" المعالج لمرضى القلب المفتوح، فضيحة وزارة الصحة الى تكتفى بالتصريحات المسكنة لآلام المرضى، حيث واصل المستحضر اختفاءه رغم تأكيدات مسئولو الوزارة بأنه متواجد بالصيدليات، فى حين لم يجد المرضى سوى الشكوى والإنتظار لحين انفراج الأزمة. "الفجر" تكشف استمرار اختفاء أصناف علاجية كثيرة، خاصة مرضى الكبد والضغط والسكر، مع رصد لموقف كلاً من الشركات ونقابة الصيادلة ووزارة الصحة.
ففى الشهور الأخيرة تلاحظ اختفاء نحو 470 صنف دوائى من الصيدليات ولأدوية هامة تعالج أمراض الضغط والسكر والقلب والحساسية، الغريب فى الأمر هو عدم افصاح الشركات المنتجة لتلك الأصناف عن أسباب الإختفاء، ربما خوفاً على صورتها الذهنية لدى المريض المصرى ومنعاً لإهتزاز الثقة بها.
تتصدر هذه القائمة شركات عريقة فى السوق المصرى مثل طيبة للأدوية والصناعات الكيماوية والنيل ومصر وممفيس ودلتا فارما.
فى البداية استنكرت نقابة الصيادلة استمرار اختفاء الأدوية الهامة دون توفير البدائل المناسبة سواء من حيث السعر أو الكفاءة فى المادة الفعالة، مشيرة الى وجود مشكلات كبيرة لدى الشركات المنتجة تتمثل فى أزمة فتح الإعتمادات لإستيراد المواد الخام،وبالتالى عدم انتاج بعض المستحضرات.
وأضافت النقابة في احدث تقاريرها، انها أعدت نحو 470 صنف دوائى غير متوافر بالأسواق منذ فترة طويلة، متوقعةً تقلصها إلى النصف تقريباً خلال الشهر الجارى خاصةً مع اهتمام وزيرة الصحة بتوفير كافة الأدوية فى الصيدليات والحفاظ على مخزون استراتيجى آمن لدى الشركات الحكومية والخاصة.
رؤساء الشركات والصيادلة وضعوا من جانبهم سيناريوهات الإختفاء ودور وزارة الصحة فى مواجهة الأزمة. تقول السيدة عبدالرحمن رئيس مجلس إدارة شركة ممفيس للأدوية أن منتج (برمبران أمبول) كانت تنتجه الشركة بتصريح من سانوفى أفنتس العالمية,وفقاً لعقد تصنيع مبرم بين الجانبين,لكن الأخيرة قامت منذ ما يقرب من العامين بفسخ هذا التعاقد وسحب المنتج من السوق كى يقوم فرع الشركة فى مصر(سانوفى أفنتس- مصر) بإنتاجه, نافيةً أن تكون الشركة قد سعت لرفع أسعار أى منتج دون علم وزارة الصحة.
فى حين أرجع أسامة عباس رئيس مجلس إدارة شركة أوركيديا السبب لوجود عمليات تحديث وتطوير فى خطوط الإنتاج لدى كثير من الشركات والتى تستغرق فى كثير من الأحيان مدة تتجاوز ال 6 شهور حتى يصبح الخط جاهزاً لدخول مرحلة الإنتاج بعد إجراء التجارب المطلوبة عليه بعد التحديث,وهذا التطوير يبقى ضرورياً كل فترة ويعد بمثابة "روح" الشركات لإستمرار الإنتاج وزيادة معدل المبيعات.