ذكرت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية اليوم الاثنين أن الرئيس السوري بشار الأسد والذي وصفته "بالديكتاتور العصري " أثبت أنه "تلميذ نجيب لاستراتيجيات والده حافظ الأسد في القسوة وأن ما يجعله أكثر خطورة عن والده هو أنه يفتقر إلى قوة الشخصية وعنصري الخبرة والثقة بالنفس التى تمتع بهما والده". وأضافت الصحيفة - في سياق تعليق أوردته على موقعها على شبكة الإنترنت - "أن المجازر التي يرتكبها نظام بشار الأسد بالتصوير البطىء الآن في مختلف أنحاء سوريا تعيد إلى الأذهان مأساة مدينة حماة السورية في عام 1982 حيث قتل ما يقرب من 20 ألف سوري بعد قصف بشار الأب للمدينة" ، حسب قولها . ورأت الصحيفة أن رسائل البريد الإلكتروني للرئيس الأسد التي انفردت صحيفة (الجارديان) البريطانية بنشرها قد أظهرت أنه في الوقت الذي تواصل فيه قوات الأسد قصفها لأحياء سكنية ، يعكف هو على سماع موسيقاه المفضلة على برنامج (أي تونز) وإرسال الأغاني إلى زوجته .. مشيرة إلى أنه في حال ثبتت صحة تلك الرسائل ، فيبدو أن الأسد غير مهتم فعليا بإجراء الإصلاحلات التي أعلن عنها في بلاده. وأردفت الصحيفة قائلة "إن شخصية الرئيس الأسد لطالما أربكت السوريين والأجانب على حد سواء " .. موضحة أن الكثيرين ظنوا طيلة أعوام طويلة بعد تولي الأسد الحكم بعد وفاة والده عام 2000 أن الابن الذي تخصص في دراسة طب العيون في العاصمة البريطانية لندن سيكون زعيما إصلاحيا متحررا وواسع الأفق وأن العقبة التي تقف حائلا دون إدراك تلك المسيرة هم المتشددون في هيكل النظام السوري ، بحسب ما اعتقد وذكرت الصحيفة البريطانية (فاينانشيال تايمز) أنه بعد مرور بضعة أشهر على اندلاع انتفاضة الشعب السوري ضد حكم الأسد في مارس الماضي أبقى كثير من السوريين على آمالهم في حدوث تحول كبير يكون بمثابة معجزة في مسيرة الأسد وأنه ربما قد تكون تلك الانتفاضة فرصة سانحة أمامه لإقصاء ما أسمتهم الصحيفة "الرجال الأشرار" في نظامه من بينهم شقيقه ماهر الأسد . وأضافت الصحيفةالبريطانية أن الخبراء الذين اطلعوا على رسائل الأسد الإلكترونية وأعطوها نظرة متفحصة ، أقروا بأن الأسد ديكتاتور لكن ليس بالمعني التقليدي . وأشارت إلى رأى جيمس فالون أحد علماء الأعصاب الأمريكيين فى هذا الصدد حيث قال "إن الأسد يشترك مع بعض الطغاة الآخرين في عدة خصائص مثل :الافتقار إلى التعاطف الإنساني والرغبة في أن يتملقه كل المحيطين به "..غير أن العالم الأمريكي لم يجد الأسد ديكتاتورا بالمعنى الحرفي أي أن شخصيته تفتقر إلى نزعة السادية ، ووصفه بأنه "طاغية مراهق مثير للشفقة ..وزعيم ضعيف وشخصية يؤسف لها" . وقال البروفيسور "جيرولد بوست" أستاذ في الطب النفسي السياسي بجامعة واشنطن "إنه على الرغم من عدم التواصل الذي يبديه الرئيس الأسد مع الأزمة التي تشهدها بلاده غير أنه يبدو أكثر استجابة عن العقيد الليبي السابق معمر القذافي "..معللاً ذلك بالخلفية التي أتى منها الرئيس الأسد فهو لم يولد زعيما .. ولم يقدر له أن يكون خليفة والده في رئاسة سوريا إلا بعد مقتل شقيقه باسل،الوريث المفترض، في حادث سير".