رئيس جامعة عين شمس يشهد رفع وتحية العلم خلال استقبال العام الجامعي 2024-2025    بدء تسكين طلاب جامعة القاهرة بالمدن الجامعية وفق الجداول الزمنية    اعتماد "تربية كفر الشيخ" من هيئة ضمان جودة التعليم    سعر اليورو اليوم السبت 28-9-2024 في البنوك    رئيس الوزراء يتفقد مشروع الفندق الجبلي المطل على دير سانت كاترين    مجلس الشباب المصري يختتم فعاليات برنامج «تعزيز القدرات الاقتصادية لصناع القرار»    محافظ الفيوم يتابع أعمال تنفيذ برنامج توسعات الصرف الصحي بعدد من القرى ضمن مشروع القرض الأوروبي    رئيس الوزراء الفرنسي: الوضع في لبنان خطير للغاية    «خامنئي»: لبنان سيجعل إسرائيل تندم على أفعالها    تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت    تشكيل مانشستر سيتي ضد نيوكاسل يونايتد في الدوري الإنجليزي.. هالاند يقود الهجوم    بعد التتويج بالسوبر الإفريقي.. الزمالك راحة من التدريبات 7 أيام    وزير الشباب والرياضة يفتتح أعمال تطوير الملعب الخماسي بمركز شباب «أحمد عرابى» في الزقازيق    الأمير أباظة يكشف عن أعضاء لجان تحكيم مسابقات الدورة 40 من مهرجان الإسكندرية    سفير الصومال: إرسال مصر قافلة طبية إلى بلادنا يعكس موقفها الثابت بدعمنا في شتى المجالات    مرض السكري: أسبابه، أنواعه، وعلاجه    الضرائب: إتاحة 62 إتفاقية تجنب إزدواج ضريبى على الموقع الإلكتروني    رئيس الوزراء يتفقد أعمال تطوير مطار سانت كاترين الدولي    لإحياء ذكرى وفاته ال54.. توافد العشرات على ضريح الزعيم الراحل جمال عبد الناصر    ضبط قضايا إتجار بالنقد الأجنبي بقيمة 18 مليون جنيه خلال 24 ساعة    بقيم درجات حرارة أعلى.. الأرصاد تكشف حالة الطقس المتوقعة خلال الأيام المقبلة (تفاصيل)    وزير الإسكان يتابع استعدادات فصل الشتاء ب5 مدن جديدة    «أمن المنافذ»: ضبط 289 مخالفة مرورية وتنفذ 301 حكمًا قضائيًا خلال 24 ساعة    برلماني: التحول إلى الدعم النقدي يعزز الحماية الاجتماعية ويقلل منافذ الفساد    كانت دائما بتراضيني.. آخر ما قاله إسماعيل فرغلي عن زوجته قبل وفاتها    حكيم يشعل المنيا الجديدة باحتفالية ضخمة بمشاركة فريق مسار اجباري (التفاصيل والصور الكاملة)    الثقافة تحتفل باليوم العالمي للسلام مع أطفال الأسمرات بمركز الحضارة والإبداع    في اليوم العالمي للمُسنِّين.. الإفتاء: الإسلام وضعهم في مكانة خاصة وحثَّ على رعايتهم    علي جمعة: سيدنا النبي هو أسوتنا إلى الله وينبغي على المؤمن أن يقوم تجاهه بثلاثة أشياء    بعد واقعة النزلات المعوية.. شيخ الأزهر يوجه ب 10 شاحنات محملة بمياه الشرب النقية لأهل أسوان    رئيس جهاز السويس الجديدة تبحث مع مستثمري منطقة عتاقة تنفيذ السياج الشجري بطول 7 كيلو    شهداء وجرحى بقصف إسرائيلي على النصيرات والمغازي    وكيل صحة البحيرة يزور مركز طب الأسرة بالنجاح| صور    وزير التعليم العالي يتفقد جامعة حلوان ويطمئن على انتظام الدراسة    ضبط 4 متهمين بالحفر والتنقيب عن الآثار في القاهرة    جيش الاحتلال الإسرائيلي يعترض صاروخا بالستيا جديدا أُطلق من لبنان    الاثنين.. القومي للسينما يعرض فيلم الطير المسافر في نقابة الصحفيين    رانيا فريد شوقي وحورية فرغلي تهنئان الزمالك بحصد السوبر الإفريقي    "عمر كمال ورامي ربيعة الأعلى".. تقييمات لاعبي الأهلي بالأرقام خلال مباراة الزمالك في السوبر الأفريق    «الزراعة»: مصر لديها إمكانيات طبية وبشرية للقضاء على مرض السعار    رئيس هيئة الدواء: أزمة النقص الدوائي تنتهي خلال أسابيع ونتبنى استراتيجية للتسعيرة العادلة    «الداخلية» تحرر 508 مخالفة «عدم ارتداء الخوذة» وتسحب 1341 رخصة بسبب «الملصق الإلكتروني»    وزير خارجية الصين يشيد بدور مصر المحوري على الصعيدين الإقليمي والدولي    وزير الخارجية والهجرة يلتقي مع وزيرة خارجية جمهورية الكونغو الديموقراطية    تشكيل أرسنال المتوقع أمام ليستر سيتي.. تروسارد يقود الهجوم    الرئيس الإيراني يدين الهجمات الإسرائيلية على بيروت ويعتبرها "جريمة حرب" آثمة    أوستن: لا علم للولايات المتحدة بيما يجري بالضاحية الجنوبية لبيروت    مقتل شخص في مشاجرة بسبب خلافات سابقة بالغربية    سعر الفراخ اليوم السبت 28 سبتمبر 2024.. قيمة الكيلو بعد آخر تحديث ل بورصة الدواجن؟    اليوم.. محاكمة سعد الصغير بتهمة سب وقذف طليقته    أمين الفتوى: حصن نفسك بهذا الأمر ولا تذهب إلى السحرة    مواقف مؤثرة بين إسماعيل فرغلي وزوجته الراحلة.. أبكته على الهواء    برج القوس.. حظك اليوم السبت 28 سبتمبر 2024: لديك استعداد للتخلي عن حبك    كولر: لم نستغل الفرص أمام الزمالك.. والخسارة واردة في كرة القدم    وزير الخارجية يتفقد القنصلية المصرية في نيويورك ويلتقي بعض ممثلي الجالية    ستوري نجوم كرة القدم.. احتفال لاعبي الزمالك بالسوبر.. بيلينجهام وزيدان.. تحية الونش للجماهير    فتوح أحمد: الزمالك استحق اللقب.. والروح القتالية سبب الفوز    علي جمعة: من المستحب الدعاء بكثرة للميت يوم الجمعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد الباز يكتب : صراع الجنرالات الأربعة على كرسى الرئيس
نشر في الفجر يوم 29 - 09 - 2013


رغم أن الشعب خرج من الأساس للبحث عن رئيس مدنى

من بين اللعنات التى تركها محمد مرسى وراءه – وهى لعنات كثيرة بالمناسبة – أنه جعل المصريين يصلون إلى درجة اليأس من أى مدنى يمكن أن يحلم بمنصب الرئيس، ظل يردد هو ومن اتبعوه بإساءة إلى يوم الدين.. أنه أول رئيس مدنى منتخب، حتى أصبح الرئيس المدنى سبة، فمعنى أنه رئيس مدنى أنه فاشل وغير قادر على اتخاذ قرار، والأهم من ذلك أن الأجهزة الأمنية ما ظهر منها وما بطن لن تتعاون معه، لأنه ليس من المعقول أن تسلم هذه الأجهزة بكل ما لديها لرئيس لا يعرف عنها ولا يجيد التعامل معها.

وقد تكون هذه اللعنة تحديدا هى التى جعلت كل المدنيين الحالمين بمنصب الرئيس – وهم كثيرون – يتوارون هربا من عاصفة الغبار التى تظلل المشهد السياسى فى مصر الآن، بل لم يكن غريبا أن يسارع بعض المرشحين المدنيين الذين خاضوا انتخابات الرئاسة فى 2011، إلى إعلان تأييدهم التام للفريق أول عبد الفتاح السيسى، بل وإعلانهم أنه الأحق بالمنصب.. فعلها حمدين صباحى وعمرو موسى، ومؤكد أن أى مدنى الآن لن يستطيع أن يجاهر برغبته فى خوض انتخابات الرئاسة.. بل سيؤثر السلامة ويرشح من جانبه الفريق أول عبد الفتاح السيسى، فالجميع يعرف أن الهوى المصرى الآن أصبح مع السيسى وحده.

لكن فى الوقت الذى يتوارى فيه المدنيون عن المشهد، ويؤثرون السلامة، نجد صراعا مكتوما بين الجنرالات، بما يوحى بأن القرار صدر وبشكل نهائى بأن يكون رئيس مصر القادم عسكرياً.. البعض يخفف من وطأة ما سوف يجرى، ويقول إنه سيكون من خلفية عسكرية.. أى أنه لن يخرج من الجيش رأسا إلى كرسى الرئاسة.. فى إشارة إلى أن الفريق أول عبد الفتاح السيسى لو أراد أن يرشح نفسه.. فإنه سوف يتقدم باستقالته، وبعدها يسير فى الطريق المرسوم لأى مرشح رئاسى.. هذا رغم أن كل الإشارات التى تأتى من ناحية السيسى تشير إلى أنه لا يريدها ولا يفكر فيها.. رغم أنه لم يصرح بذلك صراحة، بل يترك من حوله يسربون عنها الأخبار، وهو ما يتناقض مع الحركات الشعبية المحمومة التى تسعى إلى ما يشبه إجبار الرجل على الترشح.

صراع الجنرالات – وهم حتى الآن أربعة كبار – يشير إلى أننا يمكن أن نشهد خلال الأسابيع المقبلة معارك يكون فيها الضرب تحت الحزام مؤلماً جدا، ولن يكون بعيدا أن نشهد عمليات تصفية معنوية للبعض بهدف إبعاده عن المنافسة الرئاسية تماما.. وقد يكون فى هذه التقارير بعض مما يجرى، وإشارات لما يمكن أن يجرى.


السيسى يعنّف المتحدث الرسمى بسبب تصريحاته عن المشاعر الشعبية

كان العقيد أركان حرب أحمد محمد على المتحدث العسكرى يتحدث إلى راندا أبو العزم فى لقاء تليفزيونى خاص بثته قناة العربية، وتطرق الحوار إلى الفريق السيسى، فسارع على ليقول إن الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع نفى أكثر من مرة نيته الترشح لرئاسة الجمهورية. وقد يكون المتحدث العسكرى قرأ فى عينى راندا استغرابا بسبب ما يجرى فى الشارع من حملات دعوة وتأييد للسيسى من أجل الترشح فى الانتخابات الرئاسة، فسارع إليها واصفا قيام البعض بجمع توقيعات لمطالبته بالترشح بأنها مشاعر شعبية لا يمكن منعها.

اعتقد المتحدث العسكرى أنه بذلك أدى كل ما عليه.. فقد أكد نفى الفريق أول عبد الفتاح السيسى نيته الترشح للرئاسة، لكن ما قاله عن المشاعر الشعبية التى لا يمكن منعها لم يعجب الفريق السيسى، وقام بتعنيف أحمد محمد على بشدة، فالإشارة من بعيد إلى المشاعر الشعبية التى لا يمكن منعها، قد يفهم منها أن هناك موافقة عليها أو مباركة لها، وهو ما لا يريده السيسى حتى على هذا المستوى.

أحمد على اضطر بسبب ثورة السيسى عليه أن يبذل مجهودا مضاعفا من خلال بعض الاتصالات، التى طلب خلالها على استحياء ألا تتناول البرامج الفضائية أو الصحف ما يتردد فى الشارع عن رغبة قطاعات عريضة من الشارع المصرى أن يكون الرجل الذى أنقذ مصر من الإخوان هو الرئيس القادم.

ليس أمامنا إلا أن نصدق الفريق أول عبد الفتاح السيسى فى رغبته ونفى المقربين منه أنه لا يفكر فى الترشح للرئاسة، ولا يريد المنصب، لكننا فى الوقت نفسه لا نستطيع أن نتجاهل أن الضغط المتزايد على الفريق أول عبد الفتاح السيسى يمكن أن يجعله يرضخ.. ثم إن هناك من يرى أن الأمر ليس إلا مسألة وقت.. ولأن السيسى ليس عقلية عادية، فهو يعرف أن نزوله الساحة الآن يمكن أن يحرقه تماما، ولذلك فإن الصمت أولى، خاصة أنه يرصد تنامى الرغبة فى أن يكون هو الرئيس القادم، حتى لو تم هذا دون انتخابات.. فالحاجة إلى منقذ قد تجعل المصريين يتغاضون عن أشياء كثيرة.

قد تكون هناك زاوية ضيقة جدا يمكن النظر من خلالها إلى السيسى كرقم من أرقام معادلة انتخابات الرئاسة القادمة فى مصر، فإذا كان قراره الأخير هو ألا يرشح نفسه، وإذا كان يرى أن دوره السياسى والوطنى توقف عند الإنقاذ فقط، وأن آخرين يجب أن يقوموا بمواصلة المسيرة، فلابد أن يتحدث هو عن هذا الأمر، لابد أن يكون له موقف محدد من المجموعات التى تتكون على اسمه وتتحدث بالنيابة عنه، خاصة أن هناك من بين من يتحدثون باسمه يمكن أن يمثلوا أكبر إساءة له.. كما أن من بينهم من يستغل الحديث باسم الفريق أول عبد الفتاح السيسى ليحقق من وراء ذلك مكاسب هائلة.. وليس معقولا أن يتحول الرجل الذى هو بحق صاحب الإنجاز الأكبر فى مصر الآن إلى سبوبة يتكسب من ورائها البعض.

أحمد شفيق.. عودة الشيخ إلى صباه السياسى بملايين الإعلام السرية

لم يكن الفريق أحمد شفيق صادقا عندما قال إن الفريق أول عبد الفتاح السيسى إذا رشح نفسه فى الانتخابات الرئاسية فإنه سيتراجع عن الترشيح وسيدعمه، فالرجل يعتبر نزوله الانتخابات الرئاسية القادمة والفوز بها مسألة حياة أو موت، مسألة كرامة. يعتبر أحمد شفيق نفسه أحد الأعمدة الأساسية التى قامت عليها ثورة يونيو، هو نفسه قال إنه تردد فى النزول إلى مصر والمشاركة فى الثورة حتى لا ينسب الأمر له، رغم أن هناك يقيناً لدى كثيرين ممن شاركوا فى الثورة بشكل حقيقى أن دور الرجل كان هامشيا.. بل لم يكن له دور يذكر على الإطلاق.

لا يمكن أن تنكر على أحمد شفيق حواراته الكثيرة التى أطل بها من خلال شاشات الفضائيات، مهاجما من خلالها جماعة الإخوان المسلمين، ومنقضا بقوة على محمد مرسى، لكنها فى النهاية تظل مجرد حوارات، فيها كثير من الحماس والجرأة، لكنها لم تتجاوز بتأثيرها سوى تفريغ شحنة الغضب.. وهى الحوارات التى ما إن كان شفيق ينتهى من تسجيلها حتى يكمل حياته ويمارس عاداته التى اكتسبها فى أبو ظبى حيث يقيم لدى أمرائها، وهى العادات التى لم تخرج عن التجول فى المولات والتنزه مع الأحفاد والدردشة مع الأصدقاء المقربين، واستقبال بعض معاونيه الذين كانوا يترددون عليها كثيرا ربما للتنسيق وتلقى التعليمات.

دور أحمد شفيق فى المشهد السياسى انتهى، وقد تكون رغبته فى العودة مرة أخرى إلى هذا المشهد مثل عودة الشيخ إلى صباه السياسى، فهو لن يقدر على شىء.. لكنه مع ذلك يوهم نفسه بأنه قادر على كل شىء، ربما يعتقد أن اللوبى الإعلامى الذى يكونه الآن وينفق عليه ببذخ يمكن أن يساعده فى الوصول إلى هدفه الأول والوحيد – كرسى الرئاسة – دون أن يعتقد ولو للحظة أن هذا اللوبى لن يستطيع أن يصلح ما أفسده الدهر، حتى لو كان ما ينفقه شفيق عليه يتجاوز الملايين. لن يعود أحمد شفيق إلا إذا أصبحت ساحته القانونية مبرأة تماما، فهناك عدد من القضايا التى أوقعه فيها الإخوان من باب الكيد السياسى، لكنها فى النهاية لا تزال منظورة أمام القضاء.. ومن يدرى فقد تظل هذه القضايا مفتوحة ولا تغلق أبدا.. وساعتها لن يستطيع شفيق أن ينزل الانتخابات الرئاسية، ولن يستطيع من الأساس أن يعود إلى مصر.


خطة وأموال آل عنان للسيطرة على انتخابات الرئاسة المقبلة تبدأ من سلمون القماش


لم يكن الفريق سامى عنان رئيس أركان حرب الجيش المصرى السابق ساذجا حتى يتورط فى الإعلان عن ترشيح نفسه مبكرا جدا، ولكن هناك من أراد أن يحرقه، ولذلك سرب خبر ترشيح سامى لنفسه على هامش زيارته لمطروح.. صحيح أن سامى كان هناك، وصحيح أنه التقى عدداً من رجال القبائل، لكنه لم يتحدث عن الانتخابات الرئاسية، ولم يلمح إلى أنه سيفعلها.

سامى عنان ولأنه يدرك خطورة الإعلان عن نفسه مبكرا مرشحا للرئاسة، فقد تراجع على الفور، وأعلن أنه لن يقولها، ولم يقل إنه لن يفعلها، لأن الشىء المؤكد أن سامى سوف يرشح نفسه، ولن يردعه عن ذلك أن يرشح الفريق أول عبد الفتاح السيسى نفسه فى الانتخابات الرئاسية، هذا إذا فعلها بالطبع – فسامى يعتبر رئاسة مصر أحد حقوقه التى حرم منها.

منذ ثورة 30 يونيو وسامى عنان يعمل من أجل هذه اللحظة، ولأنه فقد كثيرا من شعبيته بسبب أخطائه وأخطاء المشير طنطاوى فى إدارة المرحلة الانتقالية، فقد قرر أن يعود مرة أخرى إلى أصوله الأولى، إلى قريته سلمون القماش فى الدقهلية.. وكان أول ما أعلن عنه أنه سيقيم هو وأشقاؤه مجمع مدارس.. على مساحة تتجاوز الفدان ونصفاً.. ورغم أن بناء مجمع مدارس قد يصلح كبداية لمرشح برلمانى وليس لمرشح رئاسى، لكن سامى عنان اعتبرها خطوة للعودة إلى بلده التى لم يكن يتردد عليها كثيرا خلال السنوات الماضية بسبب مشغولياته الكثيرة.

سامى ليس واحداً، فأشقاؤه الذين يطلق عليهم آل عنان يقفون إلى جواره، بل ويمثلون القوة الضاربة فى حملته الرئاسية القادمة، وقد بدأوا الخطة بالفعل، حيث يشكلون ما يمكن التعامل معه على أنه محور انتخابى كبير يضم كلاً من المنزلة وأجا ودكرنس وبلقاس.. وهو محور انتخابى يمكن أن يضمن لسامى عنان على الأقل 3 ملايين صوت انتخابى.. وهى بداية جيدة يمكن أن يبنى عليها فى بقية المحافظات الأخرى.

مصادر مقربة من الداعمين لسامى عنان أكدوا أن الفريق مدعوم من عدد من رجال الأعمال الكبار الذين تحمسوا لترشيحه ومن بينهم رجب العطار من تجار الأزهر، وكذلك أصحاب شركات سياحة، وعدد من رجال الأعمال من محافظة الدقهلية الذين يعملون فى صناعة الغزل والنسيج تحديدا.

تمويل حملة سامى عنان لن يتوقف على هؤلاء فقط، فأشقاؤه الأربعة يقفون إلى جواره بشدة، وهم اللواء منير عنان مدير أمن الإسكندرية السابق وهو الآن لواء على المعاش، والدكتور عثمان عنان وهو أستاذ جامعى على المعاش، وحاتم عنان وكان مديراً عاماً فى شركة بسكو مصر وعندما تخصخصت تركها وسافر إلى الكويت، لينضم إلى الشقيق الرابع الذى سافر إلى الكويت من العام 1968، ولا يزال هناك حتى الآن، ويمكن أن يكون أشقاؤه فى الكويت تحديدا هم مصدر التمويل الأساسى لحملة عنان الانتخابية.

كل هذا يؤكد أن نفى سامى عنان ترشحه للانتخابات الرئاسية ليس إلا من باب التكنيك والمراوغة، فهو لا يقوم بكل هذا المجهود من فراغ.. ثم إنه كان يطمح إلى منصب الرئيس بالفعل، وحاول أن يرشح نفسه فى انتخابات 2012، إلا أن محاولته فشلت، فكان عليه أن يترك القوات المسلحة ويدرج اسمه فى كشوف الناخبين، وهو ما تمكن منه الآن بعد أن أخرجه محمد مرسى من منصبه فى أغسطس 2012.



شركة علاقات عامة مصرية تتولى مهمة تلميع وتصنيع اللواء مراد موافى


.. قد تكون هناك مشاكل كثيرة يعانى منها أحمد شفيق وسامى عنان، إلا أن كلا منهما يمتلك تاريخا تتفق معه أو تختلف.. إلا أن هناك علامات واضحة فى طريقهما.. وهو ما يفتقده اللواء مراد موافى تماما، فالرجل الذى خرج من الخدمة وهو مدير للمخابرات المصرية لا يكاد يعرف أحد له تاريخا سياسيا، وهو ما سيصعب مهمته إذا ما خاض الانتخابات الرئاسية.

حتى الآن لم يعلن مراد موافى أنه سيكون مرشحا رئاسيا، وإن كانت تحركاته الأخيرة تشى بذلك، كان الظهور الأول له فى إفطار رمضانى دعا له الشيخ أبو العزايم شيخ الطريقة العزمية، وكانت هذه إشارة إلى أن الطرق الصوفية يمكن أن تقف إلى جوار موافى.. وهو ما لم تنفه الطرق الصوفية بالمناسبة.

لكن مراد موافى الذى كان يقود جهاز المعلومات الأول فى مصر لم يرد أن يترك الأمر للصدفة، ولذلك فقد تعاقد مع شركة علاقات عامة مصرية تخطط له خطواته المقبلة، وقد تكون صاحبة هذه الشركة ومديرتها هى التى نصحته بأن يتريث فى الإعلان الرسمى عن ترشحه للرئاسة، إلا أنها فى الوقت نفسه تقوم بحملة تسويق كاملة لمراد موافى ليس داخل مصر ولكن خارجها، ومن المنتظر أن يقوم موافى بعدة جولات للالتقاء بالمصريين فى الخارج، ليدخلوا معهم فى حوار حول أولويات المرحلة المقبلة فى مصر.. وربما يكون اللقاء الأول لموافى مع المصريين فى أمريكا من خلال مؤتمر يشارك فيه بعد أيام.. وكانت شركة العلاقات العامة المصرية هى التى وفرت له الدعوة إلى هذا المؤتمر.

المفاجأة أن أنصار عمر سليمان الذين كانوا قد انتقلوا إلى تأييد أحمد شفيق فى الانتخابات الرئاسية الماضية بعد استبعاد عمر سليمان من السباق.. ينظمون صفوفهم الآن لتأييد مراد موافى، وذلك تأسيسا على أن عمر سليمان كان قد رشحه للرئيس الأسبق مبارك ليعينه مديرا لجهاز المخابرات، بعد أن أصبح هو نائبا للرئيس، وهو ما يعنى أن سليمان كان يثق ثقة مطلقة فيه، ولذلك فهو أولى بالتأييد.

التاريخ السياسى لمراد موافى على أية حال لا يبشر بخير، فعندما كان محافظا لشمال سيناء صرح تصريحات تسببت فى أزمة كبيرة، حيث اتهم أهالى سيناء بأنهم تجار مخدرات، بل وفهم من تصريحاته أنهم غير مواطنين، وهو ما دعا صفوت الشريف وقتها إلى أن يتدخل لدى وسائل الإعلام لتكثيف المادة الإعلامية التى تمدح فى سكان سيناء.

هامش: يمكن أن تسأل عن الفريق حسام خير الله وكيل جهاز المخابرات السابق، الذى أعلن بالفعل أنه سيخوض الانتخابات الرئاسية القادمة، وهو الذى خاض الانتخابات السابقة ولم يحقق أى نتيجة تذكر، إلا أنه هذه المرة وقد شارك فى ثورة يونيو واعتصم فى الميدان مع الثوار، فمن حقه أن يتحدث باسم الثورة ويرشح بنفسه باسم الثورة.. لكنه فى الغالب لن يربح باسم الثورة.. وهذا يكفى الآن على الأقل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.