لا تلبي الأغذية التجارية الخاصة بمرحلة فطام الرضيع احتياجات جسم الطفل وتوفر القليل من العناصر الغذائية الإضافية مقارنة مع حليب الأم، بحسب دراسة حديثة نشرت في مجلة أمراض الطفولة. ويفترض في عملية الفطام أن تكون حاسمة، وأن تقدم للرضيع مجموعة واسعة من النكهات والعناصر الغذائية تشجعه على تناول الأطعمة، وتلبي احتياجات استهلاك الطاقة.
ورغم أن توقيت الفطام يرجع إلى قرار الأم، يوصي خبراء الصحة بإرضاع الطفل 6 أشهر من حليب الأم حصرياً، ثم البدء في إطعامه بعض الأطعمة الخفيفة مع الاستمرار في الرضاعة الطبيعية خلال الأشهر ال 6 التالية وحتى بلوغه عاماً. إلا أن الأغذية التجارية للرضع تروج للبدء في إعطاء الطفل أطعمة بداية من عمر 4 أشهر، ما يثبّط بعض الأمهات عن مواصلة عملية الرضاعة.
وقامت الدراسة التي أجريت في معهد غلاسكو ببريطانيا بتحليل 463 منتجاً للأطفال تنتجها 4 شركات في المملكة المتحدة، وشمل التحليل الأطعمة اللينة والرطبة ووجبات الطعام المجففة التي تتطلب إضافة الحليب أو الماء، والأطعمة الجافة كالبسكويت وحبوب الإفطار والزبيب.
ووجدت الدراسة أن المنتجات اللينة التي يتم تناولها بالملعقة احتوت على نفس نسبة الطاقة الموجودة في حليب الأم، ونسبة بروتين أعلى بمقدار 40 بالمائة فقط، وأنها كانت أعلى بشكل ملحوظ في نسبة السكر، وهو ما اتسمت به المنتجات الجافة أيضاً، ويفسر ذلك سبب إقبال الأطفال عليها.
أما المنتجات التي احتوت على اللحوم فكانت أعلى في نسبة الحديد من حليب الأم، لكن المنتجات الخالية من اللحوم كانت أقل في النسبة من حليب الثدي.
وقالت نتائج الدراسة: "قد يستخدم الآباء الأطعمة التجارية في عملية الفطام المبكر، لكن لابد من ادارك أنها لا تزيد من كثافة المغذيات التي يتناولها الطفل مقارنة بحليب الأم ولا تقدم شيئاً إضافياً سوى السكر والملح".
وشجعت نتائج الدراسة الأسر على تقديم أطعمة منزلية بدلاً من الجاهزة عند البدء في عملية الفطام، لأنها تحتوي على نسبة ملح وسكر أقل، ما يؤثر على قدرة الحفاظ على الوزن في المستقبل عندما يكبر الطفل. فالوجبات المنزلية أفضل كثيراً لصحة الطفل من الوجبات الجاهزة.