لا يختلف الاثنان الأولتراس والإخوان فالاثنان ركبا ثورة يناير ووجدوا من يروج لهما خصوصاً الأولتراس الذين لم يتواجدوا فى ميدان التحرير إلا فى الأيام الأخيرة لثورة يناير وبعد أن اتضحت الصورة تماماً لأنه من المعروف أنهم كانوا يعيشون فى حالة رعب من قيادات وضباط الداخلية وخصوصاً اللواء عدلى فايد مدير الأمن العام السابق والعميد حسن السوهاجى من مباحث القاهرة الذى أصبح الآن مدير الأمن بأسوان مع بعض القيادات والأسماء داخل وزارة الداخلية ولا يخفى على أحد أن أحد ضباط المباحث كان على صلة وثيقة ببعضهم فكان ينقل لهم خطة الوزارة للقبض عليهم قبل المباريات المهمة منعاً لوقوع أحداث شغب فكان يطالبهم بالمبيت خارج منازلهم ليلة المباراة وذلك حتى لا يتم الإمساك بهم وإن كان البعض الآخر يقول إنها كانت تتم بموافقة الداخلية وبالتالى لا يذهبون الى المدرجات وأيضاً لا يتم الإمساك بهم.. الأولتراس لم تكن لهم علاقة مطلقاً بثورة يناير بل العكس هو الصحيح حيث كتبوا على صفحتهم أنهم لم ولن يشاركوا فى مظاهرات يناير وحتى إن شارك البعض منهم وكانوا قليلين يعدون على أصابع اليد الواحدة فمشاركتهم بصفتهم الشخصية غير أن بعض الإعلاميين نسبوا إليهم بطولات وأمجاداً داخل ميدان التحرير فركبوا الموجة مثل الإخوان وانتهزوها فرصة للعب على وتر ثورة يناير وبالمناسبة فالأولتراس أيضاً أكدوا عبر صفحتهم الرسمية أنهم لم يشاركوا فى مظاهرات رابعة العدوية وبنفس الصياغة أن الذى شارك هناك كان يعبر عن رأيه الشخصى أى أن الأمر لم يختلف كثيراً بين ميدان التحرير فى يناير واعتصام رابعة العدوية فى يونيو ويوليو.. هذه المقدمة الطويلة كان لابد منها لنعرف بالضبط عمن نتحدث، فنحن أمام ظاهرة بدأت كأجمل ما يكون ولم يكن هناك ما يسمى بالأولتراس فالفكرة ابتدعها مهندس أهلاوى جميل اسمه خالد شاكر يعمل كمهندس وهو بالمناسبة ابن شقيقة العظيمة شادية صاحبة أجمل أغنية وطنية تستخدم فى المناسبات الوطنية «يا حبيبتى يا مصر».. خالد شاكر أسس رابطة أطلق عليها A.F.C أى الأهلى فانز كلوب يعنى محبى النادى الأهلى وكان معه م. خالد العلايلى ود. أحمد العطار وعدد من المثقفين المحترمين الذين يعشقون الأهلى ويرونه بالفعل فوق الجميع بمبادئه وأخلاقه وانتصاراته وأبنائه وكان مكانهم خلف المدرج الأيمن باستاد القاهرة واخترعوا أغانى جميلة ورائعة ودخلات غير معقولة وحققوا رقماً قياسياً عالمياً فى طول علم الأهلى فى إحدى المباريات الإفريقية كان حديث وكالات الأنباء حول العالم وكان شعارهم «شجع الأهلى باحترام» فلا ألفاظ ولا خروج عن النص وتشجيع الأهلى فائزاً أو مهزوماً وكانوا يعشقون مانويل جوزيه المدير الفنى الأسبق للأهلى واستمروا ما يقرب من عام وفيه حقق الأهلى كل البطولات المحلية والإفريقية وصاروا حديث مصر كلها وبعدهم بدأت بعض الأندية تسير على دربهم ففعلها جمهور النادى الإسماعيلى وقاموا بزيارة للنادى الأهلى لإنهاء حالة التعصب التى كانت تسود لقاءات الناديين وبالفعل كان لها الأثر الأكبر على أول لقاء بين الفريقين بعدها حيث تم استقبال فريق الاسماعيلى كأفضل ما يكون من جماهير الأهلى وردت جماهير الإسماعيلية المعاملة بالمثل وأفضل فى لقاء العودة واستبشر الجميع خيراً لأن هذا الوقت تزامن مع بطولة الأمم الإفريقية 2006 والتى فازت بها مصر ويومها رسمت الجماهير المصرية أفضل صورة فى التاريخ ظلت محفورة فى الأذهان حتى الآن فشاهدنا العائلات والبنات والأطفال فى المدرجات وكأنهم فى رحلة جميلة ولكن يبدو أن الأحلام فى مصر تتحول دائماً إلى كابوس فقد ظهر واحد من مشجعى الأهلى وهو نجل مسئول كبير فى الاتحاد الإفريقى فى هذا الوقت رافضاً مبادئ الأهلى A.F.C داعياً إلى رابطة أولتراس الأهلى وكان شعارها من البداية دموياً وهو أن نهاجم المنافس خارج ملعبنا فنبدأ بالضرب والاعتداء عليه ويومها لن يستطيع هو أو غيره الاقتراب منا فى ملعبنا أبداً وكان شعاره وقد اجتذب معه بعضاً من المهاويس والمجانين والمدمنين هو أن نفتح مجال التعدى على الجماهير المنافسة فى كل الألعاب فشاهدنا ولأول مرة فى التاريخ حرق مشجع زملكاوى اسمه محمد عبدالحليم من مدينة المحلة بالبنزين عقب لقاء جمع الأهلى والزمالك بالصالة المغطاة فى استاد القاهرة وبعد المباراة اختطف أفراد أولتراس الأهلى المشجع الزملكاوى وأحرقوه بالفعل وكانت قضية تم حبس أحد أهم كابوهات الأهلى فيها 45 يوماً إلى أن تدخل البعض ودفع لأسرة المحروق مبلغ 20 ألف جنيه فتنازل عن القضية ويومها ذهب حسن حمدى ووفد من مجلس إدارة الأهلى لزيارة الشاب فى المستشفى والاعتذار لنادى الزمالك وتكفل ممدوح عباس رئيس النادى بعلاج المصاب على نفقته الخاصة هذه كانت واحدة لكن بداية الشغب الحقيقى لأولتراس الأهلى كان فى بورسعيد وبالتحديد فى مباراة المصرى والأهلى ويومها اقتحمت مجموعة الأولتراس غرفة ملابس لاعبى النادى المصرى قبل المباراة واعتدوا على بعض اللاعبين وحطموا قاعة الكئوس وسرقوا بعضها وهو ما تكرر بعد ذلك بسنوات عندما سرقوا كئوس الاتحاد المصرى لكرة القدم ويومها هدد الراحل سيد متولى بعدم لعب المباراة لولا تدخل حسن حمدى رئيس الأهلى الذى قدم اعتذاراً رسمياً لسيد متولى وفتح ملاعب الأهلى فى مدينة نصر للنادى المصرى كاعتذار واضح عما بدر من جماهير الأهلى وبكل أسف وعقب هذه الواقعة جمدت رابطة الأهلى A.F.C نشاطها رافضة الأسلوب العدوانى والعنيف لجماهير الأولتراس التى بدأت هى الأخرى حملة ضد الرابطة النظيفة وهددت كل من لم يحضر إلى مدرجات الدرجة الثالثة خلف المرمى الشمال وبالفعل حدثت بعض حالات التعدى على بعض من الجماهير المحترمة التى آثرت السلامة فانسحبت تماماً من المشهد بل الأكثر من ذلك أن بعضاً من قيادات الأولتراس تركت الجروب مبكراً جداً خصوصاً بعد الانحراف الشديد فى المسار الذى تحول إلى الضرب والاعتداء فخرج عبدون وحجاج وغيرهما وتركوا القيادة لابن المسئول الكبير بالاضافة إلى شخص كان يقيم فى قطر وكان يدير كل عمليات العنف من هناك والغريب أنه كان يفتخر أحياناً بوضع بعض صور ومشاهد له وهو يدمن المخدرات أو يتناول الخمور ويؤكد أنه يشعر بقمة السعادة والفخر نظراً لأنه يقود الأولتراس وهو فى هذه الحالة من النشوة والسعادة.. والغريب أنه مع دخول الشماريخ والصواريخ فى فترة لاحقة إلى المدرجات بعد سلسلة من الحوادث بين جماهير الأهلى والإسماعيلى والزمالك والمصرى والمحلة والاتحاد وهى كلها الأندية الشعبية حتى وصلت إلى انتظار رحلة الجماهير على الطرق السريعة والاعتداء عليها وأصيب وقتها أعداد كبيرة من مختلف المشجعين لكن الغريب كما قلت إنه أثناء المباراة النهائية فى بطولة إفريقيا بين الأهلى والقطن الكاميرونى باستاد القاهرة اشتعل الملعب تقريباً بالكامل بالشماريخ والصواريخ وتوقع الجميع عقوبة صارمة على النادى الأهلى خصوصا أن الهجوم كان قد بدأ بشدة على الأولتراس وعلى هذه الظاهرة المحرمة والممنوعة فى كل ملاعب العالم ومنصوص عليها صراحة فى لوائح فيفا إلا أننا بالاتحاد الافريقى وفى سابقة هى الأولى والأخيرة ودون إعلان مسبق عن هذه الجائزة بمنح جماهير الأهلى جائزة أفضل جمهور فى سقطة فاضحة للاتحاد الافريقية وللمسئول الكبير الذى كان يعمل به والذى انحاز لابنه على حساب المبادئ واللوائح والقيم وقد تكون لنا فى المستقبل وقفة مع هذا المسئول وابنه ليزداد عناد الالتراس ويفرح بهم مجلس الأهلى وقناة الأهلى وتحتفى بهم وكأنهم يخرجون ألسنتهم للجميع بل الأغرب أن نفس الاتحاد الإفريقى هو الذى عاقب الأهلى بغرامات مالية شديدة وأيضاً بعقوبة اللعب بدون جمهور على نفس السلوك وهو إشعال الشماريخ والصواريخ ولكن مع فارق وحيد وهو أن المسئول الكبير ترك الاتحاد الإفريقى وذهب إلى مكان آخر وقد لا يتصور أحد حجم الضرر الذى وقع على الأهلى منذ ظهور الأولتراس بالغرامات المالية التى وقعت على الأهلى اقتربت من مليونى جنيه فى الأربعة أو الخمسة أعوام الماضية والأهلى الذى لم يلعب مباراة دون جمهور أو خارج أرضه طوال تاريخه الإفريقى لعب فى الأعوام الثلاثة الماضية وحدها 6 مباريات دون جمهور بل الأكثر من ذلك أنه لأول مرة فى تاريخ الاتحاد الإفريقى يعطى إنذاراً أخيراً لناد فى المسابقة الإفريقية بنقل مبارياته خارج مصر كلها، وليس سراً أن حسن حمدى رئيس النادى الأهلى نقل لمسئولى الاتحاد الإفريقى رجاء إدارة الأهلى بسرعة إصدار عقوبة اللعب دون جمهور وعدم تأخير العقوبة لما بعد مباراة الزمالك وذلك بعد أن رفضت كل ملاعب مصر وأيضاً الأمن استقبال أى مباراة تتواجد فيها جماهير الأهلى وليس سراً أيضاً أن لجنة العقوبات فى الاتحاد الإفريقى اجتمعت مبكراً عن الموعد المقرر لها وحددت عقوبة الأهلى وبالتالى فهو لن يلعب مباراة الدور نصف النهائى بجماهير وهو ما لقى قبولاً شديداً لدى اللاعبين الذين رفضوا الذهاب للجمهور وتحيته فى المباراة الأخيرة أمام ليوباردز الكونغولى والتى كان الأهلى أيضاً قد طلب عدم إقامتها فى مصر ووسّط هانى أبوريدة لمخاطبة الاتحاد المغربى لاستضافة المباراة إلا أأنهم فى المغرب الشقيق رفضوا مناقشة الأمر من الأصل واعتذروا وبرروا ذلك باستعداداتهم لاستقبال كأس العالم للأندية، وأيضاً انشغالهم بالدورى المحلى والأمر نفسه تكرر فى السودان وبالتالى أنقذت عقوبة الاتحاد الإفريقى الأهلى. ولكن وبكل أسف لم يستطع أحد حتى الآن أن يعاقب الخارجين عن القانون من بعض هؤلاء المشاغبين، فيكفى مثلا أن نعلم أن كريم عادل وهو أحد أهم كابوهات الأهلى قد تم طرده أخيرا من الجروب لأنه رفض المشاركة فى حرق اتحاد الكرة المصرى ونادى ضباط الشرطة متعللا بسفره إلى المغرب، وهو الحريق الذى تم الاتفاق عليه بإيعاز واحد من أهم كابوهات الأهلى وكان ينتمى لفصيل سياسى معروف ورغم اعتراض الكثيرين منهم على فكرة الحرق إلا أنه صاح بأعلى صوته أن هناك من يساندونهم ولن يجرؤ أحد على الاقتراب منهم، وأنه حصل على كل الضمانات التى توفر لهم الحماية، وهذا بالفعل ما حدث، فرغم تحريات المباحث بصدور أمر بضبط وإحضار أكثر من 36 شخصا من المتورطين بالفعل فى الحادث إلا أن التعليمات صدرت فورا بوقف أية اجراءات ضد هؤلاء المجرمين، والغريب أن بعد هذا الحادث مباشرة افتتح أحد أهم قياداتهم كافيه كبيراً جدا بسراى القبة رغم أن امكانياته المادية تساوى صفرا، ولم يندهش أحد من ذلك لأن الممول معروف وكان شخصية مهمة فى الدولة فى هذا الوقت، والمسلسل بكل أسف مازال مستمرا وبنجاح ساحق، فها هى مصر بجلالة قدرها تفشل فى ايجاد ملعب لاحتضان مباراة فاصلة فى تاريخها يتوقف عليها صعودنا إلى كأس العالم ولكن وبكل أسف الكل يرفض استقبال المباراة خوفا من تكرار أحداث الشغب مثل التى رأيناها أخيرا فى استاد الجونة الهادئ من اعتداء جماهير الأهلى بالقاهرة على جماهير الأهلى بالاسكندرية، حيث روجوا تسريبات بأنهم منعوا أولتراس الاسكندرية من رفع، إعلام رابعة وارتداء الفانلات الخاصة بهم ولكن اتضحت الصورة فيما بعد، حيث تبين أن رابطة الأهلى بالقاهرة خشيت من ازدياد قوة رابطة الإسكندرية فاتفقوا فيما بينهم على الاعتداء عليهم وضربهم فور بدء البث التليفزيونى لتكون العلقة على الهواء مباشرة وعلى مسمع ومرأى من الجميع ثم اخترعوا قصة أنهم يدافعون عن الجيش ويرفضون الإساءة إليه.. هذا ما يحدث أمامنا ليلا ونهارا ومازال الملف مفتوحا على مصراعيه.