أكد السفير أشرف عقل سفير مصر لدى اليمن أن ما حدث في مصر هو ثورة شعبية حقيقية استجابت لها القوات المسلحة المصرية وساعدتها على تنفيذ مطالبه. وأوضح عقل - خلال المؤتمر الصحفي العالمي الذي عقد اليوم الثلاثاء بمقر السفارة المصرية بقلب العاصمة اليمنية صنعاء بحضور ممثلي وكالات الأنباء العالمية والصحف والمراسلين المحليين - أن ''ما حدث في مصر منذ ال30 يونيو ليس انقلابا عسكريا على الشرعية الدستورية، وإنما استجابة من القوات المسلحة للشعب المصري لاستعادة ثورته وكرامته''.
وأشار عقل إلى توقيع 22 مليون مواطن على استمارات حملة “تمرد” وتظاهر أكثر 33 مليون مواطن في جميع محافظات مصر، للمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة وإسقاط نظام الإخوان بعد فشله في إدارة حكم البلاد.
وأكد عقل أن القوات المسلحة المصرية هي مؤسسة وطنية لم تتدخل إلا عندما طلب منها الشعب ذلك وقد أكدت في كل بياناتها على احترامها للشعب المصري وإرادته وأسس الديمقراطية الحديثة التي ارتضاها هذا الشعب العظيم، كما حرصت على إشراك جميع القوى السياسية والقوى الثورية وعلى رأسها شباب مصر العظيم في الحوار دون إقصاء لأحد.
كما استعرض عقل - خلال المؤتمر - تطورات الأوضاع ومكافحة الحكومة الحالية للإرهاب في سيناء وأعمال العنف والإرهاب ضد مؤسسات الدولة من مراكز الشرطة والمتاحف والكنائس، حيث بلغ عدد الكنائس التي تم الاعتداء عليها أكثر من 61 كنيسة.
كما قدم شرحا وتوضيحا للحقائق على الأرض وأخر تطورات الموقف في مصر، والرد على عدد من أسئلة الإعلاميين، مؤكدا عمق العلاقات المصرية اليمنية وحرص مصر على تعزيز وتعظيم علاقاتها مع كافة دول العالم في إطار من الاحترام المتبادل وتعظيم المنفعة والمصالح بين الشعوب قبل الحكومات.
وقال السفير أشرف عقل إنه ''تم تنكيس العلم المصري بالسفارة حزنا على ضحايا الشرطة جراء العمل الإجرامي والإرهاب الخسيس والتي راح ضحيتها 25 من مجندي الشرطة في رفح، مؤكدا أن الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية المصرية لن تسكت على هذا العمل الإجرامي الخسيس''.
وشدد السفير المصري على أن أي حديث عن توصيف ما حدث بأنه بمثابة انقلاب عسكري يخالف تمام حقائق الأمور، ويفتقد إلى الموضوعية والفهم الصحيح لما شهدته البلاد خلال الأيام القليلة الماضية.
وأضاف عقل أن ما حدث جاء نتيجة لمطلب شعبي أي ثورة جسدها خروج المصريين في ال30 يونيو بتلك الأعداد الهائلة، والذين كان لهم مطلب واحد وهو إقامة نظام ديمقراطي حقيقي لا يقصي أحدا، وكذا رفض العبث بهوية الوطن المعروف بوسطيته واعتداله وتطلعه إلى تحقيق أهداف ثورة 25 يناير 2011 والمتمثلة في الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية.
وأكد السفير أشرف عقل سفير مصر لدى اليمن أن القوات المسلحة المصرية وجدت لزاما عليها في ظل انسداد أفق أي حل سياسي يمكن الوطن من عبور هذه الأزمة، ومن خلال الاستجابة إلى إرادة الشعب وبعد محاولات مضنية مع مؤسسة الرئاسة لدفعها للاستجابة للإرادة الشعبية وتجنب الاحتمالات صدام كارثي.
وحول ردود الأفعال في الساحة اليمنية على ما جرى في مصر رسميا وشعبيا وسياسيا، نوه السفير المصري بالموقف الرسمي المؤيد للثورة المصرية، وكذا مواقف الكثير من القيادات اليمنية وفى مقدمتها على عبد الله صالح رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام التي تحترم إرادة الشعب المصري.
وقال السفير أشرف عقل سفير مصر لدى اليمن إنه على المستوى الرسمي صدرت تصريحات مرحبة وبعث الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي برقية تهنئة إلى الرئيس المصري المؤقت المستشار عدلي محمود منصور ، كما جاءت تصريحات كثير من القيادات اليمنية في هذا الاتجاه الذي يحترم إرادة الشعب المصري وتطلعاته والتي رأت فيما حدث أنه تجسيد لرغبة الشعب المصري وإرادته الحرة.
وفي توصيفه لموقف حزب الإصلاح الجناح السياسي ل إخوان اليمن الذي وصف ما حدث في مصر بالانقلاب العسكري ، أوضح السفير المصري أن موقف المعارضين في اليمن مرتبط بجانب أيديولوجي في إشارة إلى ارتباط الإصلاح بحركة الإخوان في مصر.
وقال السفير أشرف عقل إن الصندوق ليس هو كل العملية الديمقراطية وأنها عملية طويلة، لافتا إلى أن هناك مؤيدين وهناك معارضون، وهناك مصالح ومنطلقات أيديولوجية وحسابات، وبالنسبة للمجتمع اليمني فهو له تركيبته وخصوصياته رغم تأثير ما يحدث في مصر عليه وارتباط الشأن اليمني بمجريات التطورات في مصر.
وأكد عقل أن الاستقرار سيعود إلى مصر في القريب العاجل، فالشعب المصري متلاحم مع الجيش والشرطة، ونتذكر جميعا كيف أن الشعب المصري هو الذي حمى بلاده من خطر الإرهاب خلال تسعينيات القرن الماضي .
وقال عقل إننا نعرف أن هناك أشخاصا من دول عربية يذهبون إلى مصر لتنفيذ عمليات تخريبية وإرهابية وأن الأجهزة المعنية تقوم برصدهم ، وهناك محاولات ستفشل كلها لأن اللحمة الوطنية المصرية قوية، ومصر محمية بكتاب الله وبدعوة رسوله الله محمد صلى الله عليه وسلم وبقدرها وتأثيرها الإقليمي .
وأشار عقل إلى أن مصر هي التي حمت الإسلام عندما تصدت للمغول والصليبيين وتحطمت على حدودها كل محاولات الهيمنة والقضاء على دين الله ، ومصر هي التي حافظت على الإسلام من خلال دور الأزهر ووسطيته واعتداله، وهي التي ساعدت كل حركات التحرر في أفريقيا أيام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر من خلال الجمعية الأفريقية بالقاهرة ، لافتا إلى أن مصر ساعدت اليمن والجزائر وكل دول الخليج ومنها الكويت في أزمة الخليج الأولى والثانية، ولا ينكر فضل مصر إلا جاهل أو حاقد.
